بالي ـ فلسطين اليوم
رحب منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس لتحالف الحضارات في بيان صدر في ختام أعماله هنا اليوم، بنتائج المؤتمر التمهيدي لمنتدى الأمم المتحدة العالمي السادس لتحالف الحضارات والاجتماع السنوي لنقاط الاتصال الذي عقد في دولة قطر (29-30أبريل 2014)، وبالوثيقة الختامية للمؤتمر (إعلان الدوحة)، وكذلك بالأعضاء الجدد في "مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات".
وقد ترأس وفد دولة قطر خلال أعمال المنتدى سعادة السيد أحمد بن عبدالله نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء.
وأشاد المنتدى في بيانه الختامي، بالجهود المتواصلة التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، والممثل السامي لتحالف الحضارات سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر تعزيزاً للمزيد من التفاهم والاحترام المتبادل بين الحضارات والثقافات والأديان.
وأكد المنتدى على الالتزام بالنهوض بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة لتحالف الحضارات على أساس التقرير المؤسس الذي قدمه الفريق رفيع المستوى في عام 2006، والاعتراف بالدور الرائد للأمم المتحدة لتحالف الحضارات في تعميم دعائمها الأربعة، وهي: الشباب، والتعليم، والإعلام، والهجرة ، وكذلك على دور المجالات الجديدة التي يجب التركيز عليها التي حددها الممثل السامي، مثل التنمية المستدامة والفنون والرياضة والترفيه، بوصفها تعبيراً إنسانياً يسهم في الجهود العالمية للأجندة المتعلقة بتعدد الثقافات، وعمل الأمم المتحدة بشكل أوسع، مثل منع نشوب النزاعات والوساطة حسب ما يقتضي الحال وفي حدود التفويض.
ونوه بأهمية تنفيذ أهداف التحالف على المستوى الوطني من خلال تنفيذ الأعمال على المستوى المحلي، أو من خلال الاستراتيجيات الوطنية للحوار بين الثقافات مع القيادة الحكومية الفاعلة وبالتعاون مع المجتمع المدني.
وثمن المنتدى الجهود الإقليمية لإثراء الحوار بين الثقافات والتعاون بين البلدان، خاصة: تقديم خطة العمل الثانية للبحر المتوسط ، وبرنامج "فاس" للمجلس النيابي للبحر المتوسط الذي يهدف إلى تعزيز التعاون المتبادل والتفاهم بين المجالس النيابية لأعضاء منطقة البحر المتوسط ككل، وأيضاً خطة العمل الثانية لجنوب شرق أوروبا، ونتائج الاستراتيجية الإقليمية لأمريكا اللاتينية التي أقرها وزراء وممثلو المنطقة، وانطلاق التشاور الإقليمي في منطقة الدانوب والبحر الأسود، والقوقاز الجنوبية وآسيا الوسطى، وتبني الاستراتيجية الإقليمية العربية التي وضعتها الجامعة العربية.
كما أكد منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس لتحالف الحضارات على دعم أولويات الممثل السامي، والخطة الاستراتيجية (2013-2018)، والالتزام بالدعائم الأربع لأنشطة التحالف المبينة في تقرير الفريق رفيع المستوى، وتحديداً الشباب والتعليم والإعلام والهجرة، إضافة إلى المجالات الجديدة التي تحتاج إلى تركيز والتي حددها الممثل السامي.
وأعلن المنتدى عن دعم الممثل السامي لمواصلة البرامج ضمن هذه الدعائم الأربع ونشاطاتها التي تم إقرارها،وكذلك الجوانب الأخرى التي شدد عليها تقرير الفريق رفيع المستوى، بهدف دفع قدرة التحالف ليكون بمثابة أداة لمنع العنف وتعزيز التصالح، إضافة إلى زرع قيم الاعتدال، لاسيما في سياق التوترات والصراعات التي تحدث على أساس الهوية، وكذلك تشجيع تحالف الحضارات في إطار تفويضه على مواصلة تناول الصراعات السياسية والاجتماعية العالمية السائدة، من خلال العمل في المبادرات التي تسهم في خلق أمل متجدد من أجل مستقبل أفضل وسلمي.
وفي هذا الشأن، أعلن المنتدى أن التحالف سيواصل معالجة خطوط التماس بين المجتمعات والجماعات من خلال إعادة التأكيد على نموذج التنوع الثقافي على أساس المساواة في الحقوق والاحترام المتبادل والتفاهم والتلاحم.
وأعلن الاعتراف بالتنوع الطبيعي والثقافي في العالم، والإقرار بأن جميع الثقافات والحضارات يمكن أن تسهم في التنمية المستدامة، ومن ثم رحب بقرار الممثل السامي إدراج مفهوم التنمية المستدامة، وإدماج أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كمجال محوري جديد للتحالف، باعتباره وسيلة لتحقيق أهدافه وتفويضه.
ورحب منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس لتحالف الحضارات في بالي بالجهود المتواصلة التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، والممثل السامي لتحالف الحضارات سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر تعزيزاً للمزيد من التفاهم والاحترام المتبادل بين الحضارات والثقافات والأديان عن طريق جملة أمور، من ضمنها: مشاريع عملية في المجالات ذات الأولوية للشباب والتعليم والإعلام والهجرة، بالتعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الإعلامية والمؤسسات والمجتمع المدني بشكل عام.
ونوه المنتدى في بيانه، بالجهود التي يبذلها سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، منذ توليه قيادة التحالف في فبراير عام 2013 من أجل تعزيز التحالف، وتوسيع عضويته، وتطوير الأعمال المحلية والوطنية والإقليمية على أرض الواقع وعلى نطاق عالمي، والتي تشمل مجموعة واسعة من أصحاب الشأن والشركاء والجمهور.
وقال البيان، "وإذ نضع في الاعتبار التواجد المتزايد للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، بما في ذلك تعاونها مع الوكالات والإدارات الأخرى، وعملها المتزايد مع مجموعة الدول الأصدقاء، ومنظمات المجتمع المدني والمجال الأكاديمي نؤكد أنه في هذه المرحلة التي تتميز بتغيرات عالمية أصبح خلالها عالمنا أكثر ترابطاً من أي وقت مضى، فلا بد من التأكيد على أهمية القيم الجماعية والمشتركة كعامل توحيد في العالم الذي يواجه تحديات عديدة في مسألة التعايش".
وأكد البيان الالتزام بالأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك الاتفاقيات الدولية الأخرى ذات الصلة كإعلان اليونيسكو العالمي للتنوع الثقافي، والالتزام أيضا بأهمية الأهداف والمبادئ التي تمت الإشارة إليها في تقرير الفريق رفيع المستوى والتأكيد على أهمية حقوق الإنسان من أجل النهوض بأهداف الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، والتي تتضمن حرية الفكر والعقيدة والدين طبقاً لتفويضها والقانون الدولي.
وعبر البيان عن إدراك المنتدى بأن الثقافات والحضارات والأديان تساهم في إثراء البشرية، وأن التنوع الثقافي العالمي هو إثراء يجب الاعتزاز به من قبل الجميع كعامل من عوامل السلام والتنمية بين شعوب الدول المختلفة، مشدداً على أن جميع بني البشر ولدوا أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، ولديهم القدرة على الإسهام البناء في تنمية ورفاهية مجتمعاتهم، وأن أي تمييز عنصري أو تعصب ديني يتنافى مع الأهداف الرئيسة للأمم المتحدة لتحالف الحضارات".
وأكد المنتدى على الارتباط الوثيق بين قيم وأهداف تحالف الحضارات والعملية الديمقراطية، والتعبير عن الدعم لتعزيز هذا النوع من الارتباط من خلال مشاريع وأنشطة تحالف الحضارات، معبراً عن إدراكه بأن السلام والاستقرار والوئام بين الثقافات والتنمية المستدامة هي أمور مترابطة بشكل وثيق، يعزز كل منها الآخر، كعوامل رئيسة لتحقيق بيئة مواتية للازدهار وحقوق الإنسان.
كما أعلن المنتدى عن دعم دور التحالف كنصير ومروج لنهج جديد ومبتكر يعزز الحوار بين الثقافات والأديان في مختلف المجالات بمشاركة نشطة وعلى قدم المساواة بين الرجال والنساء، وإدراك اهمية المساهمة الهامة في النقاش التي يقدمها الشباب، والترحيب بالتزامهم بأن يكونوا قدوة يحتذى بها في تعزيز القيم الجماعية المشتركة من خلال التعليم والإعلام والهجرة وإدراك المساهمة الهامة لعمل التحالف مع الشركاء في بالي لتطوير وإطلاق قاموس للمصطلحات الإعلامية الودية التي تغطي الهجرة.
وأقر البيان بأهمية المنتدى العالمي السنوي، الذي يشمل مجموعة الأصدقاء والشركاء، جنباً إلى جنب مع كبار الشخصيات من مختلف المجالات، بما في ذلك مشاركة الشباب والمجتمع المدني، كوسيلة لتعزيز تحالف الحضارات من قبل جميع أصحاب المصلحة والتواصل مع القواعد الشعبية، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية استمرار الالتزامات المالية التي وعدت بها مجموعة الأصدقاء وتواصل الدعم المالي، فضلاً عن الأشكال الأخرى من الدعم.
ورحب المنتدى في بيانه الختامي بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 67/104 بتاريخ 17 ديسمبر 2012، الذي ينص على "أن الفترة 2013 2022 هي العقد الدولي للتقارب بين الثقافات"، والذي يقدم للدول الأعضاء الفرصة لتعزيز أنشطتهم المتعلقة بالحوار بين الديانات والثقافات، وتعزيز التسامح والتفاهم المشترك، وكذلك تعزيز الاعتدال بوصفه قيمة داخل المجتمع لمواجهة التطرف مع ضمان حماية وتعزيز جميع حقوق الإنسان لكافة الأشخاص، مشدداً على أهمية دور اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية في تعزيز هذه القيم وضرورة توثيق التعاون بينهما، لاسيما العمل والتنسيق مع منظومة الأمم المتحدة.
وأكد المنتدى، دعمه للأمم المتحدة لتحالف الحضارات وممثلها السامي، كما أقر المبادرات تم إطلاقها والتي تسعى إلى ترسيخ وتعزيز وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم ، ومنها "مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان"، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين الأديان والثقافات في فيينا، وعملية اسطنبول بشأن تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان 18/16، وخطة عمل الرباط ، ومؤسسة آنا ليند اليورومتوسطية للحوار بين الثقافات.
ودعا منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس لتحالف الحضارات، إلى التنفيذ الكامل للإعلانات والالتزامات التي قطعت في بالي، معرباً عن قناعته بأنه قد حقق الهدف الرئيس المتمثل في جعل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات مشروعاً عالمياً حقيقياً بأهداف شاملة ، ورفع مستوى الوعي مع الحاجة الملحة لتعزيز القيادة المسؤولة في جميع مجالات العمل.
وقال البيان، "إنه بالإضافة إلى مسؤوليات كل منا تجاه مجتمعه، فإن لدينا مسؤولية جماعية لإعلاء مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والعدالة على الصعيد العالمي"، منوهاً في الوقت ذاته بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 46/14 الصادر في 10 نوفمبر2009، الذي تم اعتماده بالإجماع ، ويقر ويرحب بجهود تحالف الحضارات، ويعبر عن دعمه لمشاريعه العملية.
وأكد البيان، أن منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات سيواصل، من خلال تفويضه، التصدي للأوضاع الاجتماعية والعالمية السائدة، بالعمل جنباً إلى جنب مع كل المبادرات القائمة التي ستساهم في خلق أمل متجدد لسلام مستقبلي أفضل، والتصدي للأوضاع في مناطق التماس بين المجتمعات والجماعات ، وإعادة التأكيد في الوقت ذاته على نموذج التنوع الثقافي الذي يستند إلى الاحترام المتبادل، والتفاهم والتلاحم.
وأشار البيان إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 68/126 المتعلق بتشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والتعاون من أجل السلام، والقرار 68/170 المتعلق بحرية الأديان أو المعتقد والاعتراف بالمساهمة القيمة للحوار بين الثقافات والأديان، والتي تؤدي إلى تحسين الوعي والفهم للقيم المشتركة لكل البشر، التي تتضمن التسامح والتعددية والاحترام المتبادل، معبراً عن الدعم للمبادرات المختلفة التي تبنتها العديد من البلدان والمناطق في سبيل النهوض بمثل هذا الحوار.
كما أشار إلى قرار الجمعية العامة رقم 36/55 الصادر في 25 نوفمبر 1981، حيث صدر الإعلان العالمي لإنهاء كافة أشكال التمييز والتعصب القائمة على أساس الدين والمعتقد، وإعادة التأكيد على قرارات الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بحرية الدين والمعتقد ومحاربة التعصب والصور النمطية السلبية، والوصم بالعار والتمييز والتحريض على العنف، والعنف ضد الأشخاص على أساس الدين أو المعتقد، وتدنيس دور العبادة بما في ذلك الأماكن الدينية، التي تتضمنها قرارات الجمعية العامة 68/169 و 68/170 وقرارات مجلس حقوق الإنسان16/13 و16/18 الصادرة في مارس 2011.
(قنا)