كابول - فلسطين اليوم
يمثل عيد الأضحى في أفغانستان مناسبة للفرح والبهجة النادرة في حياة المواطنين، إذ يَنسون فيها آلامهم ومشاكلهم التي لا تعد ولا تحصى، وتمتاز البلاد بجملة من العادات والتقاليد العريقة التي دأب الأفغان على المواظبة عليها جيلاً بعد جيل.
تسابق "ماري" الزمن استعداداَ للعيد، فإلى جانب سائر الأمور المتعارف عليها من تنظيف الدار وشراء الحلويات والفواكه المجففة لاستقبال الضيوف عليهم هذه المرة شراء الهدايا وأضحية العيد لعروسة ابنهم حسيب رغم أنه يعيش لاجئا في ألمانيا.
وتقول: "هذه عادات قديمة في أفغانستان، في عيد الأضحى نشتري للعروسة الخروف والملابس والحلويات، في عيد الفطر يشترون الحلويات والملابس والسكاكر، أما في النيروز نأخذ لها السمك وكعكة النيروز والجلبي"، وهي حلويات محلية.
وقبل بضعة أيام من العيد يتجمع الأقارب والأصدقاء في بيت العريس، يتولى شخص أو شخصين مسؤولية الخروف التي عادة ما يتم لف جزء منه بأقمشة ملونة ومزركشة، فيما يأخذ البقية أطباق الحلويات والملابس؛ كل ذلك يتم على إيقاعات الدف والأغاني الفلكلورية من قبل النسوة والفتيات المرافقات.
وتستقبل أهل العروسة الضيوف بتقديم الشاي الأخضر مع الكعك والكيك، وعند خروجهم يتم إهداؤهم "الأوشحة والمناديل" عرفاناً وشكرا منها لهم كما جرت العادة.
وتوضح السيدة ماري: "تأخذ العروسة الملابس بالإضافة إلى جزء من الحلويات ولحم الخروف، فيما يوزع القسم الأكبر على الأقارب والجيران".
قد تكون عائلة "ماري" أفضل حالاً من غيرها من الأسر، إذ أن معظم الأفغان غير قادرين على تأمين جميع هذه المتطلبات في مرحلة الخطوبة التي يختلف فتراتها من شخص لآخر فالأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار تثقل كاهل الأسر وتجعل من الصعوبة الالتزام بهذه التقاليد بحذافيرها.
ومع تعدد القوميات والإثنيات المتعايشة بأفغانستان، تختلف التقاليد وطقوس العيد من مكان لآخر.
في القرى والأرياف تبدو هذه العادات اقل تعقيداً وتتميز بالبساطة لكنها محكمة بضوابط اجتماعية يسعى الجميع لتطبيقها كلاً حسب طاقته وإمكاناته.
من هذه التقاليد المتعارفة، ما هو دارج في الولايات الشمالية لأفغانستان حيث يتم الترحيب بالضيوف عبر تقديم حساء اللحم فضلاً عن الحلويات والسكاكر خلال العيد.
فعندما يزور الضيوف بيت الأقارب والأصدقاء في بلخ وفارياب وجوزجان وقندوز وتخار وغيرها يغسلون يده بداية ثم يقدمون له حساء اللحم أو مأكولات أخرى معدة من لحم الأضحية.
ولكن مهما تباينت التقاليد بين الولايات الأفغانية فإنها تتقاطع جميعاً عند نقطة مشتركة كما سائر البلدان الإسلامية عبر الارتكاز على تبادل الزيارات الودية بين الأهل والأقارب وعيادة المرضى وكبار السن وزيارة والدعاء عند القبور.
وقد يهمك أيضًا: