تنظيم داعش المتطرف

اتهمت السلطات الأسترالية، أحد المنتمين لتنظيم "داعش" المتطرف، في مدينة ملبورن، بقتل زوجته والتمثيل بجثتها أمام أطفاله الثلاثة. وأخذ الرجل، الذي منعت السلطات الكشف عن هويته، أطفاله معه إلى السيارة لإلقاء جثة الأم في أحد الحدائق، ثم أخذهم لتناول الفطائر.  وعلمت المحكمة التي تنظر القضية، خلال جلسة الإحالة، أن الأطفال أصبحوا تحت رعاية دوائر رعاية الطفل، ويشعرون بالانزعاج الشديد.

وأثناء الجلسة، قدم ضابط في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، دليلًا يفيد بأنه عندما أعُطي أحد أطفال المتهم دمية لكي يلعب، لوحظ أن اللعبة فقدت أحد أطرافها، وعلق قائلًا "هذا بالضبط ما حدث لأمه". وأشارت تقارير الشرطة المقدمة لهيئة المحكمة إلى أن الأب المتطرف "أساء معاملة زوجته وأطفاله بشكلٍ منتظم، وكان يظهر تعاطفًا ملحوظًا لما يعرف بتنظيم داعش"، مضيفًا "أن الزوجة اعترضت على تعاطف زوجها الجهادي، وأن نزاعًا نشب بينهما بسبب هذا الأمر، وهو النزاع الذي ماتت على إثره".

وعثر أحد الأشخاص، العام الماضي، على جثة الزوجة في شمال مدينة ملبورن الأسترالية، وكانت مشوهة للغاية، ومقيدة من الخلف، ولم تتمكن الشرطة من معرفة جنسها، إلا بعد تحليل الطب الشرعي، الذي كشف أنها اثنين من أصابع يديها مقطوعة، وأنها فقدت عينها اليمنى، وأن جسدها مليء بالجروح. فيما ظلت الجثة مجهولة الهوية لأسابيع عديدة. وفي مستهل يوليو/تموز، قامت الشرطة الأسترالية بزيارة منزل العائلة للتفتيش، واكتشفت إصابة الثلاثة أطفال بجروح خطيرة، ثم ألقت القبض على الزوج بتهمة قتل زوجته وإصابة أولاده.

وأدلى أحد أفراد الشرطة الذين حضروا التفتيش، بشهادته، قائلاً إن الزوج كان "يحدق طويلاً أثناء التفتيش، ولم يسمح لنا بدخول المنزل، وبدا غاضبًا للغاية"، فيما لم تعثر الشرطة على أي قطعة أثاث داخل منزل المتهم. وحصلت الشرطة على شهادات أفراد العائلة بأن المتهم كان ينوي الذهاب إلى سورية، للقتال من أجل تنظيم "داعش"، وأنه جرح يد زوجته بسكين لأنها اعترضت على هذا الأمر. وفرض الزوج على زوجته رقابة جسدية ومالية واجتماعية صارمة، ولم يسمح لها بالخروج إلى الشارع إلا وهي معه، كما أجبرها على ارتداء النقاب وعزلها عن عائلتها وأصدقاء، وكان يضربها باستمرار.

وأعلنت تقارير الشرطة بأنه لم يسمح لأطفاله بالذهاب إلى المدرسة، وأجبرهم على حفظ القرآن فقط، فيما جاءت لفظة "المسيح الدجال" على لسان الأطفال مرات عدّة، أثناء التحقيق معهم. ومن المقرر أن تستمر جلسة الإحالة حتى يوم الجمعة.