واشنطن - فلسطين اليوم
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مسئولين أفغان وغربيين أنه بعد 14 عاما من إلحاق الولايات المتحدة وحلفائها هزيمة ساحقة بمتشددي تنظيم "القاعدة" من أفغانستان، عادت البلاد لتصبح ملاذا للجماعات المتطرفة، وأحد أسباب ذلك المراقبة غير الكافية لأراضيها الشاسعة
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني – إنه في أوج تواجدهم العسكري قبل خمسة أعوام، قامت الولايات المتحدة والحلفاء بتشغيل 852 قاعدة وموقعا متقدما في جميع أنحاء أفغانستان، حيث عمل الكثير من مخبريهم وطائراتهم بدون طيار ومناطيد التجسس لديهم على مراقبة حتى المناطق النائية من البلد الكبير المتسم بطبيعة قاسية
وأضافت الصحيفة أن هذه القدرات التجسسية ذهبت بوجه عام، فبحلول شهر سبتمبر الماضي تم إغلاق أو تجريف كل المنشآت، التي تحتوي على الشبكة الممتدة لجمع المعلومات الاستخباراتية ما عدا 20 منشأة تم سليمها للحكومة الأفغانية
وفي ظل عدم خضوع المساحة الكبيرة من أراضي أفغانستان للرقابة بشكل منتظم فإن المسئولين الأفغان والغربيين يخشون من إمكانية أن يجد مزيد من المتطرفين من تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من الجماعات المتشددة المأوى داخل حدود البلاد
ونقلت الصحيفة عن مسئول في القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان قوله "لقد خسرنا أعيننا وآذاننا. لقد جفت المصادر التي كانت تقدم لنا التقارير من الأقاليم
وفي مؤشر على قدرة المتشددين على النمو والتحرك دون أن يتم رصدهم خارج المراكز الحضرية الرئيسية في البلاد، اكتشف الجيش الأمريكي في شهر أكتوبر الماضي معسكر تدريب للقاعدة يقع على مساحة تبلغ 30ميلا مربعا في منطقة بعيدة غير مأهولة بكثير من السكان بإقليم قندهار الواقع في جنوب البلاد
وقامت قوات العمليات الخاصة الأمريكية بإزالة المعسكر الذي وصفه مسئولون على أنه ربما كان المنشأة الأكبر للقاعدة في أفغانستان منذ الغزو الأمريكي للبلاد في عام 2001م
وقال الجنرال جون كامبل، القائد الأمريكي للقوات الدولية العاملة في أفغانستان، إن وجود مثل هذه المنشأة الكبيرة أظهر أن المتشددين الإسلاميين لا يزالون مستعدين – وقادرين – على تأسيس قواعد في مناطق من أفغانستان حيث لا توجد سيطرة للحكومة
وأضاف الجنرال كامبل "أعتقد أنهم يريدون مواصلة النمو. فلقد ساعدت الفجوة الاستخباراتية أيضا حركة "طالبان" على شن هجمات مفاجئة واسعة النطاق واجتياح مناطق وقتل أعدادا كبيرة من القوات الأفغانية. وهذا يتكلف أرواحا أكثر مما يجب أن يكون عليه الحال
ولا تعتبر "طالبان" و"القاعدة" الجماعتين المتشددتين الوحيدتين اللتين يبدو أنهما تستغلان الفجوة الأمنية، فهناك آلاف من المتشددين الإسلاميين في وسط وجنوب آسيا عبروا إلى داخل أفغانستان دون رصدهم هذا العام بعد مهاجمة قوات الجيش الباكستاني لملاذاتهم في باكستان
وقال مسئولون أمنيون أفغان وأمريكيون إن هذه الجماعات تشمل مقاتلي حركة أوزبكستان الإسلامية وأفراد جماعتي "تحريك طالبان باكستان" و"عسكر طيبة
وقال مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني، حنيف أتمار، إن الخفض الكبير لقدرات مكافحة الإرهاب في أفغانستان ساعد على تمدد الجماعات المتطرفة
وفي ظل محدودية شبكة الاستخبارات الخاصة بالحكومة، لا يعلم أحد بشكل مؤكد عدد المتشددين الأجانب في أفغانستان رغم تحديد تقديرات المسئولين الأفغان والأجانب لعددهم بأنه يتراوح ما بين 5 إلى 7 آلاف
ومع ذلك فإن خطر المقاتلين الأجانب المتدفقين على أفغانستان كان جليا في شهر سبتمبر الماضي عندما استولت "طالبان" لفترة وجيزة على مدينة قندوز الواقعة في شمال أفغانستان، مما صدم حكومة كابول والقوات الدولية حيث كان مقاتلي الحركة مدعومين من قبل متشددين أوزبكيين وباكستانيين
ولا يعد تواجد المقاتلين الأجانب في أفغانستان أمرا جديدا؛ لكن عودة "طالبان" للظهور تعني وجود بيئة أكثر تقبلا لهم تزيد من نشاطهم. ويعتبر الدعم الاستخباراتي الأمريكي للجيش الأفغاني مقتصرا حاليا على معلومات من أجل عمليات عسكرية محددة تقوم بها قوات العمليات الخاصة الأفغانية.