الرئيس الفرنسي

 يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء الى الارجنتين على رأس وفد يضم لاعب كرة القدم الفرنسي الارجنتيني دافيد تريزيغيه و30 من ارباب العمل، ليبدأ انطلاقة اقتصادية جديدة بعد انتخاب الرئيس ماوريسيو ماكري (يمين وسط) الذي يعتمد نهجا ليبراليا.

فبعد واليس وفوتونا وبولينيزيا الفرنسية تشكل الارجنتين المحطة الثانية من جولة في اميركا الجنوبية قادته اولا الثلاثاء الى البيرو وسيختتمها الخميس في الاوروغواي.

وهولاند هو اول رئيس دولة كبيرة يزور ماوريسيو ماكري الرئيس السابق لبلدية بوينوس ايرس والرئيس السابق لنادي كرة القدم الشهير "بوكا جونيورز" قبل ان يتولى رئاسة البلاد قبل شهرين فقط.

فبعدما زار خلال ولايته البرازيل والمكسيك وكوبا، يضع الرئيس الفرنسي على جدول اعماله الان منطقة منسية احيانا.

ففي الارجنتين التي تعد ثالث اقتصاد في اميركا اللاتينية والغنية بالثروات الطبيعية، سيسعى هولاند الى اعطاء زخم للشركات الفرنسية الحاضرة اصلا بعدد كبير وتشجيع انتشار اخرى.

وتعمل نحو 230 شركة فرنسية، منها توتال ودانون ورينو وبيجو-سيتروين، في الارجنتين حيث تسجل فرنسا فائضا تجاريا يبلغ مليار يورو.

ووصول رئيس يحظى بتقدير في الاسواق بدل الوضع. فقد رفعت الرقابة عن اسعار الصرف وبات بامكان الشركات الاجنبية اخراج ارباحها.

ولجذب المستثمرين الاجانب، رفع الرئيس الارجنتيني الجديد ماكري، وهو نجل ايطالي جمع ثروة في الارجنتين، القيود عن الاستيراد وخفف الضرائب عن الصناعيين والمزارعين والمجموعات المنجمية.

- "تنشيط علاقة تاريخية"-

سبق رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي هولاند باسبوع، لكنها لم تكن زيارة دولة ومرت عمليا بدون ان تلفت الانظار.

وسيزور الرئيس الاميركي باراك اوباما بوينوس ايرس بعد شهر، في اطار سعي واشنطن لتسجيل حضور في اميركا الجنوبية التي ادارت ظهرها طوال عقد. والمفارقة ان اوباما سيكون في العاصمة الارجنتينية في الذكرى الاربعين للانقلاب العسكري في 1976 الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة.

فالحكم الديكتاتوري العسكري (1976-1983) ترك جراحا لم تندمل بسهولة ولاسيما لجهة العدد الكبير من المفقودين. وسيقوم هولاند بزيارة حديقة الذكرى حيث نقشت على الحجر اسماء عشرة الاف ضحية تم التعرف الى هوياتهم، وسيلتقي "امهات وجدات ساحة مايو" الحركات التي ترمز الى النضال ضد الديكتاتورية.

ولا يتوقع اي اعلان مهم لعقود تجارية، بل ستوقع اتفاقات تعاون في مختلف الميادين مع طموح الى تعزيز الروابط العلمية والجامعية والثقافية.

ووجود مسؤولين في اريان سبيس وتاليس في الوفد الرئاسي يدل على التعاون في المجال الفضائي بين البلدين. فقد اصبحت الارجنتين قبل سنة ونصف سنة اول بلد يصنع قمره للاتصالات الذي اطلق من كورو، وتعتزم اطلاق اقمار صناعية صغيرة.

ويضم الوفد ايضا وزيرين انضما الى الحكومة في التعديل الاخير، وزير الخارجية جان مارك ايرولت الذي سبق ان زار بوينوس ايرس رئيسا للوزراء في 2013، ووزيرة الثقافة اودري ازوليه، علما بان الثقافة الفرنسية حاضرة بقوة في الارجنتين التي تضم اكبر شبكة في العالم للرابطات الفرنسية (لنشر الثقافة الفرنسية).

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قال ماوريسيو ماكري انه يريد "تنشيط علاقة تاريخية" مع فرنسا. واضاف "بين بلدينا كان هناك على الدوم رابط مهم، وكرئيس لبلدية بوينوس ايرس طورت مع مدينة باريس توأمة ثقافية، وسعيت مع الحكومة الى الحفاظ على هذا الرابط، بينما حكومة (كريستينا كيرشنر) نأت بنفسها من فرنسا والعالم بوجه عام".

وفي بلد شغوف بكرة القدم وقاد رئيسه طيلة 12 عاما نادي بوكا جونيورز، قام الاليزيه بتنشيط الدبلوماسية الرياضية من خلال دعوة لاعبين سابقين فرنسيين-ارجنتينيين هما دافيد تريزيغيه وعمر دا فونسيكا اضافة الى لاعب الروكبي عمر حسن الذي تحول الى الغناء.

وبدعوة من الرئيس الارجنتيني سيتوجه الرئيس الفرنسي مع تريزيغيه الى ملعب بومبونيرا الاسطوري، استاد بوكا حيث اشتهر سابقا مارادونا واليوم كارلوس تيفيز.

وينتظر فرنسيو بوينوس ايرس باهتمام زيارة هولاند. واعلن تقديم اجبان فرنسية و"رييت" (نوع من اللحوم الجاهزة)، وهي مواد غير متوافرة في الارجنتين، في حفل الاستقبال المرتقب في مدرسة جان مرموز الفرنسية والتي استقبلت هذا الاسبوع ابنة الرئيس الارجنتيني في صف الحضانة.