لندن ـ سليم كرم
عُثر على اثنين من الذين اجتمعوا على موقع "قلوب وحيدة" عبر شبكة الإنترنت لتخطيط مذبحة خلال عطلة عيد الميلاد في المملكة المتحدة، مع قنبلة "أم الشيطان" أو هجوم بمادة الريسين الشديدة السمية التي تستخرج من بزور نبات الخروع.
لخطة "الذئب الوحيد" أو "الذئاب المنفردة" في المملكة المتحدة، حيث تحدث على "فيسبوك" مع رجل كان يعتقد بأنه قائدالدولة الإسلامية ، وجند الصيدلية التي أحبته "رويدا الحسن" كمساعدة له، مستفيدا من معرفتها بالمواد الكيميائية اللازمة لصنع القنبلة، وذلك حين وضعت إعلانا تبدي فيه رغبتها بالتعرف إلى رجل بسيط، بسيط جدا، ونزيه، ومستقيم، ويخاف الله قبل أي شيء آخر.
وفي وقت اعتقاله في ديسمبر/ كانون الأوَّل الماضي، كان لدى محمد عنصران من العناصر الثلاثة لمتفجرات "تاتب" وكذلك كتيبات عن كيفية صنع المتفجرات، وأجهزة تفجير الهواتف النقالة، وسموم الريسين القاتلة.
وفي الأيام التي سبقت اعتقاله، أوقف محمد في متجر لشراء طلاء الأسيتون "الأسيتون الحر"، ورفض محمد 36 عاما من ديربي، ورويدا الحسن 33 عاما من بروندسبري، شمال غرب لندن، إعداد الأعمال المتطرفة بين نوفمبر 2015 وديسمبر/ كانون الأوَّل 2016.
وقالت المدعية العامة "آن وايت" إن المتهمين مثُلا الإثنين أمام محكمة "أولد بايلي" في العاصمة البريطانية، مشيرة إلى أن "هذه القضية تجسد العصر الذي نعيش فيه وتظهر كيف أن التحضير لأفعال متطرفة سهل نسبيا بفضل الإنترنت".
وحسب لائحة الاتهامات فإن منير محمد كان مصمما على تنفيذ اعتداء "الذئب المنفرد"، ورويدا الحسن كانت على علم بضلوعها في هذا المخطط. وأضافت المدعية العامة أنه بصفتها فإن "رويدا الحسن كانت تتمتع بمعرفة مهنية بالمواد الكيميائية وساعدت محمد من خلال تزويده بمعلومات عن المكوّنات اللازمة لصنع قنبلة وكيفية الحصول عليها وساعدته في أبحاثه".
وفي الوقت نفسه كان محمد يعمل في "كيري فودز" في ديربي لصنع الصلصات لوجبات السوبر ماركت الجاهزة وقال الادعاء إنه اختار الفتاة خريجة كلية لندن لأنها أشارت إلى حصولها على درجة الماجستير في الصيدلة في سيرتها الذاتية للتعارف. وفي أغسطس قام محمد بالاتصال عبر "فيسبوك" مع رجل كان يعتقد بأنه قائد داعش، المعروف أبوبكر كردي، وتعهد بالولاء لكردي وعرضوا عليه المشاركة في وظيفة جديدة في المملكة المتحدة.
وبعد الحكم، قال القاضي توبولسكي: "منير محمد، كان أدين بتخطيط هجوم إرهابي محتمل من خلال إنشاء جهاز متفجر ونشره في مكان ما في المملكة المتحدة استهداف أولئك الذين يعتبرهم أعداء الدولة الإسلامية ورويدا الحسن، تشاركه في العقلية المتطرفة وكان يتوافر عندها دوافع أيديولوجيا".
وذكرت شرطة مكافحة الإرهاب أن منير محمد "إرهابي خطير للغاية" كان يستعد لهجوم ما قبل عيد الميلاد والذي كان من المؤكد سيؤدي إلى وفيات كثيرة، وقال كبير المفتشين "بول غرينوود" الذي قاد التحقيق إن الضباط لا يعتقدون بأن محمد اختار هدفا محددا لكنه كان يحاول الحصول على أوامر من الدولة الإسلامية.