جنيف ـ فلسطين اليوم
وصل وفد يمثل مجموعة المعارضة السورية الرئيسية إلى جنيف أمس السبت ليحدد إن كان سينضم إلى ممثلي الحكومة السورية في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وقال رياض نعسان أغا المتحدث باسم المعارضة إن الفريق المؤلف من 17 شخصا يضم رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المشكلة من ممثلين للمعارضة السياسية والمسلحة للرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول الهيئة العليا للمفاوضات وهي مجموعة المعارضة المدعومة من السعودية إنها ترغب في مناقشة قضايا تشمل وقف حملات القصف التي تشنها روسيا والحكومة السورية قبل أن تشارك في محادثات السلام التي انطلقت يوم الجمعة في جنيف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الضربات الجوية الروسية في سوريا أودت بحياة ما يقرب من 1400 مدني منذ بدأت موسكو حملتها الجوية قبل حوالي أربعة أشهر.
وقال أغا لرويترز "ذاهبون إلى جنيف لاختبار جدية المجتمع الدولي في وعوده للشعب السوري وجدية النظام في تنفيذه للمستحقات الإنسانية."
وتابع قائلا "نريد أن نظهر أمام العالم جديتنا نحو المفاوضات لإيجاد حل سياسي."
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم السبت إن محادثات جنيف يجب أن تضمن الحفاظ على حقوق الانسان بينما يسعى المشاركون لتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
وأضاف في بيان أرسل لرويترز "لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات."
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إنه ليس من المتوقع اجراء محادثات مباشرة في جنيف مشيرا إلى أن الامر سيقتصر على محادثات غير مباشرة.
وأضاف جاتيلوف أنه لا توجد شروط مسبقة للمحادثات السورية وأن موسكو ترحب بقرار منسق المعارضة السورية رياض حجاب بالمشاركة في محادثات جنيف. وعارضت روسيا أيضا تشكيلة وفد المعارضة في المحادثات قائلة إنه يضم مجموعات تعتبرها ارهابية.
* الأمم المتحدة تحدد أهدافا
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق إن الهدف سيتمثل في إجراء محادثات على مدى ستة أشهر تسعى أولا لوقف إطلاق النار ثم العمل نحو إيجاد تسوية سياسية للحرب التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين وجرت إليها قوى عالمية.
وقال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة فيلت إم زونتاج "سيتضح جليا عند الجلوس إلى مائدة التفاوض ان كان الجانبان مستعدان لتقديم تنازلات مؤلمة كي تتوقف عمليات القتل ويتاح للسوريين فرصة لمستقبل أفضل في بلادهم."
ومن بين مطالب الهيئة العليا للمفاوضات السماح لقوافل المساعدات بدخول المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة حيث يعيش الآلاف في ظروف صعبة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية يوم السبت إن 16 شخصا ماتوا جوعا في بلدة مضايا التي تحاصرها الحكومة منذ وصلت قوافل إغاثة إليها هذا الشهر وألقت باللائمة على السلطات في منع وصول الإمدادات الطبية.
وقال مدير عمليات أطباء بلا حدود بريس دو لافيني في بيان "من غير المقبول على الاطلاق أن يظل الناس يموتون من الجوع وان تظل الحالات الطبية الحرجة في البلدة بينما كان يتعين اجلاؤها قبل أسابيع."
وقال أغا إن وفد المعارضة الذي يضم رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات وأسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض لن يطالب بوقف تام للعمليات العسكرية لكنه سيدعو إلى "وقف قصف الأسواق والمستشفيات والمدارس بدون تمييز من النظام وداعميه الروس."
وتنفي روسيا وسوريا مرارا استهداف المدنيين وتقولان إنهما تحرصان على تفادي قصف المناطق السكنية.
في الوقت نفسه استمر يوم السبت القصف الجوي الروسي دون هوادة في شمال سوريا وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين المناطق المستهدفة قرى ومدن تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب قرب الحدود مع تركيا.
* غارات جوية وقصف
وأورد المرصد كذلك أنباء عن غارات جوية روسية على ريف حمص وفي محافظة دير الزور بشمال البلاد حيث أفاد سكان بمقتل العشرات في هجمات جوية على مدن تسيطر عليها الدولة الإسلامية في الأراضي المتاخمة أيضا للحدود العراقية.
وقال متحدث من المعارضة من منطقة على الحدود التركية إن 40 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال أصيبوا حين قصف الجيش مخيما يؤوي نحو ثلاثة آلاف شخص من النازحين.
واستمرت الاشتباكات العنيفة أيضا في ريف اللاذقية حيث مكّن الجيش السوري مدعوما بقصف روسي مكثف في منطقة جبلية وعرة الحكومة من استعادة معظم مناطق الريف القريبة من معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وفي تصريحات منفصلة قبل التوجه إلى جنيف قال الزعبي إن وفد المعارضة لن يشارك في أي مفاوضات قبل اتخاذ هذه الاجراءات التي ستظهر حسن النوايا. وتتمسك المعارضة بأن تشمل هذه الإجراءات وقف قصف المدنيين.
وأضاف لرويترز أن محادثات جنيف لن تنجح ما لم تتخذ خطوات ملموسة.
وقال إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعطى تأكيدات عبر الهاتف لقيادة الهيئة العليا للمفاوضات قائلا إن واشنطن تدعم فترة انتقال سياسي مدعومة من الأمم المتحدة لا وجود فيها للأسد . وهذه مسألة مثار خلاف ين الأطراف المتحاربة.
وتتعرض الهيئة العليا للمفاوضات لضغوط أيضا من الجماعات المسلحة الرئيسية الممثلة بداخلها من أجل عدم الاذعان للضغوط الغربية التي تنظر اليها على انها استسلام. وهددت بعض جماعات المعارضة المسلحة بالفعل بالانسحاب من الهيئة.
نقلا عن أ. ش .أ