برازيليا ـ رامي الخطيب
تلجأ بعض المدن البرازيلية إلى استخدام المحاكم العائمة لفرض سيادة القانون في الأماكن النائية. وتبحر "المحكمة العائمة" في نهر الأمازون في طريقها الى قرية "إماتيتتاتوبا" إحدى القرى البرازيلية المطلة على النهر المذكور. وعند وصول "المحكمة العائمة" إلى القرية فجراً، يبدأ موظفوها بالنهوض من سرائرهم المتأرجحة وتناول القهوة.
وتعمل "المحكمة العائمة"على الرغم من الظروف المحيطة بها مثل البعوض الناقل للملاريا، وتهديدات القراصنة الذين يتميز بهم نهر الأمازون في البرازيل. وتتكون "المحكمة العائمة" من ثلاثة طوابق، تحمل اسم "الملك بنديكيت"، وتقضي القاضية مايرا برانداو، البالغة من العمر سبعة وثلاثين عامًا مع معاونيها عدة أسابيع على متن المحكمة في مدينة "ماكابا" عاصمة ولاية أمابا المطلة على نهر الأمازون.
وشهدت الآونة الأخيرة العديد من النزاعات المحلية، حيث ينعدم الوصول الى محكمة بين سكان الأدغال، الذين يستخدمون المناجل والأسلحة لتسوية نزاعاتهم. وقال دا كروز، رقيب شرطة بالغ من العمر47 عامًا، ويعمل كمأمور لتنفيذ أحكام في "المحكمة العائمة "، بأن مدينة ماكابا، منطقة خطيرة، فهو وزملاؤه مسلحون بالبنادق، يجوبون كل صباح بقاربهم السريع بحثا عن المشتبه بهم مرتكبي الجرائم.
ويكتظ جدول أعمال "المحكمة العائمة" بالدعاوى، كما تقدم "المحكمة العائمة" خدمات أخرى طوال اليوم كتلقي أوراق الضمان الاجتماعي، وأوراق الاقتراع في الانتخابات، وأجهزة تنقية المياه المحمولة. زكان بداية استخدام "للمحكمة العائمة" في تسعينات القرن الماضي بهدف معالجة أوجه القصور في نظام العدالة البرازيلي، حيث يعاني النظام القضائي البرازيلي من البطء والبيروقراطية بسبب زيادة عدد السكان فضلا عن تلقي القضاة مرتبات كبيرة. لذا لجأت حكومة البرازيل لاستحداث وسيلة لتحقيق العدالة عن طريق "المحكمة العائمة"، وهو الأمر الذي طبق في ريف دولة باكستان والهند حيث استخدموا الحافلات كمحاكم متنقلة.
وتتسم الحياة على "المحكمة العائمة" بالصعوبة، حيث ينام العاملون في المحكمة على أسِرة صغيرة متأرجحة، ونسيم البحر هو التكييف الوحيد الموجود هناك. ويسمح للعاملين ارتداء الملابس الخفيفة والقصيرة أثناء المحاكمات، كما ترفع بعض الجلسات إذا تعالت أصوات القردة المحيطة بهم.