بنغازي تعاني من الخراب والدمار


لا يمكن لأحد أن يتصور حجم الخراب والدمار الذي طال منطقة البلاد في مدينة بنغازي، ولم ينج مبنى أو شارع أو زنقة من انهيار ودمار وفجوات الهاون، وقذائف الطيارات التي سقطت على الأسقف فساوت كثير من المباني بالأرض، بينما جعلت أخرى كومة مرتفعة كجبل شاهق مكون من مبان عريقة في بنغازي . والدمار طال عمارة السفينة التي تعدّ من أهم ملامح مدينة بنغازي فجعلتها كومة من الرماد ، و تحول الميدان الذي تطل عليه هذه العمارة إلى مكب لمخلفات الدمار، و سيارات الخردة والأشجار التي نمت في غفلة عن أعين الناس.

وكان ذلك المفتتح مررت بشارع عمرو بن العاص وقفت أمام ميدان الشجرة ينقسم المشهد لمنظرين : منظر منمق منسق يحتوي الشجرة و هذا الذي ظهر على الإعلام بينما في الجهة المقابلة تكومت المحلات التجارية ببضائعها ودمي عرضها التي تصرخ آلم و دهشة، وأصبحت كومة كبيرة من الأحجار والقضبان الحديدة.

وكل شوارع وسط البلاد ومعالمها ـــ سوق الربيع، سوق الحوت، ميدان البلدية، أجنينة المرافق، ميدان الفيسفاء، قصر المنار، المباني المواجهة للكورنيش، محكمة شمال بنغازي، كل شي كل شيء حتى المساجد لم تنج من شراسة الحرب. وتكومت بقايا الدمار على الجانبين بعد إن تم فتح الشوارع للفرجة فقط ، و لازالت الحاويات تغلق بعض مداخل الشوارع، وهناك تواجد لرجال الكهرباء يقومون بإصلاح إنارة بعض الشوارع قليلة الأضرار والتي قرر أهلها العودة إليها هربا من النزوح و الايجار، و لكنهم يعدون على الأصابع .

فانهيار الأسقف العالية وجعلها معلقة في الهواء تنذر بسقوطها في أي لحظة، ولن يجد سكان تلك الشوارع بدا من الحذر من السير فيها. وعن الشعور الذي انتاب سكان المنطقة ومحبوها استطلعنا بعضًا من الأراء كالتالي، وفاء الغرياني من سكان منطقة البلاد : الى الآن لم ازر المنطقة و لم أذهب إلى بيتي ، إنني خايفة من الصدمة و من رؤية ذكرياتي و مسكني منهارات. فيما يقول سليمان علي : شيء مؤسف و يقهر ما حصل لمنطقة البلاد ، لقد شعرت بقشعريرة و وجعني بجسدي حين رأيت منظر الدمار لأول مرة ربي يعوض المدينة خيرا، و ينتقم ممن كان السبب .

وقالت فايزة قرقوم : ليس لدي " قوة وشدة عزم حتى أرى منظر البلاد وهي مدمرة، أنا رأيت الصور وقلبي أنكسر لذلك لا أستطيع أن أراها على الطبيعة. و فيما كانت الشوارع مهجورة من الداخل ازدهر الكورنيش على طوله بالمارة ، و الأسر التي تأتي لرؤية ذكرياتها قبل ثلاث سنوات في هذا المكان ، و بدأت الحياة تعود إليه تدريجيا .