واشنطن - يوسف مكي
كشف تقرير مطول بشأن هجوم سان برناردينو التطرفي عن تفاصيل جديدة عن أعمال القتل العام الماضي وطريقة وفاة الزوج والزوجة الذين نفذا الهجوم في تبادل لإطلاق النار مع الشركة، ويتيح التقرير الذي حصلت عليه وكالة أسوشيتدبرس نظرة متعمقة عن حالة الفوضى والارتباك، بعد أن فتح المتطرفين الإسلاميين النار على اجتماع لزملاء الرجل، وأفاد التقرير من قبل مؤسسة الشرطة ووهي مجموعة لدراسة السياسات ووزارة العدل أن ثلاثة رجال حاولوا وفشلو في توقيف الزوجين المسلحين من خلال الاندفاع إليهم قبل إطلاق النار عليهم، إلا أن التقرير لم يذكر بالتفصيل ما إذا كان الرجال الثلاثة توفوا أو على قيد الحياة.
وقتل سيد رضوان فاروق "28 عاما" وزوجته تاشفين مالك "29 عاما" 14 شخصًا في مجزرة في إحدى الدورات التدريبية وتجمع للعطلة في مقر عمل فاروق لمفتشي الأغذية بالمقاطعة، وجرح الزوجان 24 شخصا قبل ساعات من قتلهم في تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة، وكشف التقرير حقيقة استخدام نفس غرفة الاجتماعات للاحتفال بقدوم مولوده الجديد منذ ستة أشهر، كما استضافت نفس الغرفة دورة تدريب لإطلاق النار منذ عام، وولد فاروق في الولايات المتحدة لأبوين باكستانيين، بينما ولدت مالك في باكستان لكنها قضت معظم حياتها في السعودية حيث تزوجت فاروق عام 2014، ونفذ الزوجان هذا الهجوم لدعم داعش.
وأوضح التقرير أن فاروق غادر الاجتماع في المركز الإقليمي الداخلي في وقت مبكر في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2015 تاركا وراءه حقيبة معبأه بقنابل أنبوبية، وعاد بعد نحو نصف ساعة قبل الساعة 11 صباحا، وكان فاروق وزوجته مسلحين ببنادق نصف آلية AR-15 وتم تعديل أحدها لتصبح سلاح آلي تماما، وكان أول رجلين قتلوا هما اثنين في الممر المؤدي إلى قاعة المؤتمرات، وقتل أحدهم أثناء تناول الطعام في حين عُثر على الأخر وهو لا يزال يحمل الهاتف في يده، وأشار واحد ممن كانوا في قاعة المؤتمرات أنه اعتقد في البداية أن الأمر نوع من التدريب، وأضاف مسؤول في المحافظة " كنت أعتقد أن هذا أقوى تدريب رأيته عن أي وقت مضى،لقد كان سرياليا للغاية وخاصة في المقطع الثاني أو الثالث عندما تبين في النهاية أنه ليس تدريبًا".
وبيّن الناجون أن الزوجين كانا دقيقين للغاية حتى أنهم ساروا في جميع أنحاء الغرفة ليتطلعوا عما إذا كان هناك شخص حي، وكانوا يطلقون النار على أي جسم يتحرك، وتابع التقرير " إذا تحرك شخص ما أو أصدر صوت يطلق المهاجمون النار عليه مرة أو عدة مرات"، ونجا نحو 70 شخصًا في غرفة قاعة المؤتمرات ممن نجحوا في الهرب من الباب الخلفي أو اختبئا جيدا في الخزانة أو الحمام، وحاولت إمرأة إغلاق الباب الذي دخل منه المهاجمون لكنها قٌتلت أيضا، وأصيبت امرأة أخرى كانت في الغرفة المجاورة عندما اخترقت الرصاصة النار عبر الجدار، وذكر ضابط الدورية " كان هذا أسوء شيء يمكن تصوره بعض الناس كانت هادئة ومختبئة والبعض الآخر يصرخ أو يموت أو يمسكون بساقينا لأنهم يريدوننا أن نخرجهم، ولكن وظيفتنا في هذه الحالة هي الاستمرار، وكان الجزء الأسوء في الأمر تجاوز الجثث".
وتذكرت امرأة أخرى كيف ساعدت إحدى زميلاتها أثناء وفاتها بعد إصابتها بطلق ناري في الرأس، وكانت السيدة تتوسل إليها للاتصال بوالدتها لتوديعها، موضحة أنها حاولت إراحتها قائلة أن كل شيء سيكون على ما يرام، واستجابت زميلتها " أنا لا كذلك أنا أنزف من الفم" قبل أن تتوفى، وتواجد فاروق ومالك في المبنى فقط لمدة 2 أو 3 دقائق وفقا للتقرير وأطلقوا 85 طلقة، وأظهر التقرير استجابة سريعة من سلطة إنفاذ القانون والمسعفين، حيث تواجدت الشرطة في المشهد خلال 6 دقائق من أول اتصال ب 911 بينما تواجد فريق SWAT في المشهد خلال 11 دقيقة.
وكان من بين رجال الشرطة الذين وصلوا إلى المشهد ضابط ومتدريب، وأسرع الضابط إلى موقع الحادث وطلب من المتدرب الاختباء أثناء دخوله المبنى مع غيره من الضباط الذين وصلوا ، ومسح الضباط كافة غرف المبنى وتوقعوا إيجاد المهاجمين في الغرفة الأخيرة لكنهم كانوا بالفعل قد غادروا المبنى، فيما وصلت قوات من قسم المراقبة إلى المشهد وساعدوا في فرز الجرحى، وتابع أحد الضباط " كان الرعب في عيونهم لا يصدق لقد كان مروعا أكثر من الجروح"، ومنع تدفق أعداد كبيرة من سلطة إنفاذ القانون سيارات الإسعاف من إمكانية الوصول للمبنى، فاضطر الضباط إلى حمل 24 مصابًا، فيما تم نقل جميع المصابين إلى المستشفي في غضون ساعة بعد أول اتصال بالاسعاف ونجا جميع المصابين، وربما كان الخطأ الحقيقي أن الضباط لم يجدوا الحقيبة التي تحتوي على قنابل أنبوبية حتى الساعة 5:08 مساء أي بعد أكثر من 6 ساعات من إطلاق النار.
وتحاور أحد مساعدي الشرطة مع أحد الناجين الذي ذكر أن فاروق غادر مبكرا، مشيرا إلى أنه كان هناك شئ ما عن المهاجم من خلال لغة جسده المألوفة، وبدأت الشرطة جمع المعلومات عن كل من هم باسم سيد فاروق في المنطقة، وبالطبع كان هناك الكثيرين، وتذكر شهود آخرين رؤية سيارة دفع رباعي سوداء تفر من المبنى، وتوقع أحد محللي الشرطة أن السيارة مستأجرة، وتبين بالفعل أن الزوجين استأجرا السيارة، فيما رصد ضباط مكافحة المخدرات الزوجين يقودان السيارة في مكان قريب، وتتبعهم الشرطة وبدأوا في إطلاق النار عليهم، وتبين كما لو كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص إلا أنه تبين أن الحال لم يكن كذلك بالنسبة لفاروق، وبدأت مالك في إطلاق النار على الشرطة من النفاذة الخلفية في حين أوقف زوجها السيارة وخرج لمهاجمة الضباط، وأطلق الزوجان 80 طلقة وكان بحوزتهم 2400 طلقة من الذخيرة ولكن توفقت الشرطة في عدد الطلقات بواسطة 175 ضابطًا في المشهد.
وخلص التقرير إلى أن فاروق أطلقت عليه النيرات 42 مر بينما أطلق الرصاص على زوجته 5 مرات أربعة منهم في الرأس مباشرة، وأطلق 24 ضابطًا في المشهد 440 طلقة أثناء تبادل إطلاق النار، واستمر تبادل إطلاق النار لمدة 3 دقائق وأصيب اثنين من الضباط في الفخذ، حتى أن أحد الضباط لم يلاحظ إصابته إلا أثناء الاستحمام بعد ساعات من الهجوم.