هشاشة العظام

يعاني أكثر من 200 مليون شخص حول العالم من مرض هشاشة العظام، المعروف باسم "المرض الصامت"، وذلك وفقاً لأرقام "المؤسسة الدولية لترقَق العظام" (IOF).
 
وتنطوي هذه الأرقام على أهمية بالغة مع تحديد المجتمع الدولي ليوم 20 أكتوبر كيوم عالمي لمرض هشاشة العظام. ويتمحور التركيز حول تسليط الضوء على ما يمثَل واحداً من أكثر أمراض العظام شيوعاً وقسوةً، ويعاني منه الرجال والنساء على حد سواء.
 
وتجعل الإحصائيات المقلقة من الوقاية والتشخيص في الوقت المناسب أمراً بغاية الأهمية. ووفقاً لـ ’المؤسسة الدولية لترقق العظام‘، تتعرض واحدةٌ من كل ثلاث نساء وواحدٌ من بين كل خمسة رجال حول العالم لخطر الإصابة بكسور هشاشة العظام. ويقدّر حدوث إصابة جديدة بكسور هشاشة العظام كل ثلاث ثوان.
 
ويشير الدكتور إيهاب سعد مصطفى، أخصائي أمراض الروماتيزم لدى مستشفى "ميديور 24×7" أن هشاشة العظام يتمثل بتراجع غير طبيعي للكتلة العظمية؛ ما يوثر على كثافة وجودة العظام  ويسبَب في اكتسابها بنيةً مسامية وهشة، وبالتالي يزيد من مخاطر الإصابة بالكسور.
 
يحدث فقدان الكتلة العظمية دون أي أعراض تشير إلى حدوثه، كما أنه يتطور بصورة تدريجية. وفي الحقيقة، لا يمكن اكتشاف هشاشة العظام إلا عندما يتعرض المصابون للكسور، أو عند إجراء اختبار الكثافة العظمية.
 
وتُعدَ كسور الورك والعمود الفقري والمعصم أكثر الكسور المرتبطة بهشاشة العظام شيوعاً. ويزداد احتمال الإصابة بهذه الكسور، وخاصةً في الورك والعمود الفقري، مع تقدم العمر عند الرجال والنساء على حد سواء. كما يُعتبر العمر واحداً من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بهشاشة العظام.
 
تشمل العوامل الأخرى كلاً من الجنس؛ حيث يصيب مرض هشاشة العظام النساء أكثر من الرجال، وتاريخ العائلة المرضي، وتناول بعض أنواع الأدوية، وسوء التغذية، ونقص فيتامين (دال)، وانخفاض مستويات الكالسيوم الواردة إلى الجسم، والتدخين، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
 
التشخيص والعلاج
يُنصح بإجراء فحوصات مثل اختبار الكثافة العظمية ومقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة، للتحقق من الإصابة بهشاشة العظام. وبحسب الدكتور إيهاب، ينبغي على المرضى الذين تمَ تشخيص مرض هشاشة العظام لديهم إجراء فحوصات مخبرية تتضمن الفحوصات الكيميائية، والتعداد الكامل للدم، ومستويات فيتامين (دال)، وفحص الغدة الدرقية والبول لاستبعاد أي مسبَبات ثانوية للمرض.
 
ويتم علاج مرض هشاشة العظام بواسطة بعض الأدوية مثل فيتامين (دال) ومكمَلات الكالسيوم. لكن تبقى الوقاية أهم من العلاج.
 
وقد تلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة بهشاشة العظام. إلا أن الحمية الغذائية المُعزَزة بالأطعمة التي تنطوي على مستويات جيدة من الكالسيوم وفيتامين (دال) وغيرها من المغذَيات الهامة لنمو العظام، وتمارين تحمَل الوزن المصحوبة بالتمارين منخفضة التأثير على القلب والأوعية الدموية مثل المشي السريع والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، تعد خير بداية للوقاية من هذا المرض عندما يكون النمو العظمي في أوجه خلال مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ.