زهور ضحايا تونس

استمعت المحكمة، الثلاثاء، لأقوال شايان موراديسوهي البالغ من العمر 31 عامًا، طالب اللجوء الإيراني الذي أقر بالاستيلاء علي أكاليل زهور كان يتم وضعها خارج مكتب الطب الشرعي في "فولهام" إحياءً لذكري مقتل الزوجين شون 74 عامًا، وجانيت ستوكر 63 عامًا، خلال حادث الهجوم المتطرف الذي نفذه المسلح سيف الدين رزقي البالغ من العمر 23 عامًا في تونس على أحد شواطئ مدينة سوسة الشهر الماضي، وخلف وراءه 38 قتيلَا.

وكان رجال الشرطة ألقوا القبض على المتهم، في السادس من تموز/يوليو، بعدما شوهد وهو يسرق هذه الزهور وحينما تم سؤاله عن فعلته أوضح أنه أراد الحصول على هذه الزهور من أجل تزيين غرفته، وظهر موراديسوهي، في جلسة المحكمة مرتديًا سروالًا قصيرًا وقميصًا أسودًا وقبعة من الصوف تحمل شعار نادي "أرسنال".

وأبرز كيفين كريستي من فريق الإدعاء العام أنّه في السادس من تموز وحينما كانت الشرطة تؤدي واجباتها عند النصب التذكاري لضحايا الهجوم المتطرف في تونس، شاهد رجل الشرطة ويليام هانت أحد الرجال وهو يخترق الطوق الأمني المفروض ويستولي على باقة من الزهور الموضوعة إحياءً لذكرى الضحايا، وظل هانت يراقبه لأمتار عدة قبل استيقافه، وعند سؤاله عما بحوزته ادعى في بداية الأمر أنها تخصه؛ ولكن حين مواجهته بأنه شوهد وهو يستولي عليها، برر عندئذ فعلته بأنه أخذ هذه الزهور ليزين بها غرفته.

وفي جلسة الاستجواب؛ اعترف بالكامل بما فعله، وأبدى أسفه، مضيفًا أنّه لم يكن يعلم سبب وجود هذه الزهور في ذلك المكان، بينما ذكر الدفاع أنّ موكله البالغ من العمر 31 عامًا حضر إلى بريطانيا قادما من إيران ويبدو أنه يعاني من صدمة واكتئاب، مبيّنًا أنّه لم يكن على علم بالتأكيد بحساسية الموقف الذي دعى إلى وجود أكاليل الزهور في ذلك المكان، فهو شعر بالاكتئاب وأراد الحصول علي هذه الزهور لتزيين غرفته.

وفي نهاية جلسة المحكمة، أصدر القاضي حكما بتغريم موراديسوهي 20 جنيهًا إسترلينيًا، وألزمته بتكاليف الدعوى البالغة 85 جنيهًا إسترلينيا، وأيضًا تكاليف المحكمة 180 جنيهًا إسترلينيا، فضلًا عن رسوم إضافية قدرها 20 جنيهًا إسترلينيا، وبعد إصدار القاضي لحكمه صاح المتهم وانتابته حالة من الغضب قائلًا: "لماذا علي أن أدفع؟ أنا مريض، أنا أعاني من مشكلة عقلية، كيف بإمكاني أن أدفع؟".