الكسندا كوتي

استطاعت السلطات البريطانية معرفة عضوين جديدين من تنظيم "داعش"، ينتميان لخلية "المُتطرَف جون" المتخصصة في قطع الرؤوس، ويُدعى أحدهما ألكسندا كوتي ويبلغ من العمر (32 عامًا) من منطقة شيفيرد بوش، ويقال إنه كان جزءًا من قافلة للمساعدات أرسلت إلى قطاع غزة تحت رعاية منظمة النائب السابق جورج غالاوي. ويُدعى الشخص الثاني أيان ديفيس من هامرسميث، وكانا يترددان على نفس المسجد الذي كان محمد اموازي المعروف باسم المتطرف جون يتردد عليه، ويعمل الرجلان كحراس قساه لسجون "داعش" يُعذَبون السجناء الأجانب.

وعبَرت أسرة كوتي عن حزنها العميق، بسبب الأخبار عن انتماء ابنها لخلية محمد اموازي وأكدت أنها لم تره منذ عدة أعوام، وهناك تقارير غير مؤكدة أنه قتل في سورية الصيف الماضي. ويعتقد ان كوتي كان يعمل كواحد من الأشخاص المسؤولين عن تجنيد الشباب في لندن للانتماء الى الجماعة المتطرفة، وكان ينتمي للكنيسة الارثوذكسية اليونانية ولكنه اعتنق الاسلام في سن المراهقة، وكان يردد على مسجد المنار في أدبروك غروف غرب لندن مع ايموازي وديفيس.

وأشار أحد العمال في المجتمع المحلي للمنطقة والذي رفض الكشف عن اسمه أن الثلاثي طردوا من المسجد بسبب آرائهم المتطرفة، واتخذ بحقهم اجراءات لمنعهم من اقامة دروسهم المتطرفة، وأضاف "كان كوتي يقف فيما عشرات من الاولاد يستمعون له وقد كان متحدث بارع، وكان يبدوا وكأنه زعيم المجموعة الصغيرة والمتحدث باسمها".

وبدأ كوتي بعد طرده من المسجد تنظيم اجتماعات خاصة لمناقشة الاسلام حضرها العديد من المتطرفين الذين سافروا لاحقا الى سورية، وأشار أحد الأصدقاء المقربين له قائلا "لقد كان كوتي يستطيع أن يجمع الناس حوله فهو فصح اللسان ومهذب".

وأضاف "كنَا ندعوه ألكس وكان العمود الفقري للمجموعة، وفعل المسجد ما بوسعه لإبقاء هذه المجموعة على الهامش، وكان يبدو متحدثا مثل السياسيين وعانى بعض المشاكل مع الشرطة، وكان يفهم تأثير كلامه على الناس". وكان كل من كوتي ويفيس وايموازي جزءًا من أولاد لندن وهي مجموعة من الشباب المتطرفين الذي يعيشون في الأغلب في غرب لندن ويؤيدون التعصب والعنف، وارتبطوا بتفجيرات 7/7 في لندن، وينتمي لنفس المجموعة الطالب الايراني رضا افشار زادجان من منطقة بستان أدبروك.

وسافر كوتي الى غزة كجزء من قافلة المساعدات التي ارسلها النائب السابق جورج غلوي في عام 2009، وأوضح غالاوي أنه لا يتذكر بأنه قابل كوتي شخصيا، وقال النطاق باسم حملته رون مكاي " كان على متن القافلة 500 شخصًا وجورج لا يتذكر أنه التقى بهذا الشخص، من الممكن أن يكون هناك ولكن جورج لا يتذكره".

ولفت إلى أن اجراءات فحص أولية طلبت من الاشخاص الذين شاركوا في القافلة، ولكن اسم كوتي لم يكن من بينها، مضيفًا "كانت القافلة تتشكل من حوالي 120 مركبة وأكثر من 500 شخص". ويعتر كوتي نصف غاني ونصف يوناني ويعتقد أنه سافر الى مدينة الرقة لانتمائه لتنظيم "داعش"، ولم يعرف إذا كان كوتي يلقب أثناء تواجده في الرقة باسم رينغو أو جورج، على الرغم من أن رينغو هو الاسم المرجح نظرا العجاب كل من كوتي ورينغو بفرقة كوينز بارك رينجرز.

واتخذ كوتي لنفسه اسم اسلامي بعد اعتناقه للإسلام، وأطلق لحيته وبدأ بارتداء الجلباب الاسلامي، وكلما تحولت أفكاره الى أكثر راديكالية أصبح يتحدى أصدقائه المسلمين المعتدلين، فوفقا لصديق سابق جادله كوتي لصالح تفجير انتحاري مصرا أن هناك ما يبرره في القران.

وأردف "كان بالتأكيد الاكثر صخبا، وكان المتحدث باسم مجموعته ويستطيع أن يجمع الكثير من الناس حوله". وفي ذلك الوقت أصبح كوتي المجند الرئيسي لـ "داعش" وشجع ما لا يقل عن ثلاثة طلاب سابقين في المدرسة هولاند بارك على الانضمام للتنظيم المتطرف، من بينهم الأخوين فلامورو فاتلون شالاكو وكلاهما من لندن وسافرا لسورية.

وقتل أحد الأخوين فلامورو في العراق في اذار/مارس عام 2015، وأصبح أخوه الثاني انتحاريا، وقاد شاحنة محملة بالمتفجرات في المباني الحكومية في مدينة الرمادي قبل أن تستعيدها القوات العراقية.

وذكر الجيران أن الأخوة من أصل كوسوفو ألباني وأصبحا متطرفين وذهبا الى سورية في عام 2013، وظن والديهما في ذلك الوقت أنهما ذاهبان لأعمال الاغاثة، وكانا صديقين لمحمد ناصر الذي قتل بسبب شظايا في الرأس، وينتمي محمد ناصر لأصل اريتري وسافر الى سورية مع أفضل صديق له وهو حمزة بافيز الذي كان طالبا في هولاند بارك أيضا.

وحكمت المحكمة في بريطانيا على زوجة ديفيس وتدعى أمل الوهابي بالسجن بدعوى تمويل التطرف، وتمت تبرئة الطالبة الجامعية نوار مسعد من محاولة تهريب 16 ألف يورو في ملابسها الداخلية الى سورية في نفس القضية.

وكشفت الدعوى عن مدى سيطرة ديفيس على زوجته التي أدينت بتمويل التطرف في سورية، وقبل توجهه الى سورية أدين ديفيس ست مرات بتهمة حيازة "حشيش" وكان متورطًا في أوساط العصابات التي كانت تعمل في بيع الأسلحة. واتخذ ديفيس من حمزة اسما له بعد اعتناقه للإسلام، وبعد اقتحام منزل زوجته استطاعت الشرطة العثور على محاضرات الاميركي المتطرف أنور العولقي على جهاز الأيبود الخاص به.

والتقى بزوجته أمل الوهابي في مسجد يستبرون بارك في عام 2006 وعلى الرغم من عدم موافقة والديها حظيا بعلاقة وثيقة جدا، وأقنعها بالانتقال الى اليمن، حيث التحق بمدرسة تعلم اللغة العربية والقران وعادا الى بريطانيا عندما حملت أمل، فتراجعت العلاقة قبل موعد ولادة الطفل بحوالي شهرين في عام 2009، حيث شرع ديفيس بزيارة للشرق الأوسط من خلال السعودية ومصر واليمن.

وأعاد الثنائي علاقتهما وبحلول 2013 أنجبا طفلهما الثاني، وتركها بعد شهرين مسافرا الى تركيا ثم الى سورية للانضمام الى "داعش"، وفي أواخر كانون الاول/ديسمبر 2015 اعتقلت السلطات التركية ثلاث مشبه بهم بأنهم أعضاء في "داعش" في اسطنبول من بينهم باكستانيان وبريطاني لهما علاقة بجون المتطرف.

واعتقلت الشرطة البريطاني الذي يدعى حسين في حي الفاتح في اسطنبول، كما اعتقلت الباكستانيات في منزلهما في وسط اسطنبول، ويقبع المتهمون في السجن وسيقدمون للمحكمة ولم تنشر أي تفاصيل حول علاقتهم مع الجماعة المتطرفة "داعش".