مراحيض عامة قديمة تتحول إلى حانات في لندن

تسعى سلطات لندن إلى الاستفادة من كل متر مربع في العاصمة البريطانية، بما في ذلك مراحيض عامة قديمة تقوم بتحويلها إلى مقاه وحانات ومتاجر.

وتشجع البلدية على الاستثمار في هذه المراحيض التي بقيت خارج الخدمة لعدة عقود في بعض الأحيان.

وقد اختارت بعض الحانات التي فتحت محل هذه المراحيض أسماء تذكر بماضيها، من قبيل حانة "دبليو سي" (أي المرحاض بالإنكليزية) في جنوب العاصمة، في حين فضلت حانات أخرى اعتماد أسماء محايدة مثل "ذي آتندند" و"سيلار دور" في وسط المدينة.

وليست هذه الظاهرة بالجديدة، لكنها تسارعت مؤخرا، على حد قول ريتشل إريكسون المتخصصة في تنظيم جولات على المراحيض العامة القديمة التي لا تزال قيد الاستخدام في لندن.

وصرح جايك مانجن (34 عاما) الذي فتح في تموز/يوليو حانة "دبليو سي" أن "الحكومة تدفع المجالس البلدية إلى استخدام جميع الأماكن الشاغرة لدر العائدات"، من قبيل المراحيض الخارجة عن الخدمة ومحطات قطارات الأنفاق غير المستعملة. وباتت هذه العقارات تؤجر بأسعار أرخص من العادة.

وحافظت حانة "دبليو سي" الواقعة في مراحيض قديمة في الأنفاق تعود إلى العصر الفيكتوري بالقرب من محطة قطار الأنفاق في كلابام كومن على الأرضية الرخامية والتصاميم الخزفية على الجدران. وبقيت المباول مكانها لتشكل المراحيض في الحانة.

واختارت كايتي هاريس صاحبة "ذي كونفينييس" الذي يتحول ليلا من مطعم إلى حانة أن تبقى التصاميم عينها.

وشرحت صاحبة المطعم البالغة من العمر 30 عاما "لم أكن أريد أن اخفي اننا في مراحيض سابقة ... لكنني لم أكن أريد أيضا أن يكون الأمر جد جال".

وأقرت مصممة الديكور بأن تحويل المراحيض العامة إلى مطعم شكل تحديا كبيرا بالنسبة إليها على الصعيد المهني، كاشفة أنها تحب كثيرا هذه التصاميم البسيطة التي تعود إلى الأربعينيات.

وقالت كايتي هاريس "من المهم جدا الحفاظ على المواقع وفتحها لسكان الحي".

أما راين دي أوليفييرا صاحب "ذي آتندند" والخبير في في الشؤون المالية، فهو لفت إلى أن "إنعاش مواقع أصبحت خارجة عن الخدمة يوسع الآفاق". وهو حافظ على الجدران وطرادات المياه في هذه المراحيض العامة التي فتحت في العام 1890.

وقالت لورا إحدى زبونات هذا المطعم إن "القهوة جيدة جدا والأجواء جميلة والفكرة فريدة من نوعها".

وفيليب البالغ من العمر 35 عاما والجالس على إحدى طاولات حانة "دبليو سي" كشف أن "هذا الطابع الأصلي يضفي رونقا على المكان. والأجواء جميلة جدا هنا ... والأهم أنه ما من روائح كريهة".