لندن _ سليم كرم
قُتل عامل بريطاني، عمل سابقًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وحارب ضد جماعة "داعش" في سورية أثناء إزالة الألغام الأرضية في الرقة، وغادر جاك هولمز، 24 عاما، منزله في باركستون، دورست، في عام 2015، وعلى الرغم من عدم وجود تدريب عسكري - انضم إلى وحدة حماية الشعب الكردية.
وقد قتل بعد أسبوع من تحرير العاصمة الفعلية للمتطرّفين، وأوضحت والدته إنجي بلانين، أنّه "لقد فعل ما كان يؤمن به وكان لديه شجاعة لتنفيذ قناعاته والقيام بشيء كان يعتقد أن الغرب لم يؤديه بما فيه الكفاية، ولهزيمة "داعش"، رأى أنها ليست مجرد مشكلة سورية، أو مشكلة الشرق الأوسط، كانت مشكلة عالمية. فلقد أراد أن يذهب ويفعل شيئا حيال ذلك وليس مجرد أن يكون محارب في مجال تكنولوجيا المعلومات."
وأضافت بلانين "إنه بطل في عيني وسوف يكون دائما ذلك. كان مجرد صبي عندما غادر بريطانيا، قال لي إنه لا يعرف ما يريد القيام به في حياته. ولكن عند الوصول إلى هناك، وجد نفسه مفيدًا وله قيمة، كنت أتصل هاتفيا بجاك فقط يوم الأحد وتحدثنا عن أنه يعتزم العودة إلى دياره لحضور عيد الميلاد، حيث أن الآن يتم تحرير الرقة. وكانت محاربة داعش في سورية هي هدفه"، وأبلغت بخبر وفاته بعد ساعات من وقوعها، قالت أنه وفقا لمسئولين أكراد، فإن طفلها الوحيد كان يقوم بإزالة الألغام لمساعدة المدنيين داخل المدينة، "هذه لم تكن وظيفته ودوره، انه كان قناص. ولكن هذا هو ما كان يفعله، ولكنني أخمن انه وطأ على لغم أرضي أو انفجر لغم بالقرب منه، أنني لا أعرف. كانت عبوة ناسفة تغطي المنطقة".
واستقال السيد هولمز من وظيفته في مكتب الخدمات لشركة تقدم خدمات إلى مجلس بورنموث في يناير 2015. في مقابلة سابقة مع مايلونلين ناقش أسباب الانضمام إلى القتال ضد "داعش"، وقال إنّه "كنت أعلم عن الحرب الأهلية السورية برمتها ورأيت الحالة القاتمة التي تطورت خلال الأشهر الستة الماضية قبل أن أتي إلى هنا، كل يوم كان هناك جرائم جديدة ترتكب، سواء كان ذلك من قبل الأسد أو أمثال "داعش"، لقد سئمت من رؤية ما كان يحدث في حين أن الحكومة البريطانية وبقية الغرب لم يفعلوا شيئا ومعظم الناس لا يعرفون شيئا عن الوضع في المنطقة، لذلك أخذت على نفسي أن أتي إلى هنا وأفعل كل ما أستطيع فعله لمساعدة الناس في نضالهم. في وحدات حماية الشعب , الجميع الذين يشاركون في هذه المعركة يعتقدون ما يفعلونه هو صحيح".
وكعامل سابق في تكنولوجيا المعلومات، لم يكن لدى هولمز خبرة عسكرية سابقة، ولكنه أصبح أحد أقدم المتطوعين الأجانب في النزاع. منذ عام 2015، سافر للقتال مع الأكراد 3 مرات، وقضى أكثر من عام هناك في رحلته الثالثة، حيث شارك في بعض من أشد المعارك ضد "داعش"، وحارب في العمليات التي تهدف إلى دفع تنظيم "داعش" إلى الخروج من المدن والقرى الرئيسية بما في ذلك تل حميس ومنبج والطبقة والرقة.