بيروت - جورج شاهين
حيا رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" اللبناني وليد جنبلاط وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي زار ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووضع إكليلاً من الزهور في ذكرى رحيله، معتبرًا أنه قام بخطوة رمزية، إنما كبيرة بالدلالات والرسائل، مُذكرًا بذلك القائد التاريخي للعرب، ولمصر الحديثة، الذي أعطى بلاده والشعوب العربيّة جمعاء العزة والكرامة والعنفوان. وجاء في موقف جنبلاط الأسبوعي أنه "في انتظار هبوط الوحي المرتجى على بعض الفرقاء السياسيين، ووصول الإلهام والإيحاء لتأليف حكومة جامعة، دون شروطٍ وشروطٍ مضادة، وفي انتظار خروج بعض الأطراف السياسيّة اللبنانيّة من الانتظار والترقب، والتهيؤ لما ستتمخض عنه الأزمة السوريّة المشتعلة، وفي انتظار أن يُستنفذ الحوار المفيد، الذي انطلق بين بعض القيادات، وفي انتظار أن تعود فئة المحللين الاستراتيجيين إلى قواعدها الأرضيّة سالمة، بعد أن تكون استنفدت إمكاناتها وطاقاتها الخارقة للعقول البشريّة المتواضعة، التي حلقت بها إلى مصافٍ مرتفعة من السمو الفكري والتنظيري الرفيع، في انتظار كل ذلك، ترى عكار الحزينة، تقع في المزيد من المأساويّة والأسى، ولا من يسأل، فعكار هي تلك المحافظة البعيدة المنسيّة، المتروكة لقدرها، والتي تُسجّل النسب الأعلى من الفقر والعوز والحرمان، وحتى غياب الكهرباء عن بعض بلداتها، في القرن الحادي والعشرين"، مشيرًا إلى أن "اليأس وصل بشرائح عديدة من أهلها للهرب من الفقر إلى الموت، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش، وأقفلت في وجههم كل منافذ الحياة، بسبب تلكؤ الدولة عن رسم خطة إنمائيّة متكاملة، لتنمية أريافها، ولإبقاء أبنائها في أرضهم"، موضحًا أن "ما حصل مع أبناء عكار، لا يجد ما يبرره في المنطق، بعد وقوع تلك المأساة في بحار إندونيسيا العميقة، وهو يتطلب تحرّكًا رسميًّا سريعًا على مستوى الحدث، يكون كفيلاً بإرسال إشارات إيجابيّة إلى أبناء عكار، عله يعوّض شيئاً من الخسائر الفادحة التي عاشتها تلك المنطقة، في الأيام القليلة الماضية، ويعيد إحياء الأمل المفقود في نفوس أهلها، الذين تخطوا حافة اليأس القاتل"، مُبينًا أن "هذه الحالة من اللامبالاة في عكار تذكرنا أيضًا بأزقة الفقر في طرابلس، والشمال برمته، الذي يحتل حيزًا متواضعًا في إجمالي الحركة الاقتصادية اللبنانية، لا يتعدى الثلاثة بالمئة"، متسائلاً "لماذا لا يتم الالتفات إلى هذه المنطقة، ويعاد الاعتبار لمرافقها الأساسيّة، التي تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية، كمرفأً طرابلس، ومعرض رشيد كرامي الدولي، ومصفاة النفط، ومطار رينه معوض في القليعات، وحماية الزراعة وتطوير التجارة في الأسواق التراثية، وغير التراثية، فضلاً عن إجراءاتٍ أخرى مماثلة، وما الذي يمنع من المباشرة بتنفيذ خطط إنمائية، بغية رفع الحرمان، وتحقيق المصالحة بين المواطن والدولة في تلك المناطق". وفي الشأن العربي، توجه جنبلاط بـ"التحية إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي قام بخطوة رمزية في الشكل، إنما كبيرة بالدلالات والرسائل، وهي زيارته ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووضعه إكليلاً من الزهر، مذكرًا بذلك القائد التاريخي للعرب، ولمصر الحديثة، الذي أعطى بلاده والشعوب العربيّة جمعاء العزة والكرامة والعنفوان، وتصدّى للمشاريع الغربيّة والإسرائيليّة، رافضًا حلف بغداد، وحررها من الاستعمار البريطاني، وحقق لها العديد من المشاريع الإنمائية والاقتصادية، كاستعادة الحقوق المسلوبة في قناة السويس، وبناء السد العالي، والإصلاح الزراعي، وبناء المئات من المصانع، فضلاً عن العشرات من الخطوات الأخرى، التي أحدثت تغييرًا عميقًا في بُنية المجتمع المصري، الذي لطالما تميّز بعراقة مؤسساته العسكريّة والقضائية والاجتماعيّة، إضافة إلى دعمه لحركات التحرر من اليمن إلى أفريقيا، وتقدمه حركة عدم الانحياز، وتخطيه للحدود في العالم العربي وأفريقيا ودول العالم الأخرى"، مشيرًا إلى أن "الرئيس عبد الناصر استطاع، بعد هزيمة العام 1967، أن يعيد بناء الجيش المصري، ويسترجع له هيبته وحضوره، ونجح في إعادة رفع معنويات قادته وضباطه وجنوده، لتجاوز ما حدث، فكان الصمود الأول، والنجاح في حرب الاستنزاف، وهو كان بمثابة تجربة أولى، أتاحت لاحقاً للجيش المصري أن يحقق العبور التاريخي، في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، مسجلاً بذلك إنجازًا عسكريّاً إستثنائيّاً"، لافتًا إلى أن "عبد الناصر أسس الأرضية الصلبة، التي سمحت للجيش بأن يكون من المؤسسات الضامنة للاستقرار الداخلي المصري، كما هو الحال اليوم". وفي ختام موقفه الأسبوعي، قال جنبلاط "صدق الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في مديحه للرئيس عبد الناصر، في حياته وبعد وفاته".