لخسوف القمر تأثيرات على الصحة

تسمَر العالم البارحة وعيونهم شاخصةٌ نحو السماء للإستمتاع بخسوف القمر الذي تزامنَ مع ظاهرة "القمر العملاق" نتيجة وجود القمر في أقرب جزء من مداره إلى الأرض.
 
وفيما تحوَل القمر الكبير إلى اللون الأحمر وأدهش الكثيرين، لم ينتبه هؤلاء إلى أنه لخسوف القمر تأثيراتٌ صحية لن يعرف عنها إلا القليل ممن اختبروها.
 
إليك بعض التأثيرات الصحية لخسوف القمر، الذي يتوقع العلماء حدوثه مرةً أخرى في العام 2033.
 
1. تعديل الدورة الشهرية:   تستمر الدورة الشهرية لمدة 28 يوماً عند معظم النساء، وهي قريبةٌ من دورة القمر التي تمتد 29 يوماً. لكن الدورتين قد تكونان مرتبطتان أكثر من ذلك: فبحسب دراسة تمَ نشرها في العام 2011 في المجلة العلمية Acta  الإسكندنافية المختصة بالأمراض النسائية والولادة، فقد لاحظ الباحثون أن حوالي 30% من النساء اللواتي خضعنَ للدراسة من أصل 826 حدثت لديهنَ الدورة خلال مرحلة خسوف القمر. أما المجموعة الكبرى الثانية التي حدثت لديهنَ الدورة الشهرية خلال مرحلة معينة من الخسوف فبلغت 12.5% من المشاركات.
 
2. زيادة عدد المواليد: يبدو أن القمر العملاق هو الوحيد القادر على إحداث هذا التأثير. فقد لاحظ الباحثون حوالي ألف ولادة في مستشفى خاص في كويوتو اليابانية، على الرغم من عدم إعطاء الأمهات الطلق الصناعي بعد. ووجد الباحثون أنه كلما كان القمر قريباً من الأرض حصلت ولادات أكثر، وذلك بسبب الشدَ المنغاطيسي القوي وقتها.
 
3. يعبث بالنوم: في دراسة أجرتها مجلة Current Biology، أمضى المشاركون ثلاثة أيام ونصف في مختبر للنوم حيث لم يروا أي ساعات أو ضوء خارجي، وطُلب منهم النوم والإستيقاظ كما يفعلون دائماً. وجمع العلماء السويسريون معطيات النوم لحوالي 33 شخصاً وقارنوها مع مراحل خسوف القمر، ليجدوا أنه في الأيام الأربعة قبل وبعد الخسوف، إحتاج المشاركون في الدراسة إلى خمسة دقائق إضافية للنوم العمبق، كما أنهم ناموا أقل عن المعدل الطبيعي بعشرين دقيقة وشهدوا انخفاضاً بنسبة 30% من النوم العميق. كما انخفض لديهم هرمون ميلاتونين المحفَز على النوم، وهذه أولى الدراسات التي توجد علاقةً بين النوم والساعة القمرية، ويسعى الباحثون إلى متابعة النوم لمدة ثلاثين يوماً عند الأفراد.
 
4. التأثير على نتائج العمليات الجراحية: وجد الباحثون أن المرضى الذين أُجريت لهم عمليات جراحية طارئة في القلب سجلوا إقامات أقصر في المستشفى خلال خسوف القمر عن الأيام الأخرى. كما أنهم سجلوا أيضاً نسبة وفاة أقل من المرضى الذين أجروا العملية ذاتها خلال مرحلتين آخرتين من خسوف القمر. وبحسب دراسة في العام 2013 في مجلة  Interactive   Cardiovascular and Thoracic Surgery فإن المرضى الذين أجروا عملية القلب خلال مرحلة القمر الكامل أمضوا عشرة أيام في المستشفى بمعدل أربعة أيام أقل عن المرضى الآخرين الذين أجروا العملية نفسها خلال دورات قمرية أخرى. لكن للأسف، لا يمكن تحديد موعد لعملية القلب الطارئة لتحقيق هذه المنفعة!