لندن كاتيا حداد
فرّ أكثر من 4000 مدني من شرق حلب خلال الساعات 24 الماضية مع تقدم القوات الحكومية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ثاني أكبر مدينة في سورية، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت عملية السيطرة على مساكن هنانو، أكبر منطقة يسيطر عليها المتمردون في حلب، بمثابة انتصار كبير للقوات الحكومية التي تقوم بأكبر هجوم على حلب لاستعادة السيطرة على المدينة بأكملها.
وامتد القتال المدعوم بطائرات الحكومة السورية التي تقصف مناطق المتمردين، إلى المناطق المجاورة، بما في ذلك الحيدرية وساخير، الأحد، وشهدت المناطق اشتباكات عنيفة بين المعارضة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وكانت مساكن هنانو الحي الأولى الذي سيطر عليه المتمردون في صيف عام 2012 في خطوة أدت إلى تقسيم المدينة إلى الشرق الذي يسيطر عليه المتمردون والغرب الذي تسيطر عليه الحكومة السورية. ووقع حوالي 250.000 مدني تحت حصار الحكومة لعدة أشهر في الشرق نظرًا للنقص الشديد في الغذاء والوقود. ويعيش حاليًا الفارين المقدر عددهم بأكثر من 4000 مدني في مخيمات مؤقتة في منطقة جبرين التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.
وأفاد رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ المدنيين فرّوا إلى مساكن هنانو بعد أن سقطت تحت سيطرة الحكومة وأضيفت إلى المناطق التي تسيطر عليها. وتعتبر عملية الفرار، هي عملية الهجرة الأولى من هذا النوع في شرق حلب منذ عام 2012. وأذاع تلفزيون الدولة السورية لقطات من تجمعات المدنيين بينهم نساء وأطفال حول الحافلات الخضراء التي قالوا إنها تأتي لنقلهم إلى مساكن هنانو.
وتخطط الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى حلب وإجلاء المرضى والجرحى، والتي وافقت عليها الفصائل المتمردة في حين لم توافق دمشق حتى الآن.
واندلع الصراع السوري في عام 2011 عقب عمليات القمع الوحشي للاحتجاجات المناهضة للحكومة، ومنذ ذلك الحين تطورت إلى حرب معقدة تداخلت فيها مختلف الفصائل والقوى الأجنبية.
وأعلن الجيش التركي يوم الأحد أن 22 من قوات المتمردين السوريين الموالية لأنقرة تعرضوا لهجوم بالغاز السام من تنظيم داعش في شمال سورية. ويدعم الجيش التركي المقاتلين السوريين في عملية غير مسبوقة عبر الحدود تقول إنها تستهدف كلًا من داعش والميليشيات الكردية، والتي تعتبرها مجموعة "إرهابية".