الاتحاد الأوروبي

تعتقد الغالبية العظمى من الناخبين البريطانيين، أن القرار النهائي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، والذي أصبح موعده قريباً، يجب أن يحدده الشعب، وفقاً لأكبر استطلاع للرأي جرى حوله منذ استفتاء عام 2016.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز "YouGov" والذي شمل 25 ألف مواطن بريطاني، أن 53% من الناخبين يفضلون إجراء استفتاء ثانٍ، في مقابل رفض 47%، في حين أن الذين لا يعرفون لم تحسب أصواتهم. وأشار الاستطلاع  إلى أن الرأي العام البريطاني سيؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 54% إلى 46%، إذا حصل استفتاء ثانٍ غير استفتاء عام 2016.

اقرا ايضا ماي تستبعد إجراء استفتاء ثانٍ حول الخروج من الاتحاد الأوروبي

ووقع أكثر من 1.1 مليون شخص على عريضة تدعم حملة "القول النهائي Final Say"، ويقدم الاستطلاع الجديد أدلة جديدة على أنه يمكن معاقبة "حزب العمال" بقيادة جيريمي كوربين من قبل الناخبين، إذا ما دعم الحزب أو لم يعارض اتفاق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم.

ويشير الاستطلاع إلى أن حصة "حزب العمال" في التصويت ستهبط ثماني نقاط أخرى، من 34% إلى 26%، إذا انضم نوابه إلى "حزب المحافظين" لدعم اتفاق رئيسة الوزراء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسيكون هذا أسوأ من حصة الـ 28% التي حصل عليها "حزب العمال" تحت قيادة مايكل فوت، عندما أنهار الحزب جراء هزيمة رئيسة الوزراء، مارغريت تاتشر، في عام 1983.

وستظل حصة 26% من الأصوات كما هي إذا لم يُطلب من نواب "حزب العمال" معارضة أي اتفاق، ربما من خلال منحهم حق التصويت الحر أو طلب الامتناع عن التصويت.

ومن المتوقع أن يصوت نواب "حزب العمال" ضد اتفاق الانسحاب الخاص برئيسة الوزراء، حين يطرح على مجلس العموم، في وقت لاحق من هذا الشهر. ولكن جيرمي كوربين، قال إنه "يمكن أن يدعم اتفاق مع بروكسل يضمن وجود اتحاد جمركي، ويدعم حقوق العمال".

ومن المتوقع أن يكون الدور الذي سيلعبه حزب العمال خلال الأسابيع المقبلة حاسما، حيث تأمل السيدة ماي أن يظل بعض نواب المعارضة مؤيدين لاتفاقها لتجنب خطر الخروج دون صفقة.

ويشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن أقل من ربع الناخبين، 22% يدعمون خطة رئيسة الوزراء، على الرغم من الجهود المتضافرة التي يبذلها "داوننغ ستريت"، مقر الحكومة البريطانية، لبيع الصفقة مباشرة للجمهور في مواجهة معارضة من أعضاء البرلمان، ويرتفع دعم الصفقة الحالية إلى 28 % فقط بين ناخبي مغادرة الاتحاد.

ووصفت السيدة ماي لصحيفة "ذا ميل" يوم الأحد، سياسية "حزب العمال" تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بأنها "نسيج غير متناسق من عدم الترابط، صمم لتجنب القرارات الصعبة". وقالت أن "كوربين لم يزعج نفسه حتى بقراءة الصفقة قبل أن يتخذ موقفا ضدها"، محذرة المعارضين في حزبها بأنهم "يجب أن يدركوا المخاطر التي يتعرضون لها مع ديمقراطيتنا."

ويكشف استطلاع YouGov أنه إذا كان الخيار البقاء في الاتحاد الأوروبي أو المغادرة بشروط وفقا لصفقة ماي التي تفاوضت عليها الحكومة، فإن النتيجة ستكون 63٪ إلى 37٪ لصالح البقاء ضمن الاتحاد.

وإذا كان الخيار بين عضوية الاتحاد الأوروبي أو الخروج دون صفقة، فإن الاستطلاع أشار إلى أن 58% إلى 43% سيدعمون البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال النائب عن "حزب العمال"، ديفيد لامي، وهو أحد الداعمين البارزين لحملة إجراء استفتاء ثان:"في أكبر قضية لجيلنا، يخاطر العمال بالتواطؤ في الخطأ التاريخي لحزب المحافظين."، وأضاف:" وقت المراوغة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد مر، علينا الآن إعطاء صوت للأغلبية الواضحة من الناس الذين يطالبون بحملة القول النهائي."

وأنتقد المشاركون في الاستطلاع خطة ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قال 73% إن المفاوضات تسير على ما يرام، بينما قال 86% إن العملية فوضوية.

واستطلع YouGov رأي 25.537 شخصاً بالغاً على الإنترنت في الفترة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول، و4 يناير/ كانون الثاني.

قد يهمك ايضا خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بانتظار موافقة البرلمان عليها

سعيد أبو علي يبحث مع الاتحاد الأوروبي مستجدات القضية الفلسطينية