تداولت بعض الوسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين خاصةً العلمية منها، خبراً قد يحمل بعض الأمل لمن يعانون من مرض السرطان أو الذين يخشون الإصابة به، خصوصاً مع توقَع منظمة الصحة العالمية لارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان بحوالي 70 في المائة خلال العقدين المقبلين.
 
والخبر يتحدث عن إمكانية الشفاء من مرض السرطان باستخدام سمَ الدبور البرازيلي، بعد الإعلان عن أنه قد يحمل خواصاً دوائية للقضاء على الخلايا السرطانية.
 
 Polybia paulistaهو الإسم العلمي لدبور البرازيل، وهو يعيش في جنوب شرق البرازيل، إكتشف العلماء في اختباراتهم أن لسعته المؤذية بشكل عام، تقتل الخلايا السرطانية من دون الإضرار بالخلايا الطبيعية. ويحاول الخبراء الإستفادة من هذه الإكتشاف، على الرغم من عدم الترحيب الشديد بهذا الدبور، خاصةً أن سمَ الدبور البرازيلي يحتوي على ما يُعرف ب "MP1" تستخدمه الحشرات لمهاجمة فريستها أو للدفاع عن نفسها. وقد كشفت الأبحاث أنه يمكن استخدام هذا السمَ في تدمير الخلايا السرطانية دون غيرها.
 
وال MP1 يتفاعل مع جزيئات الدهون التي تتوزع بشكل غير طبيعي على سطح الخلايا السرطانية، ما يؤدي لتغرات تسمح لجيئات الخلية الحيوية بالتسرَب، لتقتل الخلايا السرطانية دون المساس بالصحية منها، حسبما توصل إليه البروفسور جوا روجييرو نيتو وزملاءه الذين عملوا على هذا الإختبار.
 
قفزةٌ نوعية في علاج السرطان
في تعليقه على الإكتشاف الجديد، يقول الدكتور بول بيلز من جامعة "ليدز" البريطانية أن هذا النوع من العلاجات قد يكون قفزةً نوعية في مجال الأدوية المضادة للسرطان، ويمكن استخدامه في تطوير العلاجات المركَبة بحيث يمكن استخدام عدة أدوية في وقت واحد للعلاج وذلك من خلال مهاجمة مناطق مختلفة من الخلايا السرطانية في الوقت ذاته.
 
وفيما أن البحث ما زال في أوله وهناك رحلةٌ طويلة سيستغرقها العلماء قبل التوصل إلى نتيجة نهاية وحتمية حول أهمية وفعالية هذا الإكتشاف، فإن الوقت ما زال مبكراً قبل بثَ الأمل المضاعف في عقول وقلوب من يعانون من هذا المرض العَضال، ويبقى الإنتظار من أجل المزيد من الأبحاث سيَد الوقف.