بيروت ـ رياض شومان
تفقدت سفيرة النيات الحسنة للمفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة الممثلة انجلينا جولي اليوم الاحد، مخيماً للاجئين السوريين في البقاع اللبناني، وتقفت عند خيمة تقطنها عائلة من مراهقين واطفال ولا بالغين فيها، وتابعت قصتهم
مع فريق تصوير خاص مؤلف من سيدتين اجنبيتين ومترجمة. في الخيمة 7 اشقاء وشقيقات، والدهم مفقود، على ما قالوا، ووالدتهم قتلت خلال القصف على مسقط رأسهم بلدة "سراقب" التي غادروها ليقيموا في المخيم قبل سنة.
الاخت الكبرى تزوجت، الاخ الثاني يعاني من اعاقة، والثالث نمر مراهق، ابن 16-17 سنة، تزوج بعد لجوئهم بالمراهقة فاطمة ابنة الـ 16 سنة، لتعينه على الاعتناء بشقيقيه وشقيقتيه الاصغر منه، بعد ان بات هو المسؤول عن العائلة ومعيلها. والدة فاطمة زوجة نمر، وبعد التحاقها بعائلتها في المخيم، باتت تعتني بعائلة ابنتها، وتأتيتهم بطبخة.
تلك هي احدى مشاهدات جولي في جولتها التي امتدت لوقت طويل. وكانت جولي باتت ليلتها في فندق "كريستال- قادري الكبير" على "ضفة البردوني" داخل مدينة زحلة ، وسط تدابير امنية في محيط الفندق وقطع للطريق المؤدية اليه. لتغادر، السابعة والنصف من صباح اليوم الفندق في جولة على مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع، استهلتها بزيارة لمخيم في "الفيضة" بسهل زحلة.
وجرت زيارة جولي للمخيمات، بعيدا من عدسات باقي وسائل الاعلام، باستثناء كاميرا ترافقها، التي ابعدت من المكان وامرها رجال الامن اللبنانيون بالمغادرة بطلب من مرافقي جولي التي اخفت وجهها بوشاح صوفي غطت به رأسها بينما كانت تتحدث لطفلة صغيرة، قبل ان تخلعه، ونتمكن من سرقة صورة لها عن بعد، خلال توجهها الى داخل المخيم عبر جسر حديدي.
وكان لافتا اعتماد موكب جولي الطريق الاطول والاكثر وعورة بحفره في السهل، حتى يبدو لمن يجهل المنطقة بانه يعبر في رحلة شاقة للوصول الى مخيم اللاجئين السوريين، بينما كان يمكن الوصول اليه باقل وقت واكثر سهولة وراحة عبر جسر الفيضة فالطريق المعبدة والاقل حفرا. وتفيد المعلومات بان اقامة جولي في زحلة ومتابعة جولاتها بقاعا مستمران حتى الاثنين المقبل.