مدغشقر ـ عادل سلامه
تعيش "فانجا راندرياميهافو" ذات الخمسة عشر عامًا في "رالاليترا" و هي واحدة من 3000 شخص يعيشون ويعملون ، فى أحد أكبر مقالب القمامة في أفريقيا، ويمتد الموقع في العاصمة مدغشقر، "أنتاناناريفو"، حوالي 50 فدانًا. ويتلقى كل يوم أكثر من 600 طن من النفايات من العاصمة ومن ثلاثة ملايين من سكان الضواحي المترامية الأطراف ويعمل الناس هناك على موقع تفريغ وجمع المعادن والفحم والبلاستيك , ومن بين القمامة والنفايات تتواجد الإبر والفئران والبراز والأطفال المجهضون الملقين فى القمامة . ويُدفع لهم 00 3 روبي مدغشقرى لفرز70 رطلًا يوميًا، وتضطر العديد من الأسر للعمل حوالي 10 ساعات، والتى تتكون من الأمهات والأطفال خلال النهار، والرجال ليلًا ومن بين الأخطار الكثيرة التي تواجه الأسر الطاعون الذي انتشر في العاصمة في أغسطس/آب، وفى جميع انحاء البلاد إذ تم تسجيل نحو 2400 حالة إصابة بالمرض.
وتنقل "راندرياميهافو" القمامة في "رالاليترا" خلال الأمطار الغزيرة، وتقول إنها لا تقلق بشأن الطاعون وتقول "الله سيحمينا". وردًا على سؤال بشأن أسوأ شيء رأتة في التفريغ، أجابت "لقد جائنا أطفال نتيجة الإجهاض من قبل و للأسف أصبح شيئًا عاديًا" , أما "إيزابيل راكوتوميريانا" ، 40 عامًا، تعيش وتعمل في "رالاليترا "لأكثر من 15 عامًا كانت أختها تعمل جنبًا إلى جنب معها، لكنها غادرت الموقع لأنها قلقة بشأن صحة أطفالها الخمسة. وهي تعمل الآن في منجم رخامي حيث تكسب 1700 مدغشقر .
ويُدار الموقع من قبل شركة "أوتونوم دي مينتنانس دي لا فيل دى أنتاناناريفو" سامفا، وهي شركة خاصة لديها عقد مع السلطة المحلية. و تجلب الشاحنات كل يوم أكوام من القمامة للناس للبحث فيها. واتهمت " سامفا" بمحاولة منع الصحافيين من دخول الموقع لإجراء محادثات مع السكان المحليين . ولم ترد الشركة على طلب التعليق وينهي العمال نوبة ليلية على "رالاليترا" . وهناك شائعات بأن عددًا من الناس تم دهسهم من قبل الشاحنات بعد النوم فى الموقع خلال نوبات ليلية ، على الرغم من أنه لا يوجد أي اقتراح بأن "سامفا" تتحمل أي مسؤولية عن هذا. وأبلغ السكان عن مقتل شخصين خلال الشهرين الماضيين وحدهما.
وتقوم الكلاب بشم القمامة أثناء هطول الأمطار. في حين أن عدد الحالات المبلغ عنها من الطاعون قد انخفض بشكل مطرد خلال الأسابيع الأخيرة ، وحذرت منظمة الصحة العالمية أن الإصابات الجديدة هي أكثر عرضة خلال موسم الأمطار، والتي ستستمر حتى نهاية شهر أبريل/نيسان. ويخشى الأطباء من أن تصبح "الرالاليترا" أرضًا خصبة للمرض.