أوباما يحث البريطانيين على البقاء في الاتحاد الأوروبي

كما كان متوقعا، ركز الرئيس الأميركي باراك أوباما، أثناء زيارته لبريطانيا، على "نصح" لندن بعدم هجر الاتحاد الأوروبي.

وفي ختام محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الجمعة 22 أبريل/نيسان، أشاد أوباما بالعلاقات المميزة التي تربط واشنطن بلندن، وحث بريطانيا على "قيادة" سائر الدول الأوروبية، كما أنه أشار إلى تماشي بقاء عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي مع مصالح الولايات المتحدة.

وفي تناوله مواضيع أخرى، شدد الرئيس الأمريكي على أهمية مواصلة التعاون بين البلدين في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومكافحة الإرهاب، كما أنه تطرق إلى موضوع تسوية الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.

المصالح الأمريكية والعلاقات المميزة

لقد أخذ الرئيس الأمريكي على محمل الجد احتمال ترك بريطانيا صفوف الاتحاد الأوروبي بناء على نتائج الاستفتاء المقرر في 23 من الشهر المقبل. وصرح أوباما بأن نتائج الاقتراع تمثل موضع اهتمام بالغ بالنسبة للولايات المتحدة، على الرغم من أن القرار في هذا الشأن "يعود، في نهاية الأمر، إلى الناخبين البريطانيين". وأوضح فكرته قائلا إن نتائج الاستفتاء ستؤثر على مستوى معيشتنا أيضا".

وبحسب الرئيس الأمريكي، فإن الاتحاد الأوروبي "لا يقيد النفوذ البريطاني في العالم، إنما على عكس ذلك يزيده". وتابع أن "الولايات المتحدة تريد أن ترى في المملكة المتحدة شريكا قويا" وأن بريطانيا تستفيد من السوق الأوروبية الموحدة أكثر من أي بلد آخر، بالإضافة إلى أن لندن من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي "تعزز الأمن الجماعي". وشدد أوباما على أن "أمريكا تريد للنفوذ البريطاني أن يزداد، بما في ذلك في أوروبا".

من جانبه، أشار كاميرون إلى أن الاستفتاء المزمع إجراؤه يعد "خيارا سياديا للشعب البريطاني"، وإن كان مجديا الإصغاء إلى "أفكار أصدقائنا وآرائهم ومواقفهم".

وذكر كاميرون أن الاتحاد الأوروبي يخوض مع الولايات المتحدة مفاوضات حول أكبر اتفاق تجاري في التاريخ العالمي، مشيرا إلى دور لندن الريادي في هذه العملية. وأضاف أن العضوية في الاتحاد الأوروبي تعد "آلية هامة تتيح لحكومتنا جعل بلادنا مزدهرة وآمنة".

فيما أشار أوباما إلى أنه في حالة مغادرة بريطانيا من الاتحاد فستغدو لندن "في ذيل الطابور" فيما يتعلق بعقد صفقات تجارية مع واشنطن التي ستركز على عقدها مع الاتحاد الأوروبي وكتل تجارية كبيرة.

محاربة داعش

أعلن أوباما أن بريطانيا والولايات المتحدة ستواصلان "تطوير النجاح" في محاربة داعش والعمل على حل النزاعات في الشرق الأوسط. وأضاف أنه وكاميرون بحثا "التحديات التي تهدد أمننا ونبقى متمسكين بمنع هجمات إرهابية ضد شعبينا وبتطوير النجاح في هزيمة داعش"، وأن القوات الأمريكية والبريطانية تقوم "بتدمير قنوات تمويل داعش ومخابئه". وتابع أن الجانبين بحثا سبل تسوية الأزمات في الشرق الأوسط، من اليمن وإلى سوريا، وكذلك في ليبيا، حيث ستدعم واشنطن ولندن الحكومة الجديدة في مواجهتها للقوى المتطرفة.

الهدنة في سوريا

وفي تطرقه إلى الوضع في سوريا، أقر أوباما بأنه قلق على صمود نظام وقف الأعمال العدائية هناك، مع أنه أعرب في الوقت نفسه عن استغرابه لطول مدة بقاء الهدنة في سوريا.

كما أقر الرئيس الأمريكي بأن واشنطن نظرت في جميع الحلول الممكنة لإنهاء الأزمة السورية، لكنها تنطلق من أن المفاوضات السياسية تبقى السبيل الأمثل لتحقيق هذا الهدف.

الدور الروسي في سوريا

وجدد أوباما بهذا الصدد موقفه الداعي إلى أن "الانتقال السياسي" في سوريا أمر ملح، مضيفا أن هذا الأمر يتطلب دعما من قبل روسيا التي بإمكانها ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. وقال أوباما إنه تحدث حول هذا الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اتصاله الهاتفي معه في 18 من هذا الشهر، مضيفا أنه أكد لبوتين مواصلة الجهود الأمريكية لإقناع المعارضة السورية بالبقاء في جنيف.

كما جدد أوباما اعتقاد واشنطن بأن "نظام الأسد" فقد شرعيته نهائيا ويعد "إجراميا" في نظر الولايات المتحدة. أما روسيا وإيران اللتان تدعمان دمشق فاعتبر أوباما إن سياستهما هذه "محكوم عليها بالفشل". وأضاف: "أنا أؤمن بأن روسيا ستعترف في نهاية المطاف بأن النزاع لا يمكن حسمه بانتصارات عسكرية على من ندعمهم".

موضوع العقوبات

من جهته، قال كاميرون إن بريطانيا "لعبت ولا تزال تلعب دورا قياديا" فيما يتعلق بفرض عقوبات ضد روسيا في الماضي وإبقاء هذه العقوبات في الوقت الحالي. وأضاف: "لولا بريطانيا فلم يكن لي أن أتأكد من نجاح فرض هذه العقوبات". وذكر رئيس الوزراء البريطاني بهذا الموضوع كمثال على أهمية بريطانيا بالنسبة لأوروبا الموحدة. كما أشار كاميرون إلى أن لندن تبقى من الأنصار المتحمسين لإبقاء العقوبات المفروضة ضد موسكو في المستقبل.