لندن - ماريا طبراني
روت البريطانية تارينا شاكيل، المتهمة بأخذ طفلها والفرار إلى سورية للانضمام إلى تنظيم "داعش" المتطرف، خلال جلسات المحاكمة، قصة هروبها عبر الحدود التركية، نافية الانضمام إلى التنظيم المتطرف واتهامها بتشجيع الأعمال المتطرفة عبر "تويتر"؛ إذ تعد أول امرأة بريطانيا توجَّه إليها هذه الاتهامات بعد سفرها إلى سورية، ولا تزال محاكمتها مستمرة.
وتطرقت شاكيل إلى حياتها مع عشرات النساء في الرقة، معقل التنظيم، لمدة ثلاثة أشهر وتجربة الزواج من أحد مقاتلي "داعش"، وقد شوهدت في صورة ممسكة بسلاح ناري وكانت تضع وشاح "داعش" على طفلها البالغ من العمر 14 أشهر، وأرسلت هذه الصور إلى أصدقائها وأقاربها.
وأفاد خبير أمني لمحكمة برمنغهام بأنه في ظل حُكم التنظيم المتطرف، فإن النساء اللاتي يسمح لهن بامتلاك أسلحة يكن من أفراد شرطة لواء الخنساء النخبوية، بينما أنكرت شاكيل ارتكابها مخالفات على الرغم من اعترافها بالذهاب إلى سورية ثم كذبت لاحقا فيما يخص روايتها للسلطات البريطانية.
وزعمت في شرائط فيديو مسجلة لمقابلتها مع الشرطة والتي استمعت إليها المحكمة أنها ذهبت إلى عطلة في تركيا والتقت برجل على الشاطئ قبل أن يتم اختطافها وأخذها إلى الحدود، وأوضحت أنها اقتيدت إلى سورية مع نساء أخريات ووصلت بعد أسبوع إلى الرقة حيث عاشت مع فتيات، مضيفة: أخذونا إلى منزل كبير كان هناك نحو 60 أو 70 شخصًا، أعتقد أن هذا المكان ما هو إلا جحيمًا لقد كان فظيعًا، وكانت هناك دوريات حراسة في الخارج ولم يسمح لنا بالخروج، ولم يسمح للمرأة المسلمة بالبقاء مع رجل وحدها من دون زواج، وبقيت هناك لمدة 3 أشهر.
وتابعت شاكيل: وكانت المرأة السعودية التي تدير المكان تقول لدينا رجل جميل من أميركا أو لدينا رجل جيد من كندا، ويقولون إنه على النساء أن تظل هنا حتى تتزوج، وأنه كانت هناك امرأة أخرى تحاول الهرب وأنها ادّعت كونها بكماء حتى تحين لها فرصة الهرب.
وذهبت المرأة البريطانية إلى منزل امرأة تدعى تانيا حيث يمكنهما استخدام الإنترنت ليلاً، وبقيت معها لمدة يومين وتحدثا عن الهرب، وأوضحت لها الطريق الذي يمكنها منه أخذ حافلة، وكانت تعرف أنهم يبحثون عنها لأنها ذهبت إلى منزل تانيا، كانت تعيش في الوقت الضائع، وأوقفت سيارة أجرة وقال السائق أنه سيأتي لاصطحابها في صباح اليوم التالي، فقد أخبرته أنها ذاهبة إلى جرابلس السورية وسافرت مع امرأتين أخرتين.
وأردفت شاكيل: وتم توقيفنا وفعلت مثلما يفعلون وادعيت أن زوجي في جرابلس، وبالفعل استطعنا العبور، ونزلت السيدتين عند مخيم للاجئين ولكني طلبت من السائق متابعة الطريق لكنه كان خائفًا، وعلى بُعد كليو واحد قلت له أوقف السيارة ونزلت وأخذت طفلي وأعطيته 50 دولارًا، وجريت وكنت أرى مقاتلي داعش لكنهم لم يروني ولم يطلق أحد النار عليّ، وعندما وصلت إلى الحدود التركية وجدت سيارة جنود أتراك وطلبت منهم المساعدة.
وعادت شاكيل إلى بريطانيا على طائرة الخطوط الجوية التركية في فبراير/ شباط 2015 وتم توقيفها فور هبوطها من الطائرة بواسطة الشرطة البريطانية، وأفادت الدكتورة فلورنسا جوب من معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية للمحكمة بأنه لا يسمح للنساء في سورية بحمل السلاح إلا إذا كنّ أعضاء في الشرطة النسائية، مضيفة: هناك دوريات في الشوارع طوال اليوم ولا يسمح للنساء بحمل السلاح على أراضي داعش مالم تكن عضوة في لواء الخنساء حتى لا يكون ذلك مضيعة للأسلحة والذخيرة".
وأضافت جوب أنه لا توجد عمليات خطف مسجلة من قبل داعش خارج سورية أو العراق، بينما قال الدفاع تيموثي مولوني للدكتورة جوب: إن زواج المدعى عليها انهار قبل مغادرتها إلى تركيا، وغالبًا ما تستهدف داعش الشخصيات الضعيفة وترسم نوعًا من الأمل لجذب الأفراد.