فيلادلفيا ـ فلسطين اليوم
رصدت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين إنفاق جماعات الضغط المناصرة لإسرائيل وغيرها من المحافظين عشرات الملايين من الدولارات للترويج لإجهاض اتفاق إيران النووي.
وتوقعت -في مقال نشرته صحيفة (الـفيلادليفيا إنكوايرار)- أن تبوء جهود هذه الجماعات بالفشل، وقالت إن ما يزعج في تلك الحملة هو أنها تضر بأمن أمريكا وإسرائيل، وتحدث بلبلة في الرأي العام.
و تسليط الضوء على نقاط الضعف في الاتفاق، فكان أحرى بهم أن يسلكوا مسلكا آخر مختلفا تماما؛ فهم بحاجة إلى أن يكونوا صرحاء بشأن تبعات إجهاض الاتفاق، وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدعوما بجماعات الضغط يزعم أن الهدف من رفض الاتفاق هو إعادة التفاوض عليه، فإن هذا أمر بعيد الاحتمال؛ وعلى من يعتقد غير ذلك أن يستمع إلى برنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي الأسبق حين يقول "إذا ما ابتعدنا فسنبتعد وحدنا، وسنخسر كل نفوذنا على أنشطة إيران النووية، وسينهار نظام العقوبات الدولية".
وأضافت روبين قائلة إن انهيار الاتفاق يطيح بالقيود المفروضة على برنامج إيران النووي التي تترواح مدتها من 10 إلى 15 سنة، عندئذ ستتحرر إيران من القيود المفروضة على خطواتها في برنامجها النووي، وستبني المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وستكدس المزيد من اليورانيوم عالي التخصيب، وستعيد تشغيل مفاعل آراك المنتج للبلوتونيوم، وستقترب أيدي نظام آيات الله من الحصول على القنبلة النووية.
عندئذ، سيشعل الصقور أجواء الحرب لنسف منشآت إيران النووية، ولكن كما يقول سكوكروفت "لا ينبغي أن يتوهم أي من أعضاء الكونجرس أن أي بديل لاجتياح أمريكي آخر في الشرق الأوسط سيكون مجديا".
وحتى لو شاركت أمريكا إسرائيل في ضرب أهداف إيران النووية، فبحسب تقديرات خبراء أمنيين، فإن هذه الضربة ستذهب ببرنامج إيران النووي إلى الوراء فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات فقط، وإذا ما سلكت واشنطن هذا المسلك وهجرت الاتفاق النووي دونما اختبار آثار تنفيذه على الأرض، فستخسر حلفاءها الغربيين.
وعلى الصقور المقللين من شأن تلك المخاطر أن يذهبوا لقراءة التسريبات الحديثة التي ظهرت في الصحافة الإسرائيلية حول إحجام إسرائيل عن خطط لضرب مواقع نووية إيرانية في 2011 بعد تخوفات خبراء أمنيين من سقوط ضحايا مدنيين بشكل غير مسبوق إذا ما أطلقت طهران العنان لذراعها المتمثلة في جماعة حزب الله اللبنانية للحرب عنها بالوكالة وأمدتها بآلاف الصواريخ طويلة المدى لاستهداف المدن الإسرائيلية.
وعليه، فإن فصاحة نتياهو لم تمنع قادة إسرائيل من إدارك أن توجيه أي ضربة عسكرية للحيلولة بين طهران والقنبلة يجب ألا يكون غير الخيار الأخير.
إضافة إلى أن التخلي عن اتفاق إيران قبل تنفيذه على الأرض كفيل بأن يضع أمريكا في مواجهة الحلفاء الأوروبيين وروسيا والصين ممن شاركوا في عملية التفاوض.
وعليه، رأت الكاتبة أن على منتقدي الاتفاق بدلا من محاولة إجهاضه أن يمارسوا ضغوطا على الإدارة الأمريكية لكي تسلط الضوء على نقاط ضعفه؛ ذلك أن السؤال الخاص بكون الاتفاق جيدا أو سيئا يعتمد على ماذا سنفعل منذ الآن فصاعدا.