السيدة تساي إنغ ون

انتخبت السيدة تساي إنغ ون عن الحزب الديمقراطي التقدمي، لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الحكم في تايوان، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد، وهو ما يمثل تحديـًا كبيرًا لها لإثبات جدارتها بمنح الثقة من جانب المواطنين، وأن كونها امرأة لا يتعارض مع شغل مثل هذا المنصب الرفيع وتمتَعها بسلطة أكبر من الرجال الذين يشغلون مناصب إدارية عُليـا في البلاد.
 
 وفازت السيدة تساي بنحو 6,9 مليون صوت في الانتخابات العامة التي أجريت الاسبوع الماضي، لتضمن 56 في المائة من أصوات الناخبين وتتخطى عدد الأصوات التي حصل عليها حزب "الكومينتانغ"، الذي حصل على 31 بالمائة من الأصوات التي تم الإدلاء بها. ما يشير إلى أن الحزب الديمقراطي التقدمي بات يتمتع بشعبية أكبر مقارنة بانتخابات كانون الثاني/يناير من عام 2012 والتي حصل فيها على 45 بالمائة من الأصوات.
 
وعبَرت السيدة تساي خلال مقابلة مع صحيفة "التليغراف" البريطانية، قبل أيام قليلة من يوم الاقتراع، عن إعجابها ببراعة وقوة مارغريت تاتشر بعدما شاهدتها عن قرب وقت أن كانت طالبة تدرس القانون في كلية لندن للاقتصاد عام 1984 وكيف واجهت السيدة تاتشر في ذلك العام الإضراب الذي أجراه العمال في مناجم الفحم، فضلًا عن كونها محظوظة بالهروب سالمة بعدما تعرض فندق غراند هوتيل، في برايتون، للتدمير بواسطة قنبلة IRA ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 31 آخرين.
 
 
 وأوضحت تساي إنغ ون بعد توليها المنصب فعليـًا بتاريخ 20 من أيار/مايو، أنه من بين أولوياتها إشراك الشباب من كلا الجنسين، خصوصًا وأنهم كانوا بمثابة المحرك الرئيسي ويشكلون الغالبية العظمي من أنصارها، كما يرون بأنها المنقذ من الوضع الحالي والمشاكل التي تعاني منها البلاد.
 
وسادت فرحة غامرة بعد إعلان فوز السيدة تساي بمنصب رئيس البلاد، في الوقت الذي تؤكد فيه على أنها تبحث كسب ثقة هؤلاء الشباب ومعالجة العديد من القضايا والأهم من ذلك هو اتخاذها قدوة فيما بعد من جانب النساء في تايوان اللواتي يقررن شغل مناصب على صعيد السلطة السياسية أو مجالس الإدارة.
 
يُذكر أن السيدة تساي البالغة من العمر 59 عامًا تقتضي بإثنين من الشخصيات الأخرى في السياسة من النساء من بينهن شارلين بارشيفسكي، والتي كانت تشغل منصب كبير المفوضين التجاريين في واشنطن في الفترة ما بين عامي 1997 و2001. حيث ذكرت خلال اللقاء الصحافي لها مع "التليغراف" أنها تعلمت الكثير منها خلال فترة التسعينيات واحترافها التعامل مع القضايا الصعبة.  أما الشخصية الأخرى التي تحدثت عنها السيدة تساي وكيف ساعدتها في تشكيل النهج للمنصب الذي لم تشغله سوى امرأة أخرى واحدة في سياسات الشرق الأقصى بارك جيون هاي فهي رئيسة كوريـا الجنوبية تشن تشو رئيس بلدية جنوب مدينة تايوان كاوشيونغ.
 
وأشادت تساي بشجاعتها وثوريتها في إدارة ثاني أكبر مدن تايوان جيدًا وحظيت بالكثير من احترام المواطنين، خصوصًا وأنها ما زالت تدير أمة تواجه العديد من التحديات التي تواجهها تايوان اليوم بداية من الفقر المدقع وانخفاض الاجور الحقيقية مع عدم وجود الكثير من الوظائف وحتى المخاوف الجيوسياسية في شرق آسيا والضغوط التي تمارسها الصين.