جدة - فلسطين اليوم
أكّدت منظمة التعاون الإسلامي وجمهورية الصين الشعبية أهمية تطوير العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية و ذلك خلال زيارة رسمية لوفد من الأمانة العامة للمنظمة برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون السياسية، السفير عبد الله بن عبد الرحمن عالم إلى الصين خلال الفترة 18 ـ 26 نيسان/ أبريل 2015.
وأوضح السفير عالم أن الزيارة هي الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين الجانبين، وعقدت خلالها عدة اجتماعات ومشاورات سياسية مع المسؤولين الصينيين في وزارة الخارجية، إلى جانب الالتقاء بالقيادات الإسلامية في العاصمة بكين وفي المناطق التي تقطنها الأقليات المسلمة تجسيدًا لرغبة الجانبين في تعميق الثقة المتبادلة بينهما وتطوير العلاقات بين الجانبين، مشيرًا إلى أنه تم التطرق إلى موضوع الحوار بين الحضارات، في ظل الأهمية التي توليها المنظمة للحوار بين الحضارات وأتباع الديانات، للإسهام في تكريس قيم السلام والتسامح ورفع اللبس الذي يلف بعض المفاهيم المغلوطة.
وأكد السفير عالم حرص المنظمة على تعزيز علاقات التعاون مع الحكومة الصينية، مشددًا على معارضتهما للأعمال الإرهابية والانفصالية وممارسات التطرف العنيف بمختلف تجلياته، غير أنها في الوقت ذاته معنية بأحوال المسلمين، أغلبيةً كانوا أو أقلية، لذا فهي تهتم دون المساس بالشؤون الداخلية للدول، بمتابعة أوضاع الجماعات والمجتمعات المسلمة في مختلف دول العالم.
وشدد في هذا الإطار على قناعة المسؤولين في المنظمة بأن الأقليات المسلمة عبر العالم بمقدورها الاضطلاع بدور الجسر الثقافي والحضاري بين دولها من جهة، والمنظمة ودولها الأعضاء من جهة أخرى، وذلك من خلال إبراز قيم التسامح والمواطنة الحقّة وتجسيد المفاهيم السامية التي تعج بها منظومة القيم الإسلامية.
وبيّن السفير عالم أن المسؤولين الصينيين أكدوا أن للمسلمين دورًا ملموسًا في ازدهار الصين اقتصاديًا وحضاريًا، خاصة أن الإسلام دخل الصين حوالي عام 650م، فيما توضح الإحصاءات الرسمية أن إجمالي عدد المسلمين في البلاد يناهز 21 مليون نسمة وينتمون إلى 10 قوميات مختلفة، ويبلغ عدد المساجد نحو 35 ألفًا، في حين يبلغ عدد الأئمة والخطباء نحو 50 ألفًا ويصل عدد الجمعيات الإسلامية إلى 500 مؤسسة مشيرًا إلى أن وفد المنظمة أجرى جولة ميدانية شملت زيارة مسجد أوكس ستريت ومقر ومسجد الجمعية الإسلامية في بكين، وتم الاطلاع على أحوال المسلمين في إقليم تشينجيانج وزيارة مسجد عيد خاه في مدينة كاشغر، ومدينة أرومتشي، إضافة إلى زيارة بعض المراكز الثقافية والحضارية.