البحرية الروسية

حذر خبراء عسكريون من أن بريطانيا تكافح من أجل التغلب على العدوان المتزايد من قبل البحرية الروسية، حيث لم تزل البحرية الروسية تستغل نقاطًا إستراتيجية في شمال الأطلنطي بالقرب من أراضي المملكة المتحدة، وقد أثار ذلك مخاوف من أن تحاول القوات الروسية الحصول على معلومات حيوية خاصة بالأمن القومي بشأن قوة نظام الدفاع البريطانية، بما في ذلك الردع النووي.

وكانت المنطقة الواقعة بين غرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة والمعروفة باسم فجوة "GIUK"، إقليم رئيسيًا خلال الحرب الباردة، حاولت غواصات الاتحاد السوفياتي الهروب من المراقبة لدخول الأطلسي، ويعزز الآن فلاديمير بوتين تعزيز القوة البحرية الروسية في فجوة "GIUK" التي شهدت عددًا متزايدًا من الحوادث شاركت فيها الغواصات، وفقًا لأرقام جمعتها صحيفة أي.

وقد وقعت ثمانية من عشرة الحوادث المعروفة بين عامي 2005 و 2015 في الأعوام الثلاثة الماضية، وأبلغ عن حالة أخرى في أكتوبر\تشرين الأول عندما تتبعت البحرية الملكية ثلاث غواصات روسية تبحر مع قافلة متجهة إلى سوريا تمر عبر البحر الأيرلندي، وفي الشهر ذاته اضطرت 45 مدمرة من طراز "HMS دنكان" و23 فرقاطة طراز ريتشموند من البحرية الملكية مرافقة السفن الحربية البحرية الروسية خلال عبورها القناة الإنكليزية، وكان الرئيس بوتين أمر أسطول للسفر على مرمى البصر من الساحل الإنكليزية كعرض للقوة خلال طريقهم إلى شرق البحر المتوسط ​​لدعم حملة القصف السورية.

وكان على رأس الأسطول حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف وستاري أوسكول، ولهذا حذر خبراء عسكريون أن  زيادة النشاط الاستعراضي (العضلي) من البحرية الروسية يشكل تهديدًا مباشرًا لدفاعات بريطانيا، وعلى إثر ذلك سارعت البحرية الملكية قبالة الساحل الأسكتلندي للتأكد من أي نشاط مشبوه، وسط مخاوف من أن غواصة روسية كانت تحاول تتبع واحدة من أربع غواصات بريطانية.

وحذر الدكتور أندرو فوكسل، وهو خبير في روسيا من جمعية هنري جاكسون، إذا حصلت موسكو على البصمة الصوتية التي أدلت بها واحدة من غواصات فانغارد ستكون قادرة على تتبع وإغراق أحد القوارب التي تحمل ترايدنت قبل أن يتمكنوا من إطلاق صواريخهم.

وأضاف فوكسل: "كانت روسيا قادرة على الحصول على معلومات قيمة عن سلسلة من الأوامر، والتأهب لعناصر داخل منظومة دفاع المملكة المتحدة، الغواصات الروسية التي تكمن خارج القواعد البحرية في أسكتلندا، تسعى إلى الحصول على معلومات حساسة، على البصمة الصوتية التي أدلت بها غواصات فانغارد، وإذا استطاعت روسيا الحصول على تسجيل للتوقيع، فإن ذلك سينتج تداعيات خطيرة على الردع النووي في بريطانيا، وستكون روسيا قادرة على تتبع طلائع وربما إغراقها قبل أن يتمكنوا من إطلاق صواريخهم".

وأوضح فوكسل: "كان هناك إدراكًا متزايدًا بين دول حلف شمال الأطلسي، أن هناك حاجة إلى استجابة أكثر قوة"، فيما قال متحدث باسم وزارة الدفاع: "إننا ننفق على الدفاع أكثر من أي بلد آخر في أوروبا، ننفق ما يتجاوز 2 في المائة من الانفاق المستهدف لحلف شمال الأطلسي المستهدفة ولدينا ميزانية محددة للوصول إلى 40 مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول نهاية البرلمان، كما نستثمر 178 مليار جنيه إسترليني في المعدات على مدى العقد المقبل".