الأم مع ابنتيها

تخطط الأم المسلمة شاهناز بي لطعن قانوني بعد تهديدها بغرامة لأخذ طفليها في رحلة للعمرة إلى مكة المكرمة خلال فترة الفصل الدراسي، حيث اصطحبت شاهناز ابنتها مريم (9 سنوات) وفاطمة (7 سنوات) للعمرة لمدة أسبوعين الشهر الماضي، وتغيبت الفتاتان عن المدرسة على الرغم من تحذير  رئيس مدرسة هيل الابتدائية بأن الغياب غير مصرح به وأنهما سيواجهان غرامة قدرها 120 جنيه أسترليني من المجلس، إلا أن الأم لأربعة أطفال تخطّط للطعن القانوني ضد أي غرامة موضحة أن الزيارة كانت تعليمية ووفرت وقتا" مطلوبا" للعائلة، وهددت الأم بإخراج أطفالها من المدارس الحكومية وتسجيلهم في مدرسة إسلامية خاصة على الرغم من أن معظم التلاميذ في مدرسة  هيل مسلمون.

وبيّنت الأم أن الرحلة إلى مكة المكرمة كانت تعليمية وكانت بمثابة عطلة مصرّة على أنها كانت مبهجة روحيا لكنها مُهلكة جسديا وعقليا وماليا، وتكلف العمرة  5 آلاف جنيه أسترليني وكان حزمة شاملة لم تكن متاحة خلال العطلات المدرسية، ووقعّت السيدة شهناز طلبا" رسميا" بأجازة من 14 أبريل/ نيسان حتى 28 أبريل/ نيسان لكنها تلقت رسالة إلكترونية من مدرية المدرسة هيلين بيست رافضة طلبها، وأضافت السيدة شاهناز " نظمت اجتماعا" مع المديرة واثنين من موظفي المدرسة الإناث وأوضحت لهم أنها ليست عطلة لكنها رحلة تعليمية، فالإسلام دين سلمي وعند العودة من العمرة فإن بناتي سيتعلمن احترام الناس كما يعني معلموهم".

وأشارت الأم إلى أن الفتيات تغيبن فقط أثناء مرضهن في الماضي وأثناء عطلة العائلة إلى قبرص في العام الماضي والتي كانت خلال العطل المدرسية، ولفتت السيدة شهناز إلى علمها بأمهات وأطفال آخرين مسلمين في شيفيلد سُمح لهم برحلات مماثلة إلى مكة المكرمة خلال فترة الفصل الدراسي، كما توقعت أن 95% من تلاميذ مدرسة هيل المسلمين ربما يفعلون الشئ نفسه، وأضافت السيدة شاهناز " أنا لست أما" تخرق القواعد ولم تكن هذه عطلة كان علينا الذهاب في هذا التوقيت بسبب عدم وجود رحلة أخرى متاحة، وأتمنى أن يتم التنازل عن الغرامة".
وحصلت الأم على دعم مجموعة Parents Want a Say والتي دعمت جون بلات (44 عاما) عندما لم يدفع 120 جنيه أسترليني غرامة لاصطحاب ابنته إلى ديزني لاند خلال الفصل الدراسي من خلال الطعن في المحكمة العليا، وأخبر وزير التربية والتعليم نيك غيب مجلس النواب بعد هذه الحالات أن الحكم يمثل تهديدا على حملة الحكومة لإبقاء الأطفال في الفصول الدراسية، مضيفا " سنسعى لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لضمان ذهاب الأطفال إلى المدرس عندما ينبغي"، إلا أن النائب المحافظ ستيف دوبل أصر على أن العطلات أثناء الفصل الدراسي لا تضر بتعليم الأطفال مشيرا إلى أن هذه الاستيراتيجية تضر باقتصاديات المناطق السياحية عن طريق الحد من فترات جذب الأعمال التجارية، موضحا أن ذلك كلف السياحة في كورنوال 50 مليون جنيه أسترليني، كما أن أولياء الأمور في هذه المناطق والذين يعتمدون على تجارة العطلات خاطروا بفقدان وظائفهم أو اقتطاع ساعات من عملهم.

وأضاف المتحدث باسم وزارة التعليم " نحن نشعر بخيبة الأمل بسبب حكم المحكمة العليا، والدليل واضح لأن كل يوم إضافي للتغيب عن المدرسة يمكن أن يؤثر على فرصة التلميذ في الحصول على شهادة الثانوية العامة بشكل جيد، وهو ما لديه تأثير دائم على فرصهم في الحياة، ونحن واثقون من أن سياستها للحد من الغياب في المدارس صحيحة، وسندرس تفاصيل حكم المحكمة العليا ولكن حضور الأطفال في المدارس غير قابل للناقش، وسنخطط لتعزيز الإرشاد القانوني للمدارس والسلطات المحلية".