اسلام اباد - جاد منصور
حثّت محبوبة مُفتي، رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الشعب الديمقراطي، العالم على عدم تجاهل التوترات بشأن كشمير والتي أدت إلى اشتباكات نووية بين الهند وباكستان تقترب من الحرب، حتى إذا انتهى الصراع، وقالت في حديث خاص لها مع "الإندبندنت" إن معاناة كشمير ستستمر من العنف حتى يتم إقناع الهند وباكستان بتحسين العلاقات والتغلب على خلافاتهما.
وتحسنت الحالة في كشمير بعد اشتعال التوترات الأسبوع الماضي عندما أسقط طيار مقاتل هندي فوق المنطقة التي تديرها باكستان، ولا تزال التوترات قائمة مع إغلاق المجال الجوي الباكستاني لمعظم الرحلات الجوية التجارية، وأوضحت مُفتي أن هذا التصعيد المذهل الذي حدث منذ تفجير بولواما في 14 فبراير/ شباط كان متوقعا حدوثه عندما تُسلم كل الأطراف بوجود هدوء سطحي يجعل كل شيء على ما يرام ظاهريا.
وتابعت مفتي "خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة شهدنا فترات قصيرة من السلام، وفي كل مرة كان يحدث شيء ما، ولسوء الحظ يبقى شعب كشمير في منتصف الأحداث، ويتحدث المجتمع الدولي عن كشمير فقط عندما يكون هناك توتر بين الهند وباكستان، لكنهم ينسونها بقية الوقت".
اقرا ايضا منطقة كشمير نِصف قرن مِن الصراع بين الهند وباكستان
وتعدّ السيدة مفتي آخر زعيم منتخب لحكومة جامو وكشمير والتي تضم شطر كشمير الخاضع لإدارة الهند، حتى انهار تحالفها مع حزب نارندرا مودي "بهاراتيا جاناتا " في العام الماضي، ومنذ ذلك الحين يحكم الدولة حاكم غير منتخب، وأدى نهج مودي الحديدي إلى التمرد الانفصالي في المنطقة والذي أدى بدوره إلى مقتل عشرات المقاتلين ومشاهد احتجاجات عنيفة من المدنيين.
وتسعى مفتي إلى خوض الانتخابات مرة أخرى عندما تتجه الولاية إلى صناديق الاقتراع ربما في أبريل أو مايو حيث من المقرر إجراء انتخابات عاماة أيضا، ويعتبر حزبها الديمقراطي أحد الأحزاب الرئيسية الموالد للهند في الولاية، حيث تدعو مفتي إلى مستقبل تمتلك فيه كشمير الموحدة منطقتها التجارية الحرة ومسؤولين مُنتخبين، بينما يظل شطرا الولاية تحت السيادة المشتركة بين الهند وباكستان.
وأضافت مفتي "لا أعتقد بأن المواجهة بين الدولتين ستكون مفيدة لأي شخص، بالتأكيد ستكون أسوء لشعب ولايتنا، لأننا نحن الذين نقع في المنتصف بين الجانبين"، وشنت الحكومة الهندية من جانبها منذ تفجير بولواما حملة جديدة على الزعماء الانفصاليين المعتدلين، ردا على الدعوات إلى التحرك والانتقام من الجمهور الهندي الأوسع.
وصرحت الحكومة الهندية الأسبوع الماضي مرارا وتكرارا بأن كشمير جزء لا يتجزأ من الأمة، وأن أي شخص يحاول تقويض ذلك سواء أكانت مجموعات باكستانية أو كشميرية يشكل تهديداً، وتضمنت حملة القمع حظر "الجماعة الإسلامية" التي تدير عددًا من المدارس في أنحاء كشمير، واحتجاز كبار المسؤولين في "مؤتمر حريات" وهو تحالف سياسي انفصالي يدعو إلى عدم العنف.
وقال ميرويز عمر فاروق زعيم "حريات" بعد أقل من 24 ساعة من رفع الإقامة الجبرية عنه إلى الإندبندنت إنه يخشى من أن تكون كشمير في مفترق طرق لأن إجراءات الشرطة المستبدة المتزايدة تدفع الناس إلى اتخاذ إجراءات أكثر بؤسا، مضيفا "نحن في حالة حرب منذ 30 عاما".
وأوضح فاروق أن جماعته وغيرها من الجماعات السياسية التي تؤمن بالسعي السلمي لإقامة كشمير المستقلة تتعرض لضغوط شديدة من قبل قوات الأمن، مضيفا "لا يسمح لنا بعقد الاجتماعات، أو حتى اللقاء، مصير كشمير متروك للنزاع، هذه حقيقة لكنه غير مسموح لنا بالتحدث عنها، واعتادت جماعة حريات على الذهاب إلى المناطق الريفية لإخبار الناس بأنه علينا الحفاظ على السلمية، وإذا لم نتمكن من ذلك فما الذي سنحصل عليه، لم يكن أحد يتصور أن يصبح صبيا من كشمير مفجرا انتحاريا، ويوضح ذلك أن معنى المقاومة بدأ يتغير".
وأشار تانفير صادق السياسي البارز في حزب المؤتمر الوطني أكبر وأقدم حزب معارض في كشمير، إلى أن تفجير بولاما يبدو كنقطة تحول في تاريخ المنطقة المعقد، آملا في أن يمثل يقظة للعالم، مضيفا "لقد خرجت الأمور عن السيطرة، وساءت الشائعات بشأن حركة كبار الجنرالات وأوامر المستشفيات الخاصة ونقص إمدادات الغذاء، وأصبح الناس حقا خائفون في الشوارع، ويتحدثون عن اندلاع حرب وشكية وأن الكشميريين هم الذين سيعانون".
وأفاد صادق الذي عمل كمستشار سياسي لرئيس الوزراء السابق عمر عبدالله، بأن "الضغوط الدولية" يمكن أن تساعد فقط في الضغط على الهند وباكستان للتحاور، موضحا أن "عملية المصالحة" يجب أن تشمل الرجال الكشميريين الساخطين بالإضافة إلى الأحزاب السياسية المحلية التي تم استبعادها من قبل حاكم الولاية، وتابع "باكستان دائما ما تصطار في الماء العكر، وما نحتاجه الآن هو مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، ونحن بحاجة إلى انتخابات في أقرب وقت ممكن".
قد يهمك ايضا مخاوف من اندلاع حربٍ عقب إسقاط مقاتلتين هنديتين من سماء باكستان