احتجاجات ضد إصلاحات إيمانويل ماكرون

قادت أحزاب اليسار المُتطرّف ونقابات العمّال عشرات الآلاف مِن المتظاهرين الذين نظّموا مسيرات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في عدة مدن في أنحاء فرنسا، السبت، بعد يوم واحد من إشارة ماكرون إلى أنه يقترب من النصر في معركة علنية بشأن برنامجه الإصلاحي.

انخفاض المشاركة في المظاهرات
شارك عمال السكة الحديد والمستشفيات وموظفو الخدمة المدنية والطلاب ومجموعات المجتمع المدني المناهضة لعنف الشرطة، ونشطاء مؤيدون لفلسطين في المسيرة التي حملت اسم "المد البشري ضد ماكرون"، ورغم انخفاض أعداد المشاركين في المسيرات عن ما كان متوقعًا، بدا أن تصريحات ماكرون، الجمعة، بشأن الإضرابات التي طال أمدها مبررة.

وقال ماكرون في مقابلة مُتلفزة إن "المظاهرات والإضرابات التي اجتاحت فرنسا خلال الأسابيع السبعة الماضية لن تمنعه من المضي قدمًا في إصلاح السكة الحديد التي قال إنها على وشك الانتهاء".

وأكد ماكرون خلال زيارته إلى روسيا أن الاحتجاجات لن توقف تقدّمه، قائلا "لن تعطلني المظاهرات لأننا في الماضي واجهنا مثل ذلك، وقمنا به، وقد وصلنا إلى نهاية العملية".

الاستحواذ على ديون السكك الحديدية
وبدا ماكرون أقرب إلى الانتصار بعد اقتراح الحكومة، الجمعة، بالاستحواذ على ثلاثة أرباع ديون شركة السكة الحديد الوطنية، والبالغة 41 مليار جنيه إسترليني، ورحبت نقابتان بالعرض وقالتا إنهما ستقرران ما إذا كان ذلك يبرر الدعوة لوقف التعطيلات.

وفي هذا السياق، قال إدوارد فيليب، رئيس الوزراء، إن تحويل أكثر من 32 مليار جنيه إسترليني من الديون كان مشروطا بإجراء إصلاحات.

من جانبه، قال جان فرانسوا أماديو، وهو أكاديمي متخصص في العلاقات الصناعية: "يبدو أن إضرابات السكة الحديد قد تنتهي قريبًا"، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات كانت أصغر من المظاهرات السابقة، كما انخفضت نسبة الإضراب في قطاع السكك الحديدة إلى 14%.

عنف الشرطة يحدّ من المظاهرات
وراهن ماكرون على مصداقيته في إصلاحات السكك الحديدة التي يدعمها الرأي العام، كما أكد على أنه سيمضي قدمًا في تخفيضات القطاع العام وإدخال شروط قبول أكثر صرامة في الجامعات.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، إن تراجع عدد المتظاهرين ربما يعود للخوف من العنف.

ومع بدء مسيرة باريس، أوقفت الشرطة 35 شخصًا، معظمهم يحملون الحجارة، وتم نشر أكثر من 1200 ضابط، وأُصيب 7 منهم بجروح طفيفة، بعد إلقاء الزجاج والحجارة عليهم، وبالتالي ردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

وحث جان لوك ميلينشون، زعيم حزب اليسار اليساري المتطرف في فرنسا، أنصاره في مرسيليا على "تشكيل الجبهة الشعبية التي يحتاج إليها الشعب"، قائلا إن المليارات المعطاة في الإعفاءات الضريبية للأغنياء، كان من الممكن إنفاقها على المستشفيات.