المسجد الأقصى المبارك - الجامع القبلي

اعربت دولة قطر عن قلقها البالغ إزاء استمرار إسرائيل في فرض سياسة الترهيب والعقاب الجماعي على سكان قطاع غزة من خلال عدوانها المتكرر على القطاع والحصار الذي تفرضه على هذه المنطقة منذ أكثر من ستة أعوام وآخرها العدوان الإسرائيلي في شهر آب الماضي ضد غزة .

وجددت دولة قطر تأكيدها على ضرورة إيجاد أرضية للحوار والتوصل لحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بناءً على حل الدولتين..وقالت إن ما يثير قلقنا كذلك الاستراتيجية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية بخنق الاقتصاد الفلسطيني وتهديد حيوية المجتمعات الفلسطينية عن طريق حرمان الفلسطينيين من المياه مشددة على أن أي استغلال من قبل إسرائيل للموارد الطبيعية في الجولان السوري المحتل هو إجراء غير شرعي ومخالف للقانون الدولي.

جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي أدلى به الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، عضو وفد دولة قطر المشارك في أعمال الدورة الــ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمام لجنة الأمم المتحدة الرابعة (اللجنة السياسية الخاصة وانهاء الاستعمار)، حول البند الخاص بــــ "تقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة".

وقال البيان إن من أخطر الممارسات الإسرائيلية اللاقانونية محاولات المساس بالمقدسات وعدم احترام حرية العبادة، بما في ذلك محاولات اقتحام، الحرم المقدسي الشريف ومنع المصلين من دخوله ، معربا في هذا الصدد عن استنكار دولة قطر ورفضها لانتهاك الأماكن المقدسة وحرية العبادة في فلسطين من قبل السلطات الإسرائيلية، التي تُنتهج سياسة خطيرة تجاه الحرم المقدسي الشريف، بما في ذلك محاولات اقتحامه ومنع المصلين من دخوله.

واضاف في هذا الصدد، إن دولة قطر تستنكر بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى الشريف ومنع المصلين من دخوله، وتكرر الاعتداءات عليه وزيارات المستوطنين الاستفزازية إليه، محملا الحكومة الإسرائيلية كسلطة احتلال المسؤولية عن أي ضرر يلحق بالحرم القدسي الشريف، مشددا على رفض دولة قطر هذه الانتهاكات التي من شأنها أن تزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

واكد البيان إن تلك الممارسات تشكل خرقا واضحا للقانون الدولي وتتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مطالبا بضرورة ان تتوقف إسرائيل فورا عنها، كما ويتوجب عليها أن توقف فورا وبصورة تامة جميع أنشطة الاستيطان اللاقانوني.

واضاف إن الحالة الإنسانية المتدهورة والخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتواصل معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، علاوة على الممارسات القمعية المستمرة ضد الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بل والعدوان العسكري المتكرر، والخروقات الصارخة للقانون الدولي من جانب السلطات الإسرائيلية، تُعَّد تذكيراً للمجتمع الدولي بأهمية الإعلان في كل مناسبة عن الدعم المطلق للشعب الفلسطيني.

واكد إن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، بما في ذلك أمن إسرائيل، يتطلب خطوات شجاعة وحقيقية نحو تحقيق ذلك الحل المتمثل في إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، تعيش جنبا إلى جنب وبسلام مع إسرائيل، وضمان الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف..مشيرا الى ان هذا يتفق مع الإرادة الدولية التي تم التعبير عنها العام الماضي عندما تم الاعتراف بفلسطين دولةً مراقبةً لدى الأمم المتحدة..مشددا على إن التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، يتطلب، دعم المجتمع الدولي.

وقال عضو وفد دولة قطر المشارك في أعمال الدورة الــ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في البيان "لقد أكدت دولة قطر مراراً على السلام في منطقة الشرق الأوسط كخيار استراتيجي قائم على مرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق, مشددا على أن استمرار إسرائيل في رفضها لخيار السلام ولإقامة الدولة الفلسطينية لا يخدم فرص تحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط.

واوضح إن دولة قطر التي تتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، حكومةً وشعباً، في كفاحهم العادل لإنهاء الاحتلال الأجنبي لأرضهم ولنيل حقوقهم غير القابلة للتصرف وتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، حريصة على المساهمة الإيجابية في الجهود الدولية للتوصل الى التسوية الشاملة والدائمة والعادلة وفق قرارات الشرعية الدولية، من خلال حل إقامة الدولتين.

واعرب عن تقديره للجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة، على ما تبذله من جهود من أجل إبراز معاناة الشعب الفلسطيني والتأكيد على ضرورة استعادته لحقوقه الكاملة، كما شكر رئيس اللجنة على عرض تقريرها، ومساعد الأمين العام على البيان الذي أدلى به أمام اللجنة وقال أود أن أنضم إلى بيان المملكة العربية السعودية باسم منظمة التعاون الإسلامي، وبيان جمهورية إيران الإسلامية باسم حركة عدم الانحياز.

واشار الى انه في الوقت الذي يتطلع العالم لتسوية هذا النزاع الذي طال أمده، ومعالجة النتائج الوخيمة على المدنيين الفلسطينيين، فإن تقرير اللجنة المعروض أمامنا جاء يبرز مرة أخرى الممارسات غير القانونية لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، والتي تُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.

وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، عضو وفد دولة قطر المشارك في أعمال الدورة الــ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة إننا في الوقت الذي نشارك بالقلق الذي تم التعبير عنه في التقرير ، لا سيما فيما يتعلق بهدم المنازل وعزل التجمعات الفلسطينية بالجدار، والسماح بتواصل عنف المستوطنين، وأوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومرافق الاحتجاز، خاصة الأطفال منهم، فإننا نعبر عن رفضنا استمرار إسرائيل، في اعتقال وسجن الفلسطينيين بدون توجيه أي تهمة إليهم، بمن فيهم الأطفال. كما نعبر عن قلقنا من استمرار السلطات الإسرائيلية في بناء الجدار العازل الذي يُشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وفق فتوى محكمة العدل الدولية، التي أكَّدت عدم مشروعية ذلك الجدار .

واكد إن هذه الممارسات الإسرائيلية لا تتسبب فقط في عزل القرى الفلسطينية بعضها عن بعض وفي تقييد حرية تنقل الفلسطينيين، بل تقوِّض حل الدولتين وتُحوِّل هدف بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى سراب.

نقلًا عن "قنا"