البرلمان التركي

شهدت الجلسة العمومية البرلمانية بتركيا مساء أمس الثلاثاء، جدلا ونقاشات حادة وصلت إلى التلاسن بأقذع الألفاظ بين نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، بعد أن جدد زعيم الأخير كمال كليجدار أوغلو - في كلمته التي ألقاها في اجتماع كتلة حزبه البرلمانية - وصفه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بـ"الديكتاتور".

وكان كليجدار أوغلو قد قال في كلمته: إن "أردوغان أدى اليمين الدستورية أمام البرلمان والشعب التركي على التزامه بالحيادية واحتضانه الجميع، إذا من حقنا أن نتساءل مجددًا أين الشرف والكرامة؟ ولن نخضع أو نخاف من المدعي العام الجمهوري أو من رئيس الجمهورية أو من رئيس الوزراء، فنحن لا نخاف إلا من الله سبحانه وتعالى".

وذكرت وسائل الإعلام المحلية اليوم الأربعاء أن زعيم المعارضة التركية أكد في كلمته أن "كل الديكتاتوريين هم حرامية، ومنهم أردوغان، ولا يمكن أن يكون شخصية ديمقراطية".

وتساءل آنغين آلطاي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، في كلمة ألقاها بالبرلمان، قائلا "ماذا حدث لتتعالى أصوات قياديي ونواب حزب العدالة بعد أن وصف زعيمنا كليجدار أوغلو رئيس الجمهورية أردوغان بالديكتاتور، فنحن وصفنا أردوغان مسبقا ولعدة مرات بالديكتاتور، وسنستمر بتذكير أردوغان بأنه ديكتاتور حتى يلتزم بمبدأ الحيادية التي أقسم عليها وفقا لنص اليمين الدستوري".

وأضاف آلطاي، موجها حديثه لنواب حزب العدالة والتنمية: "لماذا يخطر على أذهانكم أردوغان عندما نذكر كلمة الديكتاتور؟ فهذا يعني أن أردوغان في نظركم ديكتاتور أيضا"، مشيرا إلى أن أردوغان "انتهك كل القوانين والمواد الدستورية، وتتوجه تركيا بناء على رغبته وتعليماته إلى أن تكون دولة ديكتاتورية، فقد ألقى القبض على الجنرالات والأميرالات والصحفيين والكتاب والقضاة والمدعين العامين، والآن على الأساتذة الجامعيين عن طريق تعليمات من أردوغان للمدعين العامين".

ودفعت النقاشات والجدل الحاد الذي وصل إلى مستوى الشتائم بين نواب الحزبين الحاكم والمعارض نائبة رئيس البرلمان التي أشرفت على الجلسة العمومية إلى تعليقها لمدة 10 دقائق بسبب احتدام الموقف.

وفي السياق، شن الكاتب الصحفي اليساري حسن جمال، في مقال له بصحيفة "24" التركية اليوم الأربعاء، هجوما لاذعا على أردوغان، قائلا: "أيها الديكتاتور، ينبغي عليك أن تعلم جيدا أنه إما أن تلتزم باليمين الدستوري الذي أديته بالبرلمان أمام الشعب أو بالفعل تنسى شرفك وكرامتك وترميهما في صناديق القمامة"، على حد قوله.

وأضاف جمال: "أيها الديكتاتور، ينبغي عليك الالتزام بالحيادية واحترام نصوص الدستور واحتضان الجميع، وإلا فانس الشرف والكرامة، وينبغي علينا تحويل بلادنا إلى ديمقراطية ليبرالية، مهما كلف الأمر، وحتى إذا أصدرت بحقنا قرارات بالاعتقال أو السجن أو رفع الحصانة".