موسكو حسن عمارة
أدان وزير الثقافة الروسي فلاديمير مادنسكي، أي شخص لا يؤمن بقصة الحرب العالمية الثانية الملفقة، واصفًا إياه بـ "الحثالة القذّر"، على الرغم من إثبات المبالغة في القصة. وتعدّ أسطورة بانفيلوف28 التي تروي قصة الجنود الروس، الذين قاتلوا ودمروا 18 دبابة ألمانية، للتصدي للتقدم النازي، أحد فنون الفولكلور في البلاد، وكشفت مذكرة عند تحويلها إلى فيلم سنيمائي أن التفاصيل مُلفقة.
وأشارت القصة إلى أنه خلال عام 1941، في معركة موسكو، وتحت حصار الجنود النازيين سلّم 28 من القادة رسالة مفادها أن "روسيا العظمى ولا مكان للتراجع، موسكو وراءنا". وهاجم الجنود المسلحون بالقنابل والبنادق قائد ضباط الجيش الأحمر، وضحوا بأنفسهم لوقف تقدمهم، وتوفى الجنود وعددهم 28 بالكامل، ولكن تحطمت جميع الدبابات، وكان بوتين في طليعة حملة لاحتضان تراث البلاد، وشكّل لجنة لمنع تشويه التاريخ الروسي.
ولفتت لهجة الرسالة إلى أن الجيش الأحمر أنقذّ العالم من النازيين في أعظم إنجاز في أي بلد في القرن العشرين، وفي العام الماضي عند تحويل قصة رجال بانفيلوف إلى فيلم روائي طويل، تم الكشف عن مذكرة سرية منذ عام 1948، كتبها كبير المدعيين ستالين، وأوضحت المذكرة أن القصة لفقها الصحافيون بعد انقلاب دعائي.
ووقعت معركة بالفعل، وضمت أكثر من 28 رجلًا، ولكن لم يتوفى جميعهم، كما استسلم بعض الجنود الروس، وانقسمت الآراء في روسيا، وذّكر المؤرخ ميخائيل مياغروف، قائلًا "ليس سرًا أن الغرب فتح هجومًا مباشرًا على نتائج الحرب العالمية الثانية". وسارع صناع الفيلم بنشر فكرة أن الثقافات الأخرى تضخم من شأن الجنود في الأفلام، مشيرين إلى نموذج "إنقاذ الجندي ريان"، إلا أن المعلق أنطون أوريك، قال لـ "راديو إيكو موسكفي"، "لقد قرروا أننا لا نحتاج الحقيقة بل نحتاج إلى أسطورة، نحن بحاجة إلى الأساطير المقدسة بدلًا من التاريخ".