واشنطن-فلسطين اليوم
اعترف بابا الفاتيكان السابق، بنديكت السادس عشر، بأنه عانى من «الحكم الفعلي» للفاتيكان، وأنه لم يكن موفقًا في إدارته، وذلك بعد 3 أعوام من تقديم استقالته من منصبه طواعية.
ونشرت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية، أمس، مقتطفات من كتاب يرصد السيرة الذاتية للبابا الشرفي للكنيسة الكاثوليكية، تحت عنوان «المحادثات الأخيرة»، وسيصل الكتاب إلى المكتبات في ألمانيا وإيطاليا، وسيصدر باللغة الإنجليزية في نوفمبر المقبل.
ونقل الكتاب عن بنديكت قوله: «ربما كانت من بين نقاط ضعفي عدم الحزم في الحكم واتخاذ القرارات»، وأضاف بنديكت، 89 عاما، في كتابه، الذي أعده الصحفي الألماني بيتر سيفالد، معتمدا على مقابلات معه إن: «الحكم الفعلي ليس من نقاط قوتي، بل نقاط الضعف، ولكنني لا يمكن أن أعتبر نفسي فاشلا».
وفي 2013، أصبح بنديكت السادس عشر أول بابا للفاتيكان يستقيل خلال 600 عام تقريبا، وأرجع حينها قراره بسبب بإجهاده وتقدمه في العمر، في الوقت الذي تردد أن قراره تأثر بمعاناته في محاولة التغلب على الفضائح في الفاتيكان، ولكن بنديكت يصر على أن سجله بشكل عام كبابا للفاتيكان هو سجل إيجابي، نافيا التلميحات بأنه استقال مضطرا، ويقول إنه بعد أن كان في البداية «غير متأكد» بشأن خلفه بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، فإنه الآن «سعيد حقا» به.
وحدثت العديد من الأزمات في عهد بنديكت، أبرزها، تصريحاته المسيئة للإسلام، التي أطلقها، في محاضرة بألمانيا في سبتمبر 2006، عن الإسلام والنبي محمد، والجهاد، واتهم فيها الإسلام بأنه دين ضد العقل. وتطرق خلال محاضرته التي كانت بعنوان «العقل والإيمان في التقاليد المسيحية والحاضر المسيحي»، إلى موضوع «آيات القتال» في القرآن، مدعيا أن الإسلام انتشر بحد السيف، وهو الأمر الذي أثار احتجاجات عنيفة في أنحاء العالم، حيث اندلعت مظاهرات في عدد من الدول ذات الغالبية الإسلامية تطالب البابا بالاعتذار.
وحاول بنديكت احتواء الموقف، حيث التقى بعد أيام من المحاضرة مع 17 سفيرا من سفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى الفاتيكان، وألقى خطابا أبدى فيه أسفه من تداعيات الموقف، وأكد الجوانب المشتركة بين المسيحية والإسلام.
ولم تتوقف تصريحات بنديكتو عند هذا الحد، ففي 2010، طالب الدول الإسلامية بمنح الأقليات غير المسلمة المقيمة بها الحرية الدينية المطلقة، مستنكرا فرض كثير من الدول الإسلامية القيود على ممارسة الأقليات غير المسلمة لشعائرهم، كما حدث خلال الكثير من الجدل بسبب فضيحة تحرش الكهنة جنسيا بأطفال.