اطفال داعش


أكد هانز جورج ماسن، رئيس المخابرات المحلية في ألمانيا، أن أطفال تنظيم الدولة الإسلامية "تم غسيل أدمغتهم، ويمكن أن نعتبر أن هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة"، وهذه ليست وجهة نظر سهلة لأخذ "بلال" الصبي الروسي ذي 4 أعوام، الذي أصبح أول طفل عاد إلى روسيا من الأراضي التي تسيطر عليها داعش الذي يعيش في شقة جدته في "غروزني"، عاصمة الشيشان، ويحكي القليل عن وقته في العراق، كما تقول جدته.

يحدث للسيدة بيلانت زولغاييفا، غُصّة في حلقها عندما تشاهد أحفادها يلعبون ألعابا عنيفة أو ما تسميه "الحرب الصغيرة"، وهم لا يتحدثون كثيرا ولكن يركضون يختبئون، وأحيانا ينقضون على بعضهم البعض على الأرض بضراوة غريبة من شأنها أن تأذيهم، وتعتبر السيدة زولغاييفا هي إحدى الجدات اللاتي حصلن مأخرا على أحفادهن الذين كانوا في عواقل داعش.

ومع اقتراب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات الحكومية السورية، من المدن التي كانت تحت سيطرة داعش، وجدوا بين الأنقاض مئات وربما آلاف الأطفال الذين تدفقوا مع عائلاتهم إلى داعش، في حين أن روسيا التي أعادت حتى الآن 71 طفلا و 26 امرأة منذ أغسطس/ آب الماضى، قد تبدو متساهلة بشكل مثير للدهشة في سياستها، لكنها تتخذ إجراءات أمنية صعبة لإعادة الأطفال إلى أجدادهم حتى لا يعيشوا في المخيمات أو يعودوا للمجتمعات المتطرفة.

وقال زياد سبسابي السيناتور الروسي الذي يدير البرنامج المدعوم من الحكومة: "ماذا يجب أن نفعل؟ هل نتركهم هناك حتى يتم تجنيدهم؟ لقد رأى هؤلاء الأطفال أشياء فظيعة، ولكن عندما نضعهم في بيئة مختلفة، مع أجدادهم، سيتغيرون بسرعة للأفضل".

وأبدت الحكومات الأوروبية تعاطفا ضئيلا تجاه الذكور البالغين الذين تطوعوا للانضمام إلى الجماعة المسلحة، وقال "روري ستيوارت" وزير التنمية الدولية البريطاني على سبيل المثال لهيئة الإذاعة البريطانية إن "الطريقة الوحيدة للتعامل معهم ستكون في كل الحالات تقريبا هي قتلهم".

ولكن معظم الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا، اتخذت نهجا أكثر مرونة لإعادة معظم النساء ونحو 1000 طفل، ووضعت فرنسا معظم القاصرين الـ66 الذين عادوا حتى الآن من الدولة الإسلامية في بيوت حاضنة، وانضم بعضهم إلى أقاربهم، وسجن عدد قليل من كبار السن، كانوا مقاتلين.

ويقدر المحللون أن ما يقرب من 5 آلاف من أفراد الأسر من "المجندين الإرهابيين" الأجانب ينخرطون حاليا في المخيمات ودور الأيتام في العراق وسورية.
وقال "ليسبيث فان ديرهايدي"، المؤلف المشارك لـ"أطفال الخلافة"، وهي دراسة نشرت في الصيف الماضي من قبل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في العراق وروسيا وجورجيا، فهم في طليعة الدول التي تساعد أفراد الأسرة على العودة.

وكما اعترف السيد "سبسابي" بأن كثيرا من الأطفال العائدين، إن لم يكن معظمهم، تعرضوا لأعمال عنف مفرطة لا توصف. وكان العديد من الأطفال يعانون من العنف من خلال التلقين المستمر والتدريب شبه العسكري والمشاركة في مختلف الجرائم الأخرى.