غزة - فلسطين اليوم
شكلت حرب تشرين التحريرية ملحمة بطولية مشرقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ونقطة انعطاف مهمة في التاريخ الحديث بفضل البطولات التي سطرها الجيش العربي السوري دفاعا عن الأرض وأكدت قدرته على مواجهة أعتى قوى البغي والعدوان وقهر أسطورتها المزعومة.
أبطال تشرين خاضوا معارك بطولية بكل شجاعة وإقدام واستبسال.. وللبطولة طعم آخر عندما يروونها لمراسلي سانا بمشاعر الفخر والاعتزاز كأنها حاضرة اليوم.
حرب تشرين التي حطمت أسطورة جيش العدو الذي ادعى كيان الاحتلال أنه “لا يقهر” مثلت لرئيس رابطة المحاربين القدماء بالسويداء اللواء المتقاعد غازي الأباظة ورفاقه الفرصة التي كانوا تواقين لها لمواجهة العدو الإسرائيلي واستعادة الأرض المغتصبة وذلك بعد استدعائه في اليوم الثاني من بدء الحرب لتسلم مهام قائد سرية دبابات بالقطاع الأوسط.
“فور استلامي مهامي عملت ورفاقي الرجال الشجعان بروح معنوية عالية.. نتسابق في تنفيذ المهام وبقوام اربع دبابات فقط تمكنا من صد هجوم العدو على محور “رويحينة نبع الصخر وتل الحارة” ومنعناه من التقدم وأجبرناه على الانكفاء والتقهقر” هكذا يروي اللواء الأباظة لمراسل سانا في السويداء.
تفاصيل ولحظات مشبعة بالعزة والكبرياء عاشها اللواء الطيار المتقاعد مجيد الزغبي وهو يستعيد بذاكرته مشاهد الحرب التي عاشها ورفاق السلاح أيام حرب تشرين ويرويها لمراسل سانا “كنت برتبة نقيب قائداً لتشكيل مقاتل مؤلف من ست طائرات ميغ 21 .. استطعنا تنفيذ جميع المهام القتالية بدءا من ساعة الصفر حتى انتهاء الحرب وأسقطنا 15 طائرة معادية” يقول العبارة وهو يشعر بنشوة كأنه يقود طائرته اليوم ويضيف “حصل ثلاثة طيارين من التشكيل على وسام بطل الجمهورية وتمت تسمية التشكيل في الجو باسمي بعد تمكني من إسقاط ست طائرات (فانتوم) وطائرة ميراج”.
اللواء المتقاعد نجيب بركات أحد أبطال تشرين يقول لمراسل سانا في السويداء “في السادس من تشرين الأول الساعة 2 ظهراً انطلقت الدبابات السورية محمية بالمدفعية والطيران وفق أمر القتال الذي تلقيناه وهدرت دباباتنا باتجاه الجبهة ضمن القطاع الاوسط وما زالت زغاريد وكلمات النسوة التي كانت تلاقينا اثناء مرورنا في القرى هناك وهن يهتفن “الله معكم يا شباب” تدوي في أذني وتمكنا من اجتياز العوائق والتقدم باتجاه الهدف المحدد للسرية التي أقودها واستطعنا بالاشتراك مع باقي صنوف القوات تحقيق المهمة وتحرير “تلول شعاف السنديان وتل الطلائع” وتدمير الدبابات الإسرائيلية ومتابعة القتال وصد الهجمات المعاكسة واحباط خطط العدو.
أما العميد المتقاعد مهدي أبو عبيد وهو مهندس طيران فيستعيد بفخر مشاركته في ملحمة تشرين فيقول “أسند الي ولزملائي الدور في تحضير واعداد سلاح الطيران المقاتل القاذف الأمر الذي اسهم بقلب موازين القوى” مشيرا إلى أنه ورفاقه بذلوا أقصى جهد وكفاءة عالية في تجهيز الطائرات وصيانتها بأقصى سرعة ممكنة والتأكد من جاهزيتها قبل الاقلاع لتحقيق الأهداف والمهام المطلوبة.
ويروي اللواء المتقاعد محمد شريف فاضل من محافظة حمص بعضا من ذكرياته في حرب تشرين التي كان احد قادة تشكيلاتها العسكرية برتبة نقيب فيقول.. “التشكيلات آنذاك كانت تعتمد على الطيران” حيث استطعت ورفاقي تدمير ثلاث عشرة طائرة للعدو الاسرائيلي محطمين أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”.
أما العميد منذر ابراهيم اليوسف رئيس رابطة المحاربين القدماء في حمص فيستذكر مشاركته في حرب تشرين التحريرية ويقول “عبرنا الخنادق المضادة للدبابات في القطاع الاوسط واستطعنا تحقيق الهدف في أقل زمن حيث وصلت قواتنا الى اسوار معسكر كفرنفاخ وفيه كان تجمع اكبر واقوى فرقة من فرق قوات العدو واستطاعت قواتنا بقيادة العميدين توفيق الجهني وشفيق فياض تكبيدها خسائر بشرية وعسكرية فادحة باعتراف العدو”.
وعن معارك الشريط الساحلي الذي عاش أروع ملاحم التصدي لطيران العدو وزوارقه يروي العميد المتقاعد رجب ديب لمراسل سانا في حمص قصص مشاركته في الحرب فيقول “اسقطنا على الشريط الساحلي عددا من الطائرات المعادية ودمرنا زوارق العدو بروح معنوية عالية” موضحاً أن حرب تشرين اعادت الثقة للمواطن العربي والمقاتل على حد سواء بقدرته على مواجهة العدو وأسقطت أسطورة التفوق الجوي المعادي.
قائد سرية المدفعية الثقيلة في حرب تشرين العقيد المتقاعد أحمد زوين يستعيد ذكريات مشاركته ورفاقه في حرب التحرير وتنفيذ المهام بنجاح لافت ويقول “مع اعلان ساعة الصفر عند الثانية ظهرا بتوقيت دمشق وانطلاق شرارة الحرب التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر توجهت قلوب السوريين جميعا نحو الجولان السوري المحتل والعيون ترقب كل دقيقة خبرا من الجبهة” فيما يؤكد العقيد المتقاعد نصر صوفان أن انتصارات جيشنا العربي السوري في حرب تشرين اثبتت ايمانه الكبير بعقيدة وطنية راسخة وبنهج المقاومة والتضحية التي مهدت للانتصارات المتوالية على العدو الصهيوني.
ويبقى لمعركة تحرير مرصد جبل الشيخ الذكرى الأقوى في ذاكرة اللواء الركن المتقاعد رفيق المحرز حيث يقول لمراسل سانا في حمص” كان لي شرف المشاركة في حرب تشرين التحريرية برتبة ملازم أول وكلفنا بمهمة الكتيبة 133 من الوحدات الخاصة مع الكتيبة 82 مظلات تحرير مرصد جبل الشيخ والمناطق المحيطة به وتم التحرك من عرنة باتجاه المرصد ليلا بعد أن تم انزال مجموعة مغاوير بحدود 16 عنصرا بالحوامات فوق المرصد وبعد الاشتباك مع قوات العدو تم أسر 37 جنديا منهم بعد تحرير المرصد وتطهيره بالكامل على الرغم من كثافة غارات الطيران المعادي والطرق الجبلية الوعرة”.
ويقول اللواء المتقاعد ابراهيم خضر “لا تزال صورة الطائرات الإسرائيلية وهي تتساقط في تل الشحم بمنطقة الجولان السوري المكان الذي خضت فيه الحرب مع رفاقي في سلاح الجو ماثلة في ذاكرتي فخلال أقل من ساعة أسقطت وسائط دفاعنا 12 طائرة اسرائيلية ارسلتها امريكا انذاك كما تفعل اليوم مع مرتزقتها الإرهابيين.. فالتاريخ يعيد نفسه في صنع سورية اسطورة النصر على الإرهاب وداعميه”.
وبكلمات تفوح منها البطولة والرجولة يتحدث المساعد أول المتقاعد عطا الشعار من أهالي قرية حرفا بريف القنيطرة أحد ابطال حرب تشرين التحريرية قائلا “رغم مرور السنين والتقدم في العمر لا تزال الصورة الأولى لانطلاقنا نحو تحرير اراضينا المحتلة ملتصقة في ذاكرتي كأنها حدثت بالأمس.. كنا نتسابق إلى الدبابات غير آبهين بالموت.. هدفنا النصر وتحرير الجولان السوري المحتل وتطهيره من رجس الصهاينة.. وأذكر أن دبابتي التي كنت أقودها أصيبت في احدى المعارك فانتقلت إلى دبابة أخرى وتابعت القتال حتى نفذنا المهمة الموكلة الينا بنجاح”.
ويضيف الشعار “في معارك تحرير القنيطرة من العصابات الإرهابية المسلحة المرتبطة بالكيان الصهيوني استشهد ابني الملازم اول نمير وابن اخي الملازم أول سلمان الشعار تأكيدا على ان دماء الشهداء سلسلة تمتد من الأجداد الى الآباء ليورثوها الى أولادهم”.
العميد المتقاعد محمد علي قائد القطاع الجنوبي في اللواء 61 يقول لمراسل سانا في حماة “خدمت برتبة نقيب في تلك الفترة مسؤولا عن القطاع الجنوبي من تل الفرس حتى وادي الركال كنا ست مفارز عسكرية مضادة للدبابات ومع بدء اوامر الاقتحام عبرنا الخنادق وتقدمنا الى مواقع العدو وتم اسر ثلاثة جنود صهاينة في اليوم الأول للمعارك وتابعنا الاقتحام في اليوم الثاني حتى وصلنا تل البازوك او ما يعرف بمزرعة القنيطرة وفي اليوم الثالث للمعارك ارسل العدو الصهيوني سرية مكونة من عشر دبابات على المحور وجرت معركة طاحنة دمرنا خلالها اربع دبابات للعدو الصهيوني وارتقى ثلاثة من جنودنا الابطال.. كانت معنوياتنا عالية وبفضل صمود قواتنا كبدنا العدو الاسرائيلي خسائر كبيرة”.
ومن طرطوس يستذكر العميد المتقاعد محمد حسن الذي كان قائد فصيل دبابات في حرب تشرين التحريرية بطولات افراد فصيله الذين كانوا بكامل الجاهزية لتنفيذ هجوم معاكس وتحرير بعض الأراضي المحتلة حسب المهمة الموكلة إليهم ويشير إلى أن أحد أفراد فصيله أصيب في يده بعدد من الشظايا لكنه رفض الخروج من أرض المعركة حتى إنجاز المهمة بالكامل وتحرير أحد التلال المهمة بريف القنيطرة بعد الاشتباك مع العدو “بالسلاح الأبيض”.
ويعود العميد حسن بذاكرته إلى تلك اللحظات ودور الأهالي في إلقاء القبض على طياري العدو الذين أسقطت طائراتهم بالمضادات السورية.
ذكريات حرب تشرين التحريرية ستبقى نبراساً يستلهم منه السوريون دروسا في الكفاح والنصر والصمود على درب التحرير.. تحرير الأرض من المحتل وتطهيرها من الإرهاب وإعادة الأمن والأمان لكل ربوع الوطن.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
"حماس" تُؤكّد أنّ الوفد المصري حمل موقفها من المصالحة والتفاهمات