متعاطي المخدرات في أفغانستان

ارتفع عدد متعاطي المخدرات في افغانستان الى ما يقارب الضعف منذ 2012 ليصل الى عدد قياسي قدره ثلاثة ملايين شخص في هذا البلد الذي يعتبر اكبر منتج للافيون في العالم، على ما افاد مسؤولون اميركيون وافغان الثلاثاء.

وقال وزير الصحة الافغاني فيروز الدين فيروز خلال مؤتمر صحافي في كابول "سنة 2014، بلغ عدد مستخدمي المخدرات ثلاثة ملايين (مقابل 1,6 مليون في 2012) وهو امر مقلق جدا".

وبحسب تقرير مشترك صادر عن وزارة الصحة العامة الافغانية ووزارة الخارجية الاميركية تم تقديمه الثلاثاء في كابول، يتعاطى افغاني من كل تسعة حاليا المخدرات، وفي اكثر الحالات المواد الافيونية، اي ما يمثل "احدى اكبر النسب" في العالم.

وبحسب الوزير، هذا التقرير يظهر "زيادة مقلقة في عدد المستخدمين سواء في المدن او في المناطق الريفية". وفي هذا الاطار، تعتبر المناطق الريفية الاكثر تضررا من هذه الآفة مع معدل تناول للمخدرات يبلغ 13 % في مقابل 5 % في المدن.

وتمثل المواد الافيونية، بينها الافيون الذي يتم انتاجه بكميات ضخمة في افغانستان، اكثر انواع المخدرات رواجا بحسب التقرير. وفي المناطق الريفية، عثر المحققون على مواد افيونية لدى 25 % من الأسر.

كذلك اشار فيروز الى وجود علاقة بين الوضع الأمني المتدهور ومشاكل المخدرات. وقال "مع الاسف، التدهور الامني طغى على الظاهرة الخطيرة (للمخدرات). لكن في الحقيقة، هذه من الاسباب الرئيسية للتدهور الامني" في افغانستان.

وأشار الرئيس الافغاني اشرف غني قبل ايام الى ان ادمان المخدرات يساهم ايضا في تغذية انشطة المتمردين. وقال "ثمة تهديد كبير عندما يتحول شاب مدمن الى مقاتل ما يفاقم التدهور الامني".

وفي محاولة للقضاء على هذه الافة، وضعت الحكومة الافغانية بمساعدة واشنطن شبكة من 113 برنامجا للمعالجة ضد الادمان في سائر انحاء البلاد.

وقد بلغت زراعة نبتة الخشخاش التي ينتج منها الافيون في افغانستان معدلا قياسيا سنة 2014 بحسب تقرير نشرته الامم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر، ما يؤشر الى فشل السياسة الاميركية لاجتثاث هذه الزراعة التي تقدر قيمتها بملايين الدولار.

ولا تزال افغانستان وبفارق كبير اكبر منتج في العالم (80 % من الانتاج) لنبتة الخشخاش التي توفر المادة الاولية لتصنيع الهيرويين وتمثل تجارة مدرة لارباح طائلة في هذا البلد المنهك بالحروب.

نقلًا عن "أ ف ب"