هاري فان بومل العضو في الحزب الاشتراكي الهولندي يوزع منشورات

رحبت الاحزاب المشككة في عضوية هولندا في الاتحاد الاوروبي الخميس ب"التصويت بعدم الثقة" في الاتحاد بعد ان رفض الناخبون اتفاقا بين الاتحاد واوكرانيا في ضربة جديدة للتكتل قبل اسابيع من استفتاء في بريطانيا على الخروج من الاتحاد. 

ورغم انخفاض نسبة المشاركة في الاستفتاء الذي جرى الاربعاء، الا ان نتيجته وجهت ضربة لزعماء الاتحاد الاوروبي بعد ان اظهرت نتائج اولية ان 61% من الناخبين عارضوا الاتفاق بين بروكسل وكييف. واقر رئيس الوزراء الليبرالي مارك روتي ب"فوز معسكر اللا" مقرا بالصفعة المحرجة التي تلقاها في الوقت الذي تتولى فيه بلاده الرئاسة الدولية للاتحاد الاوروبي. 

وقال النائب الهولندي اليميني غيرت فيلدرز ان نتائج الاستفتاء هي بمثابة "تصويت بعدم الثقة من الشعب ضد النتيجة في بروكسل ولاهاي". لكن لا يزال من غير الواضح كم سيؤثر الاستفتاء على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي وكييف الذي صادقت عليه 27 من دول الاتحاد ال28 ويجري تطبيقه جزئيا. 

الا ان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو اكد الخميس ان رفض الناخبين اتفاق الشراكة لن يكون "عقبة" بوجه انضمام اوكرانيا الى الاتحاد.بينما اعرب رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن "حزنه" لنتيجة الاستفتاء، واجرى محادثات مع روتي ورئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز مساء الاربعاء. 

ويواجه الاتحاد الاوروبي انقسامات عميقة حول التعامل مع اكبر ازمة لاجئين تشهدها القارة الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ومن المصاعب المالية في العديد من الدول وبينها اليونان. 

-- "لا تاثير على استفتاء خروج بريطانيا"--

من جهته اعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن امله في ان لا يعزز التصويت الهولندي الحملة في بريطانيا على خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي. وقال "من المهم ان تستمتع المؤسسات الاوروبية والحكومة الهولندية بانتباه الى ما يقوله الناس وتحاول ان تفهم ما يقولونه وان تحاول ان تعمل لتحقيقه". 

واضاف "لا اعتقد انه سيكون للتصويت الهولندي اي تاثير علينا لان قضيتنا اكبر". وقال المحلل رينز فليغنثارت استاذ الاتصالات في جامعة امستردام انه يوافق كاميرون الراي. واوضح ان "المتشككين في الاتحاد الاوروبي سيرون هذا على انه دفعة، لكنني لا اعتقد انه سيكون له تاثير على الناخبين البريطانيين في استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي". 

غير ان نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال بريطانيا" المناهض للاتحاد الاوروبي، اشاد ب"النصر العظيم للديموقراطية". بينما قال ماثيو ايليوت الرئيس التنفيذي لحملة "صوتوا للخروج من الاتحاد الاوروبي "مرة أخرى يختار الناخبون رفض بروكسل في كل مرة يستفتون فيها على الاتحاد الاوروبي".

من جانبها رحبت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا بالنتيجة واشادت في تغريدة ب"انتصار الامس للقوى الوطنية". 

-- التفكير في الخطوات المقبلة --

وقال روتي الذي يتعين على حكومته الان التفكير في النتائج بعد ان زادت نسبة المشاركة عن 30% التي تجعل من الاستفتاء صالحا، انه سيتشاور مع حكومته ومع بروكسل. وقال "سندرس العملية الان خطوة بخطوة" مضيفا ان القرار النهائي حول ما يجب فعله "ربما يستغرق اسابيع". 

وراى المحلل السياسي كلايس دي فريس ان روتي "في وضع محرج". واضاف لفرانس برس "عليه ان يعرف بسرعة الان ما هو اكثر ما يزعج الناخبين الرافضين ومعرفة ما اذا كان بامكانه ان يفعل شيئا لمعالجة ذلك". الا انه وغيره من المحللين حذروا من انه نظرا الى نسبة المشاركة المتدنية فان التوصيت ب"لا" لا يمثل الناخبين المسجلين وعددهم 12,5 مليون ناخب. 

وقال رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك انه ينتظر تقييم روتي للنتائج. وقال محللون ان امام روتي العديد من الخيارات بينها ربما اضافة سطر الى الاتفاق يعترف رمزيا بنتيجة الاستفتاء، او ربما اتخاذ حل جذري وهو اعادة التفاوض على اجزاء من الاتفاق. 

وحذر ماركو واغنر المحلل في كومرزبنك من ان النتائج قد يكون لها "تاثيرات اوسع بكثير" خاصة مع اقتراب الانتخابات الهولندية في 2017. من جهته، قال رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف في تغريدة "نتائج الاستفتاء الهولندي حول اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانياتيشير الى راي الاوروبيين في النظام السياسي الاوكراني". 

اكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الخميس وشدد بوروشنكو على ان اوكرانيا لن تتخلى عن الاندماج مع اوروبا "لأنه الطريق نحو تحديث الدولة الاوكرانية وترسيخ استقلالها".واعتبر ان "الهدف الحقيقي لمنظمي هذا الاستفتاء، ليس اتفاق الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي، انه الهجوم على وحدة اوروبا".