داعش

خطف اكثر من 300 موظف يعملون في شركة اسمنت شمال شرق دمشق على يد تنظيم الدولة الاسلامية الذي خسر الخميس ابرز معابره في شمال سورية نحو تركيا، اثر سيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة عليه.واعلن موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس ان الجولة المقبلة من مفاوضات السلام السورية في جنيف ستبدأ في 13 نيسان/ابريل، موضحا انه سيزور دمشق وطهران قبل انعقادها.

ميدانيا، افادت  وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الخميس بأن "مجموعات ارهابية تابعة لتنظيم داعش الارهابي خطفت أكثر من  300 من عمال ومقاولي شركة اسمنت البادية" في مدينة الضمير في ريف دمشق. وتقع الشركة في منطقة الضمير التي تتعرض منذ الاثنين لهجوم يشنه تنظيم الدولة الاسلامية، وفق ما افاد سكان محليون.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، شن التنظيم هجوما على المعمل الاربعاء، مؤكدا فقدان الاتصال بعشرات الموظفين الذين تم "اقتيادهم إلى جهة مجهولة"ويسيطر التنظيم الجهادي على جزء من مدينة الضمير التي تبعد اربعين كلم شمال شرق دمشق، فيما تسيطر فصائل مقاتلة واسلامية ابرزها "جيش الاسلام" الفصيل البارز في ريف دمشق على الجزء الاكبر من المدينة. ولا يزال الجيش السوري يحتفظ بسيطرته على مطار عسكري ومحطة تشرين للكهرباء.

وافاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيطه هذين المرفقين، مؤكدا سيطرة التنظيم على خمسة مواقع لقوات النظام، بينها نقطتان امنيتان.وقالت امراة مقيمة في مدينة الضمير لفرانس برس عبر الهاتف رافضة الكشف عن اسمها ان "الوضع متوتر في المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها تنظيم داعش" متحدثة عن "نزوح للاهالي باتجاه الاحياء الغربية".

- تراجع الجهاديين-

ويتزامن هجوم التنظيم في ريف دمشق مع تلقيه خسائر ميدانية اخرها الخميس في محافظة حلب (شمال).وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "سيطرت فصائل مقاتلة واسلامية اليوم على معبر الراعي" في البلدة الحدودية مع تركيا الذي كان تحت سيطرة الجهاديين بعد "يومين من الاشتباكات العنيفة". 

واوضح ان هذا المعبر هو "ابرز معابر التنظيم الى تركيا ويعد واحدا من اخر النقاط الحدودية الواقعة تحت سيطرته على الحدود مع تركيا".وفي وقت لاحق، تمكن مقاتلو الفصائل بحسب المرصد من السيطرة بالكامل على البلدة التي تعد المعقل الابرز للتنظيم في ريف حلب الشمالي.

وافاد المرصد عن مقتل "اميرين" في التنظيم، احدهم مسؤول عن منطقة الباب والاخر عن الكهرباء في "ولاية حلب" جراء ضربة جوية للتحالف الدولي بقيادة اميركية استهدفت سيارة كانا يستقلانها قرب بلدة الراعي.وبحسب عبد الرحمن، لا يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على معبر الحلوانية الواقع بين بلدة الراعي ومدينة جرابلس. لكن هذا المعبر "مخصص لقيادات التنظيم في حين يستخدم المقاتلون معبر الراعي في تنقلاتهم" من والى تركيا.

ولا يتمكن تنظيم الدولة الاسلامية عمليا من استخدام معبر جرابلس الواقع الى الشرق من حلب "لكونه مراقبا من التحالف الدولي بقيادة اميركية ويستهدفه بشكل منتظم".ومني التنظيم المتطرف منذ منتصف الشهر الماضي بخسائر ميدانية في محافظة حلب، حيث فقد سيطرته على اكثر من 18 قرية وبلدة كانت تحت سيطرته منذ نحو عامين لصالح الفصائل المقاتلة.

وقال عبد الرحمن "يبدو ان كافة الاطراف المقاتلة في سوريا تركز عملياتها اليوم ضد تنظيم الدولة الاسلامية" متحدثا عن "توزيع ادوار بين هذه الاطراف باشراف اميركي وروسي".وتشهد مناطق سورية عدة منذ 27 شباط/فبراير وقفا للاعمال القتالية بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة، بموجب اتفاق اميركي روسي، يستثني جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية، الذي تكثفت العمليات العسكرية ضده منذ ذلك الحين.

وبعد نحو اسبوعين على استعادة الجيش سيطرته على مدينة تدمر الاثرية وطرده تنظيم الدولة الاسلامية منها، تستعد الدفعة الاولى من سكان المدينة للعودة الى منازلهم السبت المقبل، وفق ما اكد مصدر حكومي الخميس لوكالة فرانس برس.

ودفعت سيطرة التنظيم في ايار /مايو الماضي على المدينة الالاف من السكان الذين كان يقدر عددهم بسبعين الفا الى الفرار، فيما بقي فيها نحو 15 الفا عادوا ونزحوا خوفا من المعارك التي اعقبت هجوم الجيش على المدينة في الاسابيع الاخيرة.

وبحسب المصدر الحكومي، فان "45 في المئة من الاحياء السكنية في المدينة مدمرة".وفي جنيف، اعلن موفد الامم المتحدة الى سوريا انه ينتظر وصول وفد المعارضة السورية الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات في 11 او 12 نيسان/ابريل في جنيف للمشاركة في جولة المفاوضات المقبلة على ان يصل الوفد الحكومي في 14 او 15 نيسان/ابريل بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 13 نيسان/ابريل.

وانتهت الجولة الاخيرة من المحادثات في 24 اذار/مارس من دون تحقيق اي تقدم حقيقي. وذكر دي ميستورا الخميس انه طالب عند انتهاء الجولة السابقة بان تكون المحادثات المقبلة "واقعية" بالنسبة لبحث عملية الانتقال السياسي في سوريا.

على صعيد اخر، اعلنت الامم المتحدة الخميس انها تعتزم البدء في عملية اجلاء واسعة النطاق للجرحى والمرضى من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق المحاصرتين من قوات النظام والمسلحون الموالون لها، وبلديتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل في ادلب (شمال غرب).

واعلنت منظمة "اطباء بلا حدود" في بيان الخميس انه "على الرغم من أن قرار إعلان الهدنة ودخول القوافل الإنسانية ساهما في تخفيف حدّة التداعيات الإنسانية للنزاع لكن الوضع يبقى حرجاً في العديد من المناطق المحاصرة". 

واكدت ان "مسلسل الرعب يستمر دون انقطاع في عدة مناطق محاصرة" موضحة ان القوافل التي سمح لها بالدخول "بشكل استثنائي" إلى مناطق محاصرة لم تتضمن "الأدوات الطبية الأساسية المنقذة للحياة كالإمدادات الجراحية والتخديرية وأكياس الدم".