الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند

دعا الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والكازاخستاني نور سلطان نزارباييف الجمعة في استانا الى تهدئة الوضع في اوكرانيا والى تكثيف المبادلات الاقتصادية والجامعية بين بلديهما.

وغداة خطاب حاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم فيه الغرب بالمسؤولية عن النزاع في اوكرانيا دعا الرئيس الفرنسي الى "وقف التصعيد الشفوي في البداية ثم العسكري" وذلك في اليوم الاول من زيارة رسمية لكازاخستان تستمر 48 ساعة.

وقال الرئيس الفرنسي "سنعمل معا على ايجاد كل النقاط التي تتيح تهدئة الاوضاع" مشيرا الى "مخاطر جدية على اقتصاد المنطقة باسرها".

من جانبه اعتبر نزارباييف الذي يحكم بلا منازع كازاخستان، الجمهورية السوفايتية السابقة، منذ اعلان ستقلالها عام 1991، انه من غير المناسب "اثارة غضب روسيا" داعيا الى ايجاد "تسوية للخروج من هذا المازق".

ومع اعترافه بان موسكو "استهانت بكل القوانين الدولية" في اوكرانيا اعتبر ان "الانذارات الاخيرة" ليست "الحل الامثل" وقال ان "ما حدث في اوكرانيا مرفوض تماما لكن لا اعتقد ان علينا العودة الى الحرب الباردة".

واعرب نزارباييف عن الامل في "انهاء العقوبات" الدولية المفروضة على موسكو.

وتعليقا على ذلك اوضح دبلوماسي غربي ان "العقوبات التي تضرب روسيا تضرب ايضا كازاخستان" التي لا يزال اقتصادها مرتبطا بشدة بجارها القوي.

وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية ذكر فرنسوا هولاند بان كازاخستان تعد بالفعل "اكبر اقتصاد في آسيا الوسطى" وانها يمكن ان تصبح "من الدول الخمس الكبرى المصدرة للوقود بحلول عام 2020" وان "تنضم الى نادي القوى الاقتصادية الكبرى الثلاثين بحلول 2050".

وقال امام منتدى لرجال الاعمال ان "فرنسا على استعداد لمرافقتكم في هذا الطريق" مشيرا الى انه رغم كونها ثالث مستثمر اجنبي في كازاخستان الا انها مازالت المصدر التاسع لهذا البلد ومؤكدا انها تريد "تحقيق تقدم".

وهذا ما يبرر الحجم الكبير لوفد الشركات الكبرى والصغرى الذي يرافق هولاند في زيارته، والذي يمثل حوالى خمسين شركة تسعى لتحقيق مكاسب في قطاعات متنوعة تتراوح من ادارة المياه والنفايات الى المواصلات مرورا بالطيران والفضاء والبناء، وكذلك الصناعات الغذائية والطاقات المتجددة والصحة والسياحة.

وتعكس قائمة الشركات حجم الطموحات حيث يضم الوفد مجموعات مثل شركة الكهرباء الفرنسية وشركة جي دي اف سويس للغاز، فيوليا، سويس للبيئة، ايرباص، بيجو، سانوفي، الشركة الوطنية للسكك الحديد (اس ان سي اف)، ايفاج، فينشي، اريفا، توتال وغيرها.

المحور الثالث للزيارة هو تطوير التعاون الجامعي والعلمي مع وجود ممثلين عن عشرين جامعة ومؤسسة فرنسية للتعليم العالي ضمن الوفد.

لكن تبقى هناك مسالة حقوق الانسان التي تتسم بحساسية في كازاخستان التي تحتل المرتبة 161 من اصل 180 في الترتيب العالمي لحرية الصحافة للعام 2014 الذي وضعته منظمة مراسلون بلا حدود. كما نددت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في تموز/يوليو 2013 بافلات قوى الامن في هذا البلد من العقاب وبممارسة التعذيب بشكل اعتيادي في مراكز الاعتقال فيه.

في هذا الاطار دافع نزارباييف عن اداء بلاده في هذا الملف معتبرا ان حقوق الانسان "اكثر احتراما" في كازاخستان منها "في بعض الدول الاوروبية".

وقال ان "الحقوق الاساسية، اي الحق في العمل والحق في العيش تحت سقف، كل هذه الحقوق مكفولة ولا توجد رقابة او تمييز سياسي".

وتوجه هولاند ونزارباييف في المساء الى الماتي المحطة الثانية من زيارته لكازاخستان.

ولم تستقبل هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منذ استقلالها سوى رئيسين فرنسيين هما فرنسوا ميتران في ايلول/سبتمبر 1993 ونيكولا ساركوزي في تشرين الاول/اكتوبر 2009.

وتستند استانا الى موقعها الجغرافي لتسعى الى تاكيد دورها كدولة محورية عند اطراف روسيا والصين.

وهي تعتبر المنتج الاول لليورانيوم في العالم ومزود المحطات النووية الفرنسية وهي تملك ثروات من النفط والمنغانيز والحديد والكروم والفحم، غير انها تعمل كذلك على تنويع اقتصادها وتحديثه بشكل سريع.

أ ف ب