روماـ فلسطين اليوم
في غمرة الموت الذي ينشره الوباء بالآلاف، احتفلت إيطاليا بعيد ميلاد عميدتها، أرمينيا بيانكيني، التي بلغت 112 عاماً، يوم الأربعاء الماضي، وأطفأت شمعة الاحتفال الذي اقتصر عليها وابنتها نينفا، بسبب تدابير العزل المفروضة، «واعدة الأقرباء والأصدقاء بحفل كبير، وبالثأر من الفيروس في العام المقبل».
وتعيش أرمينيا، المولودة عام 1908، في بلدة ديانو دالبا، من أعمال مقاطعة لانغي في الشمال الإيطالي، الذي يشكّل البؤرة الرئيسية لانتشار وباء «كوفيد 19» في أوروبا. وتقول إنها شهدت الحربين العالميتين الأولى والثانية و«الإنفلونزا الإسبانية»، وتعاقب عليها 10 باباوات، وتشعر بالحزن لما تعيشه إيطاليا هذه الأيام... ولأنها مضطرة للاحتفال بعيد ميلادها للمرة الأولى مع عائلتها عبر الهاتف.
وتناولت أرمينيا قطعة من قالب الحلوى والبيتزا من إعداد ابنتها، وتلقّت التهاني من أفراد أسرتها والأصدقاء عبر الفيديو، وباقة كبيرة من الزهور أرسلها العمدة بالنيابة عن جميع أبناء البلدة، الذين قالت إنها تتطلّع إلى معانقتهم جميعاً عندما تنتهي هذه المحنة.عن سرّ العمر الطويل، تقول أرمينيا إنها أمضت حياتها تعمل في الحقول إلى جانب زوجها، الذي توفي سنة 2003، عن 95 عاماً، وأنها اعتادت على تناول الطعام نفسه، الذي تتناوله عائلتها، ولا تفوّت أبداً بيضة طازجة مع قليل من الملح، كل صباح، وتفضّل الأعشاب المغليّة على القهوة. ولأرمينيا أربعة أولاد وثمانية أحفاد، لهم سبعة أولاد، تقول إنهم يغمرونها «بالعطف الذي هو سر الحياة الأبدية».
وما زالت أرمينيا تذكر ما عاشته إبّان جائحة «الإنفلونزا الإسبانية»، التي أصابت أكثر من 500 شخص في عام 1918، وقضت على ما يزيد عن 50 مليون ضحية، وتقول إنها كانت طفلة تحمل الطعام إلى المصابين عندما كانت الناس تخاف الاقتراب من بعضها. وتتذكر كيف كانت تلاعب أشقاءها الأصغر منها، وتأتي لهم بالحليب من مزرعة قريبة، وتساعد أمها على غسل الثياب. وتقول إنها اضطرت لمغادرة المدرسة بعد نهاية الإنفلونزا، لكنها واظبت على القراءة والكتابة، حتى سنوات خلت، قبل أن يضعف نظرها.
وتقول إن التضامن والعناية بالآخرين أساس النجاح في تجاوز المحن اليوم كما في السابق، وتذكر أنها في الحرب العالمية الثانية أنقذت هي وزوجها حياة كثيرين كانوا هاربين بحثاً عن مخبأ أو طلباً لحماية أو مساعدة، وأنهم لم يسألوا قط عن هويّة أحد أو الجهة التي ينتمي إليها.وتمضمليون ي أرمينيا وقتها حاليّاً في الراحة والصلاة والجلوس إلى ابنتها نينفا تتذكّر معها «الحياة الجميلة في الحقول»، ولا تفارقها العصا التي كانت رفيقة زوجها حتى مماته.
وقد يهمك أيضًا:
خطأ عجيب يُعيد مسنة إلى الحياة بعد شهر من وفاتها في الإكوادور