الأغذية التي تساعد على النمو

تتمنى كل أم أن ينمو طفلها بشكل طبيعي، فتترقب عن كثب تطوره الجسدي والعقلي والنفسي خلال السنين، وفي حال ملاحظة أي اختلال تركض به من عيادة لأخرى ساعية وراء العلاجات الممكنة. ويشكّل طول الطفل إحدى علامات النمو الهامة التي يجب على كل أم متابعتها بانتظام باستخدام جدول الطول البياني حيث أن القصور في النمو قد يعكس حالة مرضية أو سوء تغذية أو عوامل أخرى تعرقل نمو الطفل بالشكل الطبيعي والتي يشكل الكشف المبكر عنها أهم خطوة باتجاه العلاج.

ويشار أنه في الحالات الطبيعية يزداد طول الطفل على دفعات وليس بصورة متواصلة، وأن أسرع فترات نمو للإنسان هي الفترة ما بين الولادة إلى عمر سنتين، ثم في فترة المراهقة، بين عمر 11-12 للبنات و 13-14 للأولاد. 

ويتوقف نمو البنات بالتقريب في عمر 15 أو 16، والأولاد بين عمر 18-20 عاما.
وتعتبر هذه الفترات المذكورة سابقا حرجة حيث أن الضغوطات البيئية التي يتعرّض لها الطفل أو المراهق فيها مثل سوء التغذية أو الأزمات النفسية تسبب تراجعا ملحوظا في سرعة النمو. 
ووفقا لعدد من دراسات التوائم، فإن 60٪ -80٪ من قامة الإنسان تعتمد على العوامل الوراثية، أما طول الشخص النهائي فيعتمد على التفاعل بين الوراثة والعوامل البيئية التي من أهمها التغذية السليمة والتي تبدأ منذ تكوين الجنين، حصول الأطفال والمراهقين على قسط كافي من النوم وكذلك الراحة النفسية.

وتشير الدراسات أن توفير العوامل البيئية المثلى تدفع الشخص بأن تصل قامته إلى الطول الأقصى المقرر وراثيا والتي في غيابها يتعرقل النمو ويتسبب بقصر في الطول. وبينما لا يمكن تعديل المخزون الوراثي، الا أنه بيدك توفير العوامل البيئية التي تساعد طفلك ان يكسب جميع السينتمترات المحددة له وراثيا. 

وفيما يلي أهم العوامل الغذائية التي تساعد في النمو واكتساب الطول: 

• تناول يوميا ثلاث حصص من منتجات الحليب إن منتجات الحليب غنية بالبروتين وبمعدن الكالسيوم الضروريان للنمو السليم. ولتفادي السمنة وارتفاع الكولسترول، ينصح باستخدام منتجات الحليب المخفّضة الدسم منذ بلوغ الطفل العامين من العمر. 

وتعرّف الحصة الواحدة ب:
- كوب من الحليب 1% دسم 
- كوب من اللبن 1.5% دسم
- 85 غرام من الجبنة أو اللبنة 5 % دسم 
- شرحة من الجبنة الصفراء 5% دسم
• الحصول على كمية كافية من فيتامين D: 

فيتامين D هو فيتامين ضروري لطول القامة، ومن أهم وظائفه المساعدة في امتصاص الكالسيوم، نمو العظام، وتقوية جهاو المناعة.ولا يتوفر فيتامين D بكميات كافية في المنتجات الغذائية، حيث أننا نحصل على 90% من فيتامن D الذي يحتاجه الجسم عن طريق أشعة الشمس.

ويمكن الحصول على احتياجات الجسم لهذا الفيتامين عن طريق التعرّض المباشر لأشعة الشمس لبضع دقائق يوميا، أو عن طريق مكملات فيتامين D على شكل سائل أو أقراص. 
في حالة حدوث تراجع في سرعة نمو القامة، ينصح بإجراء فحص دم لفيتامين D ومعالجته بإشراف الطبيب المعالج.

• استهلاك الخضار والفواكه:

قد لا يخطر علة بالك أن الفواكه والخضار من شأنها أن تزيد من طفلك طولا، الا أن الدراسات تشير أن الحصول على كميات كافية من فيتامين A و C المتواجدة بوفرة في الخضار والفواكه تساعد الطفل في اكتساب جميع السنيمترات المحددة له وراثيا. 

ويحتاج الأطفال والمراهقون ثلاث إلى خمس حصص من الفواكه والخضار يوميا لتلبية تلك الاحتياجات الغذائية للفيتامينات. 

ومن الخضار والفواكه الغنية بهذه الفيتامينات البطاطا الحلوة، الجزر، القرع، الخضار الورقية مثل السبانخ والبقدونس والملوخية، المشمش، الشمام، الفلفل الحلو، والمانجا.
• وفر كمية كافية من البروتين:

يشكل البروتين أهم العناصر الغذائية للنمو حيث أنها تعمل على بناء أنسجة الجسم وصيانتها وتجديد ما تلف منها. 
من المهم أن يحصل الأطفال والمراهقين على كمية كافية من اللحمة أو الدجاج أو السمك تعادل مقدار كف يده. 

كما ويمكن استبدال اللحوم بالبقوليات مثل العدس أو الحمص أو الفول. وبلا شك أن البيض والأجبان والتونا تعتبر مصادر بروتينية أضافية هامة للنمو. 

وبينما يبدو الحصول على البروتين سهلا، الا أن الأطفال والمراهقين الذين يعتمدون في غذائهم الحلوى والنقرشات المصنعة والمشروبات الغازية كبديل للوجبات الغذائية يتعرّضون لنقص مزمن في البروتين قد يكون قصر القامة أحدى أعراضه. وبالإضافة إلى العوامل الغذائية المذكورة سابقا، لا بد من التركيز على أهمية النوم حيث يحدث 90 % من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين خلال فترة النومبسبب إفراز هرمون النمو أثناء النوم المتواصل في الليل.

ومن جانب آخر، يقدّر العلماء أن النشاط الجسدي للأطفال والمراهقين له تأثير إيجابي على الطول قد يصل إلى 20%.

إن النشاطات الجسدية المختلفة مثل المشي، الركض، السباحة، لعب الكرة، ركوب الخيل، ركوب الدراجة الهوائية، أو الرقص تساعد في نمو الجسم واكتساب الطول.

وبينما يخاف أولياء الأمور من تأثير حمل الأثقال على طول المراهقين، الا أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تؤكد أن رفع الأثقال لا يؤثر سلبا على معدّل طول المراهق أن يتم بعد إجراء فحوصات طبية من أجل استبعاد أية حالات مرضية تتعارض مع المجهود الجسدي وبشرط أن يتم تحت إشراف مدرب رياضي مختص يحدد التمرينات والأوزان المناسبة للمراهق.