روما ـ ريتا مهنا
أعربت قوات خفر السواحل الايطالية الرائدة في مهمات إنقاذ المهاجرين في جنوب البحر الأبيض المتوسط، عن قلقها إزاء إستراتيجية الهجرة الجديدة التي أجمع عليها وزراء دفاع وخارجية الإتحاد الأوروبي، بشأن الحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عن طريق شن العمليات العسكرية.
وأكد قائد خفر السواحل الإيطالية باولو كافرو، أنَّ شن عمليات عسكرية ضد المهربين الليبيين، لن يقضي على الأسباب الجذرية لعمليات الهجرة غير الشرعية التي تشكل أزمة كبيرة لحوض البحر الأبيض المتوسط.
و دعا الاميرال جيوفاني بيتورينو والنقيب ليوبولدو مانا، إلى زيادة التركيز على إنقاذ حياة المهاجرين، وحث "مانا" القوات البحرية الأوروبية، بما في ذلك البريطانية، على إعطاء أولوية لمهمات البحث والإنقاذ عن طريق الحصول على مزيد من السيطرة على قواربهم .
ويعمل كبار الضباط الثلاثة في خفر السواحل الإيطالية، الذي يتمتع بقيادة شبه مستقلة عن البحرية الإيطالية، ويقود بيتورينو قسم البحث والإنقاذ، بينما يعتبر كافارو المسؤول عن عمليات الإنقاذ المخططة، أما مانا فيرأس غرفة التحكم الخاصة بالاستجابة لحالات الطوارئ، وهو الذي يتحمل المسؤولية النهائية بشأن كيفية استجابة كل من خفر السواحل والبحرية وسفن التجارة من جميع الجنسيات لنداءات استغاثة المهاجرين.
وصرَّح كافارو في مقابلة صحافية، في مقر خفر السواحل في روما، بأنَّ "مشكلة الهجرة غير الشرعية للأشخاص اليائسين، لن تحل بالتدابير العسكرية، التي ستحمل أشكال أخرى، وسيحاول المهاجرون إيجاد سبل أخرى".
واعترف كافارو بأنه يرغب في وقف تورط جميع المنظمات الإجرامية في حركة تهريب المهاجرين غير الشرعيين، وحظر جميع الأموال التي يربحونها، مضيفًا أنَّ مشكلة الهجرة لا يمكن حلها بالطرق العسكرية.
وتساءل بشأن قدرة القوات البحرية الأوروبية على استهداف زوارق المهربين قبل استخدامها لبعثات الهجرة، بسبب غياب الرقابة الرسمية للحكومة الليبية والأمم المتحدة، فضلًا عن طرق تعاملها مع تعقيدات عمليات التهريب، حيث غالبًا ما يشتري المهربون قوارب صيد عادية لتهريب المهاجرين غير الشرعيين قبل بضعة أيام من الرحلة، والتي تظل في الموانئ المدنية حتى ليلة رحيلهم.
وأضاف: "أعتقد أنَّ مختلف السفن البحرية الأوروبية قادرة على اعتراض وتدمير القوارب الخشبية للمهربين؛ لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك في المياه الإقليمية الليبية، بل عند بلوغ القوارب المياه الدولية، عقب إنقاذ الأشخاص على متنها".
كما تطرق إلى مزاعم المهربين الليبيين أنفسهم، ، والتي تفيد بأن تدمير سفن التهريب المهجورة ستمنعهم من إعادتها إلى الشاطئ، وبالتالي حرمانهم من فرصة تجديد المخزونات المتناقصة من قوارب الصيد المناسبة.
وأكدت بيانات خفر السواحل تراجع عدد قوارب الصيد الخشبية التي يستخدمها المهربون الليبيون من 96 قاربًا العام الماضي إلى 67 قاربًا هذا العام ، وارتفاع عدد القوارب المطاطية لمستخدمة من 120 إلى 188 قاربًا، مما يشير إلى أن قوارب الصيد أصبحت أكثر ندرة.
واقترح مانا ردًا على سؤال بشأن، نوع العمل العسكري المفضل لتقويض عمليات الهجرة غير الشرعية، خضوع بعض السفن التابعة للبحرية الأوروبية، تحت القيادة المباشرة لخفر السواحل الإيطالي، للسماح بتنفيذ إستراتيجية بحث وإنقاذ أكثر تنظيماً.
وأعرب عن امتنانه للكثير من القوات البحرية الأوروبية التي قدمت سفنًا إضافية لمهمات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط منذ نيسان/ أبريل الماضي، مضيفا أنَّ هذه السفن لا يتم نشرها في كثير من الأحيان في الأماكن الأكثر فعالية، حيث يتم السماح له بتوجيهها بمجرد أن يتلقى مكالمة طوارئ.
وأشار إلى خريطة الطقس من منطقة البحر الأبيض المتوسط، في غرفة تحكمه، مسلطًا الضوء على عودة أوضاع المياه الليبية إلى الهدوء بعد فترة عاصفة، وتوقع مغادرة مجموعة جديدة من قوارب المهاجرين في الأيام المقبلة، وهو تطور مثالي لتوجيه السفن البريطانية ""HMSنحو منطقة الأزمة.