بنيامين نتنياهو

كشفت وثيقة سرية مسربة تعود لجهاز الموساد الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالغ قبل نحو ثلاثة أعوام في محاولة تصوير الخطر النووي الإيراني عندما زعم خلال كلمة أمام الأمم المتحدة بأن طهران يلزمها عام فقط لتصنيع قنبلة نووية مناقضا بذلك معلومات استخباراتية قدمها الموساد حول هذه المسألة.

وقالت صحيفة الغارديان  في مقال حمل عنوان “برقيات مسربة تظهر أن ادعاء نتنياهو بشأن قنبلة نووية إيرانية يتناقض وتقييم الموساد” ..”إن هذه الوثيقة تعتبر واحدة من مخزون من مئات الملفات والبرقيات من أجهزة استخبارات كبرى حول العالم وتعد إحدى أهم تسريبات التجسس في زمننا هذا” .

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو وقف أمام الأمم المتحدة عام 2012 حاملا ورقة تظهر صورة كرتونية لقنبلة يتوسطها خط أحمر لتوضيح وجهة نظره مطلقا التحذيرات بأن إيران وبعد عام فقط ستكون قادرة على بناء أسلحة نووية غير أن الموساد وفي تقرير سري تبادله مع جنوب افريقيا بعد بضعة أسابيع أشار إلى أنه توصل إلى أن إيران “لا تنفذ أي أنشطة ضرورية لإنتاج الأسلحة”.

وقالت الغارديان إن التقرير يظهر الفجوة بين الادعاءات التي ساقها نتنياهو الذي لطالما حاول تصوير البرنامج النووي الإيراني على أنه خطر وجودي بالنسبة لإسرائيل أمام الرأي العام والتصريحات العلنية للمسؤولين الإسرائيليين على أعلى المستويات وبين التقييمات التي وضعها جهاز الاستخبارات والجيش الإسرائيليين.

وجاء في تقييم الموساد الذي تشاطره مع الاستخبارات في جنوب افريقيا في تشرين الأول من عام 2012 أن “إيران تعمل لإغلاق الفجوات في مجالات تبدو شرعية مثل مفاعلات التخصيب” ولكنه أشار إلى “إن طهران ليست مستعدة لتخصيب اليورانيوم إلى المستويات الضرورية لصنع الأسلحة”.

ولفتت الصحيفة إلى وجود خلاف وتناقض بين نتنياهو والموساد بشأن إيران من قبل ذلك .. فالرئيس السابق للموساد مئير دوغان الذي ترك منصبه في كانون الأول عام2010 أظهر بوضوح أنه رفض أوامر نتنياهو بهجوم اسرائيلي ضد إيران .

وأشارت الصحيفة إلى أن الكشف يأتي في الوقت الذي يظهر بعض التوتر بين واشنطن ونتنياهو بشأن زيارة الأخير لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي حيث يخشى البيت الأبيض أن يستغل رئيس الوزراء الاسرائيلي المناسبة لاطلاق تصريحات نارية قد تضر بالمحادثات النووية مع إيران .

وقالت الغارديان إن الوثائق التي كتب عليها “سري للغاية” تغطي فترة من عام 2006 وحتى كانون الأول من العام الماضي وتتضمن أيضا تفاصيل بشأن العمليات ضد تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وتنظيمات إرهابية أخرى وبشأن محاولة وكالة الاستخبارات الأميركية  سي اي ايه التواصل مع حركة حماس الفلسطينية رغم الحظر الأميركي الظاهري لمثل هذه العلاقة وكذلك توجيه الرئيس الاميركي باراك اوباما تهديدات للرئيس الفلسطيني محمود عباس كي يسحب طلبا بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة .

وتظهر التسريبات كيف أصبحت أفريقيا هامة بشكل متزايد في عالم التجسس فيما تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا تعزيز وجودهما في هذه القارة