نيامي ـ منى المصري
كشفت عارضة الأزياء والناشطة المُسلمة المحجبة ماريا إدريس ، وهي عارضة إنجليزية من أصول عربية ، عن قضية الزواج القسري والزواج المبكر للفتيات خلال زيارتها لواحدة من أفقر الدول الأفريقية ,موضحة أن الإسلام بالنسبة لها هو أسلوب حياة وجوهر عالمي ،وأنها كسيدة مسلمة يتم تشجيعها دائمًا على أن تكون على طبيعتها و تفعل ما تحبه بما يتوافق مع عقيدتها .
وأكّدت العارضة أنها تشعر بالإحباط لبعض الوقت عندما يستوقفها البعض للسؤال عن سبب ارتدائها الحجاب لأنه علامة على اضطهاد المرأة بحسب اعتقادهم ، تقول إدريس "اخترت ارتداء الحجاب ، اخترت أن أكون امرأة متعلمة مُتحررة اخترت اتبّاع الإسلام الذي ينص على أن المرأة لن تخلق لخدمة أي إنسان آخر أو للخضوع والذل "
وزارت العارضة دولة النيجر وهي خامس أفقر دولة في العالم ، تقع في غرب أفريقيا 98 في المائة من سكانها مسلمون ، كما تتمتع البلاد بأعلى معدل زواج للأطفال في العالم ، حيث يتزوج ثلاث فتيات من أصل أربعة قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة. ومن العوامل الرئيسية في ذلك الفقر والعادات المحلية والتقاليد ونقص التعليم ، وخلال زيارة ماريا إدريس للنيجر ، تحدثت الشابة العشرينية مع بعض العائلات الذين تخلوا عن بناتهن من أجل الزواج المبكر نظرًا للفقر وعدم قدرتهم على حمايتهن أو إطعامهن ، أو تعليمهن ، حيث تعاني النساء في النيجر أكثر من الرجال و بحسب الإحصائيات فأن 15 في المائة من النساء في النيجر من سن 15 إلى 24 سنة متعلمات فقط ، بالمقارنة مع 30 في المائة من الرجال.
اقرأ أيضا:جمعية تضامن تؤكّد أنّ نشر الوعي يحدّ من هذه الظاهرة
وقابلت ماريا إدريس في بلدة لوجا ، وهي بلدة تقع على بعد 140 كلم شرق العاصمة نيامي ، فتاة تدعي ماريما ، وهي واحدة من الفتايات التي تم التخلي عنهن في سن الثانية عشرة بغرض الزواج ، وعرفت إدريس أن الفتاة هربت في ليلة زفافها إلى منزل سيدة تدعي ميمونة جبريله ، وهو متطوعة تعمل مع الإغاثة الإسلامية ، وعانت ماريمه الكثير عندما منحت من قبل عائلتها للزواج المبكر من أبن عمها وتعمل ميمونة مع منظمات عدة، منها مدرسة ماريما ، وحاولت ميمونة بالتعاون مع الشرطة والعائلتين لإلغاء الزواج. لسوء الحظ ، بعد مرور عامين ، حاول والد مريما تزويجها مرة أخرى .
وتعد قضية الزواج المبكر والقسري هي قضية مثيرة للجدل في النيجر ، حيث وقّعت البلاد على معاهدات دولية وضعت بدورها سن 18 عام كحد أدني للزواج كما وحاول البرلمان التأكد من تنفيذ المعاهدات ومع ذلك ، فإن السن القانوني للزواج في النيجر هو 15 عام للفتيات و 18 للبنين ، حتى لو تغير القانون ، فمن غير المرجح أن يتوقف زواج الأطفال بين عشية وضحاها. وبحسب ماريا إدريس فان الزواج القسري عقيدة راسخة في ثقافة النيجر وليس قضية إسلامية ، بل قضية ثقافية.
قد يهمك أيضا:آلاف الأردنيات محرومات من التعليم بسبب الزواج المبكر
"تضامن" تبيّن أنّ "الزواج المبكر" أهم الأسباب التي تعيق حصول الفتيات على حقوقهن