رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون

 يواصل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاثنين في لندن سلسلة زياراته الاوروبية لمحاولة اقناع محاوريه بالاصلاحات وبخط باريس في الانعاش الاقتصادي وكذلك محاولة تحسين سمعة فرنسا في ما يعتبر اكبر معاقل منتقديها.

وفي خطاب امام رجال الاعمال والمصارف في حي الاعمال في لندن، قال فالس بالانكليزية ان "حكومتي تشجع قطاع الاعمال". واضاف "قلت في فرنسا انني احب الشركات. قلت ذلك في برلين. احب الشركات وحكومتي تشجع قطاع الاعمال".

ويجري رئيس الحكومة الفرنسية محادثات مع نظيره البريطاني المحافظ ديفيد كاميرون بمقر رئاسة الحكومة البريطانية بعد اسبوعين من خطوة مماثلة قام بها لدى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين.

وقد مضى وقت طويل منذ ان اعرب كاميرون في حزيران/يونيو 2012 مثيرا استياء باريس، عن استعداده لاستقبال الفرنسيين الاثرياء الراغبين في العيش في الخارج على الضفة الاخرى لبحر المانش بعد انتخاب فرنسوا هولاند الذي قال ان "عدوه" هو المال.

وفي سياق "توضيح" الخط الاقتصادي للحكومة، القى مانويل فالس خطابا في نهاية اب/اغسطس خلال "الجامعة الصيفية" لمنظمة ارباب العمل "ميديف" قال فيه انه "يحب الشركات" وقوبل باستحسان على الطرف الاخر من بحر المانش.

وبدأ رئيس الوزراء الذي وصل مساء الاحد الى لندن، تنقلاته بلقاء مع جالية رجال الاعمال الفرنسيين في لندن حيث يقيم 350 الف فرنسي.

وقال مكتب رئاسة الحكومة ان مانويل فالس مكلف بمهمة مزدوجة عندما سيكون الى جانب كاميرون امام رجال الاعمال  هي"الاشادة بسياسة الاصلاحات التي تنهجها الحكومة الفرنسية من اجل استعادة التنافسية والنمو وتوازن الامال العامة" و"التشديد على ضرورة عمل تشاوري على الصعيد الاوروبي من اجل انعاش النمو والتوظيف عبر سياسات استثمار ناشطة".

وهي الاجندة نفسها التي دافع عنها امام ميركل في ايلول/سبتمبر. وسيواصل رئيس الوزراء الذي التقى في تموز/يوليو الاسباني ماريانو راخوي في مدريد ونظيره الايطالي ماتيو رينزي مطلع ايلول/سبتمبر، جولته في هولندا ولوكسمبورغ في العشرين من تشرين الاول/أكتوبر.

وتحدثت مجلة ذي ايكونوميست البريطانية في عددها الاخير بشيء من التشكيك في الطموحات الاصلاحية لما سمته "فالنزي" (بدمج اسمي فالس ورينزي).

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان "رئيس الوزراء لديه ارادة واضحة للقيام باقناع كل شركائنا الاوروبيين حول ما يجري حاليا في فرنسا. اننا واعون ونرى الصحف الاوروبية، وكيف يتابعوننا، نحن في مرحلة تساؤل حول ما يجري في فرنسا ثم القيام بعملية توضيح واقناع".

غير ان المهمة التي كانت اصلا دقيقة مع انغيلا ميركل المتمسكة بتوازن الميزانية العامة، تبدو اصعب بقليل مع ديفيد كاميرون الواقع بين ناري اعداء اوروبا في معسكر المحافظين والحزب المناهض لاوروبا (يوكيب).

حتى انه اضطر لان يعد بتنظيم استفتاء حول بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الاوروبي في 2017 او الانسحاب منه، ما يثير مخاوف رجال الاعمال البريطانيين.

وينعقد اللقاء في حين يؤخذ على فرنسا انها لم تبذل ما يكفي من الجهود من اجل خفض العجز، بينما قال مصدر اوروبي لوكالة فرانس برس الجمعة ان المفوضية الاوروبية قد ترفض ميزانية 2015 لحكومة فالس. ويتبع كاميرون من جهته سياسة تقشف في الميزانية رافقتها هذه السنة توقعات بارتفاع النمو بقوة 3,5%.

اما منتقدي فرنسا الذين يحاول مانويل فالس مواجهتهم تقريبا يوميا فانهم ما زالوا اقوياء على الضفة الشمالية من بحر المانش.

وقال اندي ستريت مدير سلسلة محلات جون لويس الاسبوع الماضي ان فرنسا حيث "لا شيء يعمل" قد "انتهت" قبل ان يعتذر. وسيكون امام مانويل فالس فرصة لمهاجمة هذه الصورة لدى الجمهور البريطاني الكبير خلال لقاء مساء الاثنين في برنامج نيوزنايت على قناة بي بي سي.

وبعد ظهر اليوم يلتقي فالس اد ميليباند زعيم حزب العمال المعارض.