بكين - فلسطين اليوم
بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم /الخميس/ برسالة تهنئة إلى رودريجو دوتيرتي بمناسبة تنصيبه رئيسا للفلبين، وذلك بالرغم من التوترات بين البلدين خلال السنوات الماضية، منذ رفع مانيلا دعوى تحكيم دولي ضد بكين عام 2013، بشأن نزاعهما في بحر الصين الجنوبي، وهى الدعوى التي أعلنت المحكمة الدولية في لاهاي أمس /الأربعاء/ أنها ستبت فيها بشكل نهائي قبل منتصف شهر يونيو المقبل.
وأعرب الرئيس الصيني، في رسالته، عن استعداده للعمل مع الرئيس الفلبيني الجديد لتحسين العلاقات بين البلدين.
ووفقا لوزارة الخارجية الصينية، فإن الرسالة أكدت كذلك على أن حسن الجوار والصداقة كانتا دائما السمة التي تتصف بها العلاقات بين البلدين التي يمتد تاريخها لآلاف السنين، داعية إلى الإصرار على توجيه العلاقات مرة أخرى إلى هذا المسار السليم.
كانت الصين أصدرت تصريحا رسميا، منذ ساعات، أكدت فيه مجددا أن محكمة التحكيم الدولية في لاهاي ليس لها سلطة قضائية لنظر الدعوى في قضية بحر الصين الجنوبي التي رفعتها الفلبين أمامها من جانب واحد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لى، في تعليق حول إعلان هيئة التحكيم في لاهاى عزمها إصدار حكمها النهائي في 12 يونيو المقبل، إن مبادرة الفلبين بالتوجه للتحكيم الدولي بشكل أحادي هو تصرف غير شرعي وفيه انتهاك للقانون الدولي، مؤكدا أن الصين لن تقبل أي حلول من طرف ثالث أو تسوية يتم فرضها عليها.
وشدد لي على أن الحكومة الصينية ستستمر في الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وستعمل مع الدول بشكل مباشر من أجل حل الخلافات في بحر الصين الجنوبي، وهو الممر المائي الإستراتيجي الذي تمر فيه سنويا تجارة دولية تقدر بخمسة تريليونات دولار، عبر المفاوضات القائمة على أساس احترام الحقائق التاريخية وطبقا للقانون الدولي، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي.
ويعلق البعض الأمل على حكومة دوتيرتي الجديدة في أن تقوم بتحسين العلاقات مع الصين، لاسيما أن بكين كانت أكدت منذ نحو عشرة أيام استعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة في مانيلا لعودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها التنموي السليم، وذلك عقب خطاب ألقاه دوتيرتي عدد فيه فوائد توجيه بلاده اهتمامها إلى تنمية العلاقات مع الصين، التي تدهورت كثيرا خلال حكم الرئيس السابق أكينو بينينو على خلفية النزاع حول بحر الصين الجنوبي.
وكانت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) نشرت تقريرا صباح اليوم حول العلاقات بين الصين والفلبين، قالت فيه إنه على الرغم من أن قضية التحكيم سرقت الكثير من الأضواء من تلك العلاقات، إلا أن الشجار السياسي الذي بدأته حكومة أكينو أبعد ما يكون عن الصورة الكاملة للعلاقات الثنائية.
وأشارت إلى أنه، في 2015، كانت الصين أكبر مصدر لواردات الفلبين، وثاني أكبر شريك تجاري لها، وثالث أكبر سوق لصادراتها. وبلغ حجم التجارة الثنائية 45.65 مليار دولار أمريكي بزيادة 2.7%، مؤكدة أن هذه الأرقام ما هي إلا مجرد لمحة بسيطة عن التفاعل الوثيق بين الجارين.
وألقى التعليق الضوء على إعراب حكومة الفلبين الجديدة عن أملها في التعاون مع الصين لتطوير البنية التحتية في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، حتى أن دوتيرتي قال مرارا إنه ربما يسعى إلى القيام بأعمال استكشافية مشتركة في بحر الصين الجنوبي، وهو مبدأ طالما نادت به الصين.
وقالت (شينخوا) إنه بينما تبقي الصين باب الحوار مفتوحا على مصراعيه، فإن الكرة الآن في ملعب مانيلا. وإذا كان كلام دوتيرتي عن إعادة العلاقات الصينية - الفلبينية إلى مسارها الصحيح حقيقيا، فإن الوقت قد حان الآن لكي ينفذ.