ألبارسلان تشيليك

أعلن مراد أوستيونداغ، محامي المواطن التركي ألبارسلان تشيليك، المشتبه به في قتل طيار قاذفة "سوخوي-24" الروسية، أن نيابة تركيا قد تفتح قضية جنائية بهذا الصدد ضد موكله.

وقال المحامي في حديث لوكالة "تاس" الروسية، الاثنين 25 أبريل/نيسان: "من الممكن افتتاح جلسة الاستماع الخاصة بقضية قتل الطيار الروسي في حال اعتبرت النيابة الأدلة والبراهين المتوفرة لديها كافية لفتح قضية جنائية".

وأشار المحامي في الوقت نفسه إلى أن هذا القرار لم يتم اتخاذه بعد، موضحا أن هذه القضية، في حال فتحها، ستكون ثانية ضد موكله، الذي يواجه حاليا اتهامات بانتهاك قانون الأسلحة فحسب.   

من جانب آخر، أعلن مراد أوستيونداغ، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، الاثنين 25 أبريل/نيسان، أنه سيسلم شهادة موكله للجانب الروسي. 

وقال المحامي: "شهادة تشيليك، الذي تحدث فيها بالتفاصيل حول حادث الطائرة، سيتم تسليمها من قبلي إلى السفارة الروسية في تركيا ووزارة الخارجية الروسية".

وأضاف المحامي: "هناك تسجيل موثق يصرخ موكلي فيه (لا تطلقوا النار!)، وبالتالي، لم يكن بوسعه أن يطلق النار، علاوة على ذلك، تبلغ المسافة من موقع الكاميرا إلى موقع سقوط الطيار 2 - 3 كيلومترات، ليس هناك سلاح يصيب على مثل هذه المسافة بالتصويب، لذلك، استنادا إلى الأدلة المتوفرة، يمكنني القول إن النيابة لن تكون لديها أدلة كافية لاتهام تشيليك بقتل أوليغ بيشكوف".

وأشار أوستيونداغ إلى أن تقرير الاتهام سيكون جاهزا خلال أسبوع أو أسبوعين، ثم ستبدأ محاكمة تشيليك.

بدورها، أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق من الاثنين، أن "الجانب الروسي مهتم بالشهادات المفصلة والنهائية حول الضلوع في مقتل الطيار الروسي وتسلسل الأحداث والمشاركين فيها وتفاصيل ما حدث، على أن تستند إلى أدلة".

وألقت قوات الأمن التركية القبض على ألبارسلان تشيليك و14 شخصا آخرين، في 30 مايو/أيار، في أحد مطاعم مدينة إزمير، وصادرت الشرطة من المحتجزين بندقية ومسدسات حربية.

ومن المفترض أن يكون بعض عناصر المجموعة قد عادوا من سوريا، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب المسلحين ضد القوات الحكومية السورية. 

وفي وقت سابق، نشرت وسائل إعلام تقارير قالت فيها إن تشيليك قد اعترف بقتل طيار القاذفة "سوخوي-24" الروسية، أوليغ بيشكوف، لكن المشتبه به نفسه أعلن بعد احتجازه أنه لم يطلق النار على الطيار ولم يأمر لمقاتليه بذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يتحمل المسؤولية عن الحادث كونه قائدا للمسلحين، الذين قتلوا بيشكوف.  

يذكر أن طائرة "سو-24" تحطمت في سوريا، صباح 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نتيجة لاستهدافها بصاروخ جو - جو من قبل سلاح الجو التركي فوق الأراضي السورية على بعد 4 كيلومترات من الحدود مع تركيا.

ولقي أوليغ بيشكوف، قائد الطائرة الروسية، مصرعه جراء إطلاق مسلحين تركمان النار أثناء هبوطه بالمظلة، فيما تمكنت القوات الروسية من إنقاذ الطيار الثاني.

وادعت أنقرة أن الطائرة الروسية اخترقت خلال تحليقها مجال تركيا الجوي دون موافقة القوات التركية، فيما تقول وزارة الدفاع الروسية إن القاذفة لم تخرج من أجواء سوريا، الأمر الذي تؤكده معطيات نظام الدرع الصاروخي السوري.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الحادث، الذي أدى إلى تدهور غير مسبوق للعلاقات بين موسكو وأنقرة، بأنه "طعنة في الظهر" من أعوان الإرهاب، بينما لا تزال السلطات التركية ترفض تقديم اعتذار رسمي لموسكو على إسقاط الطائرة الروسية ومقتل قائدها.