البطلة الأميركية سيمون بايلز

عندما تنافس البطلة الأميركية سيمون بايلز غداً في نهائي الجمباز للسيدات في أولمبياد ريو دي جانيرو، فإن الملايين سوف يشاهدون هذه الرياضية المذهلة ويعرفون براعتها. وكانت لاعبة الجمباز الاميركية البالغة من العمر 19 عاماً قد فازت بالفعل بميداليتين ذهبيتين وهي الآن في طريقها لحصد الثالثة حيث أن الخبراء وصفوها بأنها ربما تكون أعظم لاعبة جمباز في التاريخ.

ولكن ستكون هناك مشاهدة واحدة على الأقل لديها مشاعر مختلطة. في منزلها في أوهايو، تصر والدة البطلة سيمون بايلز، السيدة شانون على أنها فخورة جداً بابنتها، ولكن سيكون هناك بالتأكيد ندم من جانبها بسبب عدم قيامها بدور في النجاح غير العادي الذي حققته ابنتها.

واشاد الخبراء والمشجعون بنجاح بايلز التي يصل طولها الى 4 اقدام و8 بوصات، مما يجعلها تمتلك مزيجا مثاليا من صغر الحجم والقوة الهائلة وخفة الحركة. وعلى عكس العديد من النجوم الذين تمت رعايتهم وتشجيعهم من قبل آبائهم، كانت لسيمون بايلز قصة مختلفة، فهي لا تعرف والدها الذي تخلى عن الأسرة وبالكاد عرفت والدتها.

كانت شانون مدمنة على الكحول والمخدرات وغير قادرة على رعاية أطفالها الصغار الأربعة، ولذلك ذهبوا للعيش في حضانة. وعندما بلغت سيمون ثلاثة أعوام، ذهبت هي وإخوتها للعيش مع جدها لأمها، رون بايلز وزوجته الثانية نيلي لمدة عامين.

وكان من المفترض أن يكون هذا الأمر مؤقتاً فقط، حيث أن شانون كانت لا تزال تملك حقوق التربية، فالجميع كان لديه الأمل على امكانية تغلبها على مشاكلها مع الإدمان. ولكن اصبحت حالة الأم ميؤوسًا منها، ولذلك لم يكن قراراً سهلاً بالنسبة لها أن تعيد أطفالها.

وبعد ذلك قرَّر الجد رون بايلز تبني أصغر اطفال شانون، أدريا والتي كانت تبلغ 14 شهراً، ولكن زوجته أصرَّت على أن يقوموا ايضاً بتبني سيمون. وتم تنبي شقيق سيمون الأكبر، تيفون وشقيقتها اشلي من قبل شقيقة رونالد.

تقول نيللي أن سيمون كانت قوية ذهنياً منذ سن مبكرة، مشيرة الى أنها تصرفت مثل "الأم الصغيرة" في منزلهم بسبب أن والدتها لم تكن قادرة على رعايتها. و"إنها اتخذت قرارات لنفسها وشقيقتها لأن هذا كان كل ما يعرفوه"، أوضحت نيللي.

وفي اليوم الذي تم فيها تبني سيمون رسمياً، اخبرتها نيللي انها يمكنها ان تدعوها هي ورون "بأمي وأبي"، مضيفة أن سيمون قضت ليلتها أمام المرآة للتدرب على الكلمتين التي لم تستخدمهما مطلقاً من قبل. واعترفت شانون أنها كانت غاضبة في ذلك الوقت، متهمة والدها بابعادها عن أطفالها بعد التبني.

وقالت شانون: "عندما وقعنا على أوراق التنبي، اخبرني والدي أن لا اقوم بالاتصال بهم او زيارتهم،  واستغرق الأمر مني ست سنوات حتى استطيع رؤية أطفالي مرة أخرى." واضافت "لم أكن أفهم معنى ذلك حينها ولكن بعد سنوات فهمت انه كان يجب أولاً ان أغير من نفسي".

وقالت شانون، التي تصر على أن حياتها قد تحسنت كثيراً في السنوات الأخيرة وتخلصت من الادمان منذ عام 2007، إن والدها كان من الممكن أن يتصرف بطريقة أفضل وأن لا يقوم بفضح العائلة. في حين تدَّعي شانون انها تحب ابنتها و أنها دائما تكلمها عبر الهاتف، ولكن الحقيقة أنهم يتحدثون فقط في أعياد الميلاد.  وكانت سيمون قد قالت سابقاً بأنها تعتبرعائلتها هم الاشخاص الذين قاموا بتربيتها.

 وقال رون ونيللي أنهما لاحظا مهارتها الرياضية في حديقة منزلهما عندما أرادت يائسة الانضمام  الى أخيها بالتبني، آدم وأصدقائه على "الترامبولين"، ولكنها خافت بسبب أنها قد تم منعها من اللعب عليها اثناء تواجدها في الحضانة بسبب التأمين. ولكن بعد ذلك، ذهب خوف سيمون وظهرت مهاراتها.

 وقال آدم أن سيمون حاولت تقليد الشقلبة التي يقوم بها، ولكنها فشلت واصيب انفها بنزيف دموي، ولكنه يقول انها في محاولتها  الثانية كانت رائعة. وأضاف: "الشيء المميز في سيمون هو انها نادراً ما تقع في نفس الخطأ مرتين".

 وبعد مشاهدتها لفتيات أكبر سناً لبضع دقائق، كانت سيمون قادرة على تقليد حركاتهم في الصالة الرياضية، مما اثار إعجاب المدربين الذين سألوا والديها عن امكانية انضمامها للفتيات. وتقول نيللي بفخر أن سيمون لم تغب عن التدريب ولا لمرة واحدة، حتى عندما تكون مصابة أو مرهقة. ولا تزال سيمون تعيش في منزل عائلتها وتذهب إلى الكنيسة معهم أيام الأحد،  بالاضافة الى انها تقوم بإطعام حيوانات الأسرة الأليفة.